الطموح سلاح سان جرمان لكسر صخرة بايرن بدوري الأبطال

توخيل يسعى لتبديد حلم فليك في نهائي المسابقة الأوروبية.
الأحد 2020/08/23
حوار تاريخي

يتسلح فريق باريس سان جرمان الفرنسي بطموحه القوي لكسر الهيمنة التي فرضها بايرن ميونخ الألماني بمسابقة دوري الأبطال في هذا الموسم الاستثنائي وأوقعته معه في اللقاء النهائي للبطولة الأوروبية الأبرز، وذلك عندما يلاقيه وجها لوجه اليوم الأحد في لشبونة.

لشبونة - سيجمع النهائي الحلم لدوري أبطال أوروبا الأحد في لشبونة بين باريس سان جرمان الفرنسي الذي يطمح إلى إحراز لقبه الأول في تاريخه في هذه المسابقة وبايرن ميونخ الألماني “العنيد” الذي توج باللقب خمس مرات آخرها عام 2013.

ويتطلع كلا الفريقين إلى تحقيق اللقب الحلم هذا الموسم، بايرن الساعي إلى تتويج سيطرته المحلية بلقب قاري غال بعد سبع سنوات من الانتظار، فيما بدأ حلم سان جرمان يكبر بعد كسر نحس الخروج من الربع النهائي والاقتراب من اللقب الذي تمنّع طويلا عن الباريسيين.

وتحمل المباراة في طياتها العديد من المواجهات: بين البرازيلي نيمار والبولندي روبرت لفياندوفسكي على لقب أفضل لاعب في العالم، الفرنسي كينغسلي كومان جناح بايرن في مواجهة الفريق الذي انطلق منه، كيليان مبابي في مواجهة البعض من زملائه في منتخب فرنسا الذين توجوا أبطالا للعالم في مونديال روسيا 2018.

هذا بالإضافة إلى المواجهة الألمانية البحتة على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين بقيادة المدربين هانز فليك (بايرن ميونخ) وتوماس توخيل، وكلاهما كال المديح للآخر قبل أيام من المواجهة المرتقبة.

وقال فليك بعد فوز فريقه على ليون الفرنسي في نصف النهائي بثلاثية نظيفة “قام توخيل بعمل رائع في باريس. فريقه يعمل جيدا، هو يقوم بعمل استثنائي. أتشوق لرؤيته الأحد”.

وإذا كانت مقاطعة بافاريا لم تحتفل بتأهل فريقها إلى المباراة النهائية للمرة الحادية عشرة في تاريخه خلافا لما حصل في العاصمة الفرنسية، فذلك لأن بايرن دأب على بلوغ مراحل متقدمة من المسابقة القارية الأهم.

فمنذ انطلاق دوري الأبطال عام 1955 (كانت تدعى حينها كأس أبطال الأندية)، خاض بايرن الذي تأسس عام 1900، عشر مباريات نهائية، وإذا نجح في التتويج بلقبه السادس الأحد، فإنه سيعادل رقم ليفربول الإنجليزي مع ستة ألقاب في المركز الثالث وراء ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي (13 لقبا) وميلان الإيطالي مع 7.

ومن الفريق الذي توج بطلا عام 2013، لا يزال بايرن يحتفظ بأربعة لاعبين خلال الموسم الحالي وهم قائده حارس المرمى مانويل نوير وتوماس مولر وجيروم بواتينغ والإسباني خافي مارتينيز.

وفي غياب ريال مدريد والنجمين الكبيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الفائزين بتسعة من الألقاب الـ13 الأخيرة في هذه المسابقة، يمثّل تواجد بايرن صمودا في وجه العالم الجديد المتمثل في قوى جديدة على المسرح القاري التي يجسدها سان جرمان المملوك من دولة قطر.

المواجهة بين بايرن وسان جرمان تعتبر تجسيدا لرؤيتين مختلفتين من الناحيتين الاقتصادية والإستراتيجية

وتُعتبر المواجهة بين بايرن وسان جرمان تجسيدا لرؤيتين مختلفتين من الناحيتين الاقتصادية والإستراتيجية. ففي الوقت الذي لا يتردد فريق العاصمة الفرنسية في إنفاق أموال طائلة للتعاقد مع أبرز نجوم اللعبة أمثال نيمار (220 مليون يورو من برشلونة) وكيليان مبابي (185 مليون يورو من موناكو)، فإن الفريق البافاري يحافظ على توازن مالي، وقد انتظر حتى الموسم الماضي لكي ينفق قرابة 85 مليون يورو للتعاقد مع المدافع الفرنسي لوكا هرنانديز من أتلتيكو مدريد. وسيتم بث المباراة النهائية مباشرة على شاشات عملاقة في ملعب بارك دي برانس أمام 5 آلاف متفرج، في حين كشفت مصادر في الشرطة أنه لن يتم السماح بتخصيص مساحات معينة في أماكن مختلفة من العاصمة لأنصار سان جرمان، وهو ما اقترحته وزيرة الرياضة روكسانا ماراسينيانو.

وانتقدت مساعدة قطاع الصحة في بلدية باريس آن سويريس اقتراح ماراسينيانو، معتبرة ذلك “غير مدروس ولا قيمة له من الناحية الصحية”.

ورغم أن الترشيحات تصب في مصلحة بايرن لاسيما بعد فوزه المدوي على برشلونة 2-8 في ربع النهائي، إلا أن الفريق البافاري أظهر بعض الخلل الدفاعي في مواجهة ليون دون أن يتمكن الفريق الفرنسي من استغلاله.

ويعتقد مراقبون أنه في حال لم يبادر فليك بتدارك الأمور في خط فريقه الخلفي، فقد يعاني كثيرا في مواجهة سرعة مبابي والتمريرات الدقيقة لنيمار. وهناك نقطة أمل أخرى بالنسبة إلى الفريق الباريسي هي صعود مستواه تدريجيا من مباراة إلى أخرى، فبعد معاناته لتخطي أتالانتا الإيطالي الذي تقدم عليه 1 – 0، لم يجد أي صعوبة في الفوز بثلاثية نظيفة ضد لايبزيغ الألماني.

كما أنه بدأ يستعيد معظم لاعبيه المصابين ولاسيما حارس مرماه الكوستاريكي كيلور نافاس ولاعب وسطه الإيطالي ماركو فيراتي الذي شارك في أواخر المباراة ضد لايبزيغ.

وأشار فيراتي إلى أن “المدرب هو الذي سيتخذ القرار (بشأن مشاركته من عدمها)، سأبذل قصارى جهدي لكي أكون ضمن المجموعة”، مشيرا إلى أن فريقه يستعد لعيش “أهم تسعين دقيقة في مسيرته الكروية وفي تاريخ النادي”.

ويسعى توخيل إلى قيادة الفريق الفرنسي للتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بمدينة لشبونة.

ويمثل اللقب الجائزة الكبرى والهدف الأسمى للفريق الباريسي، علما وأن سان جرمان حصد ألقاب 40 بطولة محلية على مدار تاريخه، لكنه لم يحرز الكأس “ذات الأذنين” من قبل.

ويأمل توخيل في معاقبة بطل البوندسليغا على طريقة يورغن كلوب، مدرب ليفربول، وذلك لرفض بايرن التعاقد معه أثناء وجوده مدربا لماينز.

23