هواة "تيك توك" الأميركيون يتصدّون لتهديدات ترامب

نجوم “تيك توك” ينشرون رسالة مفتوحة إلى ترامب عبر موقع “ميديوم” يرفضون فيها أي توجه لحظر التطبيق الصيني في الولايات المتحدة.
الخميس 2020/08/06
فرصة لمايكروسوفت

سان فرانسيسكو - أثار تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر “تيك توك” في الولايات المتحدة سخط مستخدمين كثر للتطبيق الصيني في البلاد، إذ أكد هؤلاء في منشورات لهم رفض الرضوخ لمثل هذا القرار الذي يشكل في حال سريانه “انتهاكا للدستور الأميركي”.

فالمقطع المصوّر الذي نشرته الاثنين، نجمة على “تيك توك” تسمي نفسها “مايا2960”، تسخر فيه من فكرة ترامب هذه، حظي سريعا بمشاهدات فاقت المليون وبمئات آلاف الإعجابات على المنصة المملوكة من شركة “بايت دانس” الصينية.

وقالت في مقطع راب “في استطاعتك حظر هذا التطبيق لكن سيظهر آخر محله. العرض موجود حيثما يوجد الطلب”.

وقد توعدت “مايا2960” في هذا المقطع ترامب بأن مستخدمي “تيك توك” لن يقبلوا أي حظر للتطبيق، مستشهدة بالتعديل الأول في الدستور الأميركي والذي يصون حرية التعبير في وجه محاولات الرقابة الحكومية.

كذلك حقق تسجيل مصوّر آخر يحمل عنوان “أنا لدى محاولتي إقناع ترامب بأن يترك لنا تيك توك”، انتشارا كبيرا عبر التطبيق. وهو يظهر امرأة تلون وجهها بالبرتقالي وتبني جدارا من الطوب.

واستخدم الكوميدي الأميركي إيلايجا دانيالز تويتر لتوديع متابعيه على “تيك توك”، موجها “تحية كبيرة لدونالد ترامب على سوء إدارته للجائحة برمتها” وسعيه في المقابل إلى حجب تطبيق يرفع معنويات مستخدميه.

ونشر عشرون من نجوم “تيك توك” لديهم في المجموع مئة مليون متابع، رسالة مفتوحة إلى ترامب عبر موقع “ميديوم” يرفضون فيها أي توجه لحظر التطبيق الصيني في الولايات المتحدة.وجاء في الرسالة “عالم افتراضي تهيمن عليه الكراهية عبر تويتر لا يوازي البتة مقاطع الفرح والكوميديا على تيك توك”. وأضافت الرسالة “بدل القضاء على تيك توك، لماذا لا تُغتنم الفرصة لإدراج تيك توك في البورصة الأميركية أو بيعه لشركة أميركية…فلتحل الرأسمالية هذه المسألة لا الدولة”.

وقد أمهل ترامب الشركة المالكة لـ“تيك توك” ستة أسابيع لبيع عملياتها في الولايات المتحدة لشركة أميركية، تحت طائلة “إغلاق نشاطها”، لافتا إلى أن الحكومة تريد تحقيق أرباح مالية من الاتفاق.

وقال ترامب “يجب أن تكون شركة أميركية… يجب أن تكون مملوكة هنا”، مضيفا “لا نريد أن تكون لنا أي مشكلات مع مسالة الأمن”. وأشار إلى أن شركة “مايكروسوفت” بصدد إجراء محادثات لشراء “تيك توك” البالغ عدد مستخدميه نحو مليار شخص في أنحاء العالم.

لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إن التطبيق يحمل مخاطر على الأمن القومي لأنه يعرّض البيانات الشخصية للملايين من الأميركيين إلى الاختراق من الاستخبارات الصينية.

وقال ترامب “حددت تاريخا بحدود 15 سبتمبر لن يتمكنوا بعده من ممارسة نشاطهم في الولايات المتحدة”.

كذلك شدد على أن بيع “تيك توك” أنشطته في الولايات المتحدة يجب أن يدرّ أموالا طائلة على الخزانة الأميركية.

ويشتبه بعض مستخدمي “تيك توك” في أن يكون تهديد الرئيس الأميركي متصلا بشعبية المنصة بين الناشطين بينهم خصوصا المحتجون على التمييز العرقي في البلاد.

ويستهوي “تيك توك” جيلا من المستخدمين الذين شكّلت الإنترنت عاملا أساسيا في طفولتهم وشهدوا على هيمنة عمالقة الشبكة من أمثال فيسبوك.

وقال المحلل في شركة “ويدبوش” دان آيفز في رسالة إلى المستثمرين إن احتمالات استحواذ “مايكروسوفت” على “تيك توك” قوية. وأشار آيفز إلى أن هذا الشراء سيكون “بمثابة انقلاب”، لافتا إلى أن قيمة التقييم قد تقرب من 40 مليار دولار.

وقد ازدهرت مايكروسوفت من خلال التركيز على بيع البرمجيات والخدمات المخصصة للشركات، لكنها أظهرت أداء مترنحا على صعيد المنتجات الاستهلاكية باستثناء تلك الخاصة بمنصة “إكس بوكس” لألعاب الفيديو.

وقد يشكل “تيك توك” فرصة لمايكروسوفت لتنافس فيسبوك في عالم التواصل الاجتماعي، بحسب آيفز.

19