اليونان تستأنف ترحيل المهاجرين بشكل طوعي

الحكومة اليونانية تقرر تقديم لما مجموعه خمسة آلاف مهاجر غادروا بلدانهم لأسباب اقتصادية مبالغ تحفيزية بقيمة 2400 دولار لكل فرد للعودة إلى دياره.
الجمعة 2020/08/07
موجة جديدة من الهجرة

أثينا- غادرت اليونان الخميس أولى الطائرات التي تقل مهاجرين لأسباب اقتصادية، بشكل طوعي إلى بلدانهم في مستهل برنامج يموّله الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تخفيف الضغط عن هذه الدولة التي يصل غالبية المهاجرين الساعين لدخول أوروبا إلى شواطئها.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس إن “أول مجموعة غادرت أثينا تضم 134 عراقيا في أكبر عملية إعادة طوعية تنفذها بلادنا والأكبر في أوروبا هذا العام”.

وستقدم اليونان لما مجموعه خمسة آلاف مهاجر غادروا بلدانهم لأسباب اقتصادية، مبالغ تحفيزية بقيمة ألفي يورو (2400 دولار) لكل فرد للعودة إلى دياره.

وعلى الراغبين في العودة أن يكونوا قد وصلوا اليونان قبل الأول من يناير 2020، ولا زالوا موجودين في جزر ليروس وساموس وليسبوس وكوس وخيوسن حيث أمامهم شهر لتقديم طلب للعودة.

ينص ما يسمّى بنظام دبلن على أنه يجب على طالبي اللجوء تقديم طلباتهم في الدولة التي يصلون إليها أولا في الاتحاد الأوروبي وهو نظام يضع اليونان تحت ضغط كبير

وأعلن عن الخطة في مارس لكن لم يتم تفعيلها حتى الآن بسبب تفشي فايروس كورونا. والمبالغ المالية تهدف إلى مساعدة طالبي اللجوء على بداية عمل جديد في بلدانهم الأصلية، وفق ما ذكرت آنذاك مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون.

وقد وصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى اليونان في 2015 و2016، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وهناك حاليا قرابة 120 ألفا منهم في اليونان. ويقيم أكثر من 25 ألف طالب لجوء في مخيمات في جزر بحر إيجه الخمس، والتي أقيمت أساسا لتتسع لـ6095 شخصا فقط.

وعبر مئات الألوف الحدود إلى أوروبا من تركيا عبر اليونان في 2015 و2016 قبل إبرام اتفاق توسط فيه الاتحاد الأوروبي للحد من تدفقهم. لكنّ أعداد الوافدين الجدد ارتفعت منذ سبتمبر 2019. وبحسب أرقام المفوضية العليا للمهاجرين، وصل أكثر من 46 ألف مهاجر إلى اليونان عام 2019، ما يزيد عن عدد الوافدين إلى إسبانيا وإيطاليا ومالطا وقبرص معا.

وإن كان هذا الرقم لا يقارن بمليون لاجئ وصلوا إلى الأراضي اليونانية عام 2015، فإن هذه الموجة الجديدة تعيد طرح مسألة استقبال اللاجئين في اليونان، ولاسيما مع اكتظاظ المخيمات التي أقيمت لاستقبالهم في جزر بحر إيجه، ما يجعلها عاجزة عن استقبال موجة جديدة من المهاجرين قد تتأتى من التهديدات المستمرة الصادرة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي أواخر فبراير، سمح أردوغان للمهاجرين بالعبور إلى الأراضي اليونانية، ليتوافد على إثر ذلك الآلاف من المهاجرين إلى اليونان، وتجمّع كثيرون منهم في منطقة إفروس الحدودية أو استقلوا قوارب إلى الجزر اليونانية.

وعزا الرئيس التركي إطلاقه للمهاجرين وعدم منعهم من الابحار باتجاه اليونان قبل أن يتراجع عن ذلك إلى ما وصفه بتقاعس الجانب الأوروبي في تحمل أعباء اللاجئين المتواجدين على الأراضي التركية ونفقاتهم، إلا أن دبلوماسيين غربيين يقولون إن موقف أنقرة جاء نتيجة رفض بروكسل دعمها سياساتها في شمال شرق سوريا.

وصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى اليونان في 2015 و2016، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وهناك حاليا قرابة 120 ألفا منهم في اليونان

وعام 2016 ، توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تقدم بروكسل بموجبه مساعدات بمليارات اليوروات لأنقرة مقابل أن تحد تركيا من تدفق المهاجرين، لكن أنقرة اتهمت الاتحاد مرارًا بعدم الوفاء بوعوده، فيما كانت أوروبا تعاني أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

ولا تزال الحكومات الأوروبية تسعى للتوافق على نظام جديد للهجرة، بدل نظام دبلن القائم الآن، لتجنب المساومة والاتهامات المتبادلة في كل مرة يتجه فيها قارب شمالا حاملا مهاجرين إلى أوروبا بحثا عن لجوء.

وتطالب اليونان بتوزيع آلي للمهاجرين بحرا حتى إيجاد صيغ بديلة، فيما ترفض دول فيسغراد ( بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا) هذا المقترح، ما يراكم الخلافات في أكثر الملفات الأوروبية إثارة للانقسام على الاطلاق.

وفي الوقت الحاضر، ينص ما يسمّى بنظام دبلن على أنه يجب على طالبي اللجوء تقديم طلباتهم في الدولة التي يصلون إليها أولا في الاتحاد الأوروبي وهو نظام يضع اليونان تحت ضغط كبير.

5