تضامن نسائي على تويتر مع شهيدات الغدر الذكوري

شاركت نساء عربيات من مختلف الدول العربية قصص ضحايا شهيدات العنف الذكوري عبر حملة لاقت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، للحديث عن قصص لم يسمع بها أحد، والتذكير بأخرى انتشرت على نطاق واسع ورغم ذلك لم ينل الجناة العقاب.
الرياض - انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمناصرة ضحايا العنف الذكوري تحت ستار العادات والتقاليد والشرف والعفة تستهدف كل مكان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معلنة ملء الفضاء البديل بالحداد والغضب وبصور وأسماء وقصص #شهيدات_الغدر_الذكوري لتخليد حقهن في العدالة.
وخلال أسبوع ابتداء من الثاني والعشرين من أغسطس الجاري، تتحدث الآلاف من النساء في المنطقة العربية عن قصص لنساء وأطفال في الدائرة القريبة منهن أو في مجتمعاتهن، عبر هاشتاغ #حداد_شهيدات_الغدر_الذكوري و#يعممون_العنف_ونعمم_التضامن، وانهالت المشاركات من مختلف الدول العربية تسرد حكايات سبق أن أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل، والكثير غيرها لضحايا لم يسمع بهن أحد.
وكتبت مغردة سعودية:
وقالت الحملة الداعمة للضحايا، في منشور تم تداوله على تويتر، “إن مسلسل الاغتيال إذا لم يكن غريبا على النساء، هو جزء أصيل من حياة كل واحدة منا منذ ولادتها، نعتاد عليه ونندمج ونتعايش معه حتى وإن كان ذلك يعني أن نتنازل في كل مرة عن شيء أو شخص نحبه ونتابع الحياة بأقل قدر ممكن ربما لأن وعينا سُمم بأن العائلة هي مصدر الأمان وتعرف مصلحتنا أكثر منا، بأن العنف والوصاية هما نوع من الرعاية والخوف، وبأن رفضنا لها يعد عقوقا وكراهية للآباء والأشقاء والأزواج واستقرار الأسرة والمجتمع”.
وأشارت الحملة إلا أنه من خلال هذه المبررات “يبدأ تطبيع أن حياتنا (النساء) رخيصة وغير مهمة وأننا كائنات ولدت محكومة بمصير يتربص به الموت من كل جهة، كل القيم في السياسة والدين والثقافة تقوم على إقصائنا وإيجاد المبررات لدفن أصواتنا وأجسادنا ودفن حقنا في العدالة بعد ذلك، كأن توصف جرائم اغتيالنا بأنها جرائم “شرف”، الشرف ذلك الغول الجاثم على مصائرنا ويمثل بالنسبة للأبوية صمام الأمان الذي سيواصل مسلسل إخضاعنا وترهيبنا ثم قتلنا إن لم نمتثل”.
وقالت ناشطات أن المنازل أصبحت أخطر الأماكن على الكثير من النساء، وكتبت إحداهن:
وأضافت أخرى:
Nanny8008@
من الأشياء المرعبة عديمة الضمير أن الغدر الذكوري، مثل الجزار الذي تعيشين حلو ومر حياتك معه يمكن يكون أخوك الصغير الذي راعيتيه واهتممتي به ويمكن أبوك الذي تعتقدينه أحد أبطال قصة حياتك، وبالأخير تكونين عايشة مع مجرمين ما تدرين من يغدر فيك لو مجرد شك.
وتنتشر جرائم القتل بذريعة الشرف بصورة كبيرة في المجتمعات العربية، والجريمة مضاعفة لأن من يرتكبونها يتباهون بأفعالهم ويعتبرون أنها مدعاة للفخر كما حدث مع قصة الفتاة الأردنية التي قتلها والدها ثم جلس يشرب الشاي قرب جثتها، وذلك اليمني الذي قتل ابنته ذات التسع سنوات خوفا على سمعته، وعائلة إسراء غريب التي اشترك في قتلها أشقاؤها وزوج أختها بذرائع واهية لمجرد الشك دون أن ينال الجناة القصاص العادل.
وتعود أسباب انتشار جرائم القتل بسبب الشرف في المجتمعات العربية إلى ذكورية المجتمع وهيمنة الرجل على المرأة والنظرة الدونية للمرأة واعتبارها أقل شأنا منه، وذلك في ظل غياب التشريعات والقوانين الرادعة التي تجرم هذه الأفعال أمام من تسول له نفسه بارتكاب هذه الجرائم وعدم وجود عقوبة واضحة وصريحة لمرتكبي هذه الجرائم، وغياب التنشئة التربوية الصحيحة القائمة على مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية، بالإضافة إلى عدم توفر الوعي الديني السليم في المجتمع.
وكتبت ناشطة:
وذكر مغردون أن كل القصص التي ذكرت من خلال الهاشتاغ والتعليقات ومقاطع الفيديو لفتيات وضحايا هذا النوع من الجرائم، لا تعد إلا نسبة صغيرة مما يحدث على أرض الواقع، ويوجد الكثير من القصص التي لم يكشف عنها وتم التستر عليها ولم تعرف حتى أسماءهم وما خفي أعظم.
وذكرت الحملة أنه ربما لن تتحقق العدالة ولن يتوقف القتل أو العنف أو الوصاية أو يكف الجناة عن إجرامهم قريبا، لكن الحملة مستمرة من خلال الوعي ضد التزييف.
واستنكر البعض الانتقادات التي طالت الحملة واعتبرت أنها مبالغة أو تهدف إلى تمرد النساء أو ضد الشريعة الإسلامية، وتوجهوا لمهاجمي حقوق النساء برسالة مفادها: إن كنت مُستاء من غضب النساء والحراك النسوي تذكّر أن غضبهم نِتاج معاناة طويلة وربما مستمرة، ولا يحق لأحد أن يقول للآخرين إن أصواتهم ضد الظلم مزعجة أو غير ضرورية.
وأكدوا أن المجتمع الذكوري يمارس تناقضات غريبة بشأن التعاليم الإسلامية التي يفترض أنها تطبق على المرأة والرجل، في حين أنها تنفذ بشكل تعسفي على المرأة فقط بل والجرائم التي لا يقرها حتى الدين، وقالت مغردة: