التمساح الأفريقي.. أساس الشجرة الوراثية للتماسيح

فحص جمجمة لتمساح من فصيلة “كرودوديلوس شيشياي" اكتُشفت في ليبيا العام 1939 كشف أنالتماسيح الأميركية قد تكون كلها متحدرة من أنثى وحيدة حامل من هذه الفصيلة الأفريقية القديمة.
السبت 2020/07/25
تشابه بين "كرودوديلوس شيشياي" والتماسيح الأميركية

روما - كشفت دراسة جديدة أن جمجمة متحجرة لفصيلة تماسيح أفريقية منقرضة أظهرت تشابها كبيرا مع تماسيح معاصرة في قارة أميركا يُعتقد أن أجيالا قديمة منها قطعت المحيط الأطلسي قبل خمسة ملايين سنة على الأقل.

ورأى معدّو هذه الدراسة أن التماسيح الأميركية قد تكون كلها متحدرة من أنثى وحيدة حامل من هذه الفصيلة الأفريقية القديمة التي حملتها أمواج المحيط إلى “العالم الجديد”.

وكانت جمجمة لتمساح من فصيلة “كرودوديلوس شيشياي” اكتُشفت في ليبيا العام 1939 مع أربع عينات مماثلة، لكنها فُقدت أو تحطمت خلال الحرب. وأمكن حفظ العينة الخامسة فحسب وتخزينها في متحف العلوم والأرض التابع لجامعة سابيينتزا في روما، وهي في حالة جيدة رغم كونها تعود إلى سبعة ملايين سنة.

وأعيد أخيرا بواسطة الماسح الضوئي (سكانر) فحص هذه الجمجمة البالغ طولها 50 سنتمترا، وأمكن تكوينها في صور ثلاثية الأبعاد، مما ساهم بعد طول انتظار في توضيح الجوانب الغامضة في تركيبتها. وتبيّن من ذلك أن لدى فصيلة “كرودوديلوس شيشياي” نتوءا على مستوى الخطم مما يجعل وجهها محدبا. وأوضحت الدراسة أن هذا الشكل غير موجود إلا في أفريقيا، لكنه يذكّر كثيرا بأربع فصائل قريبة تعيش في قارة أميركا راهنا، وبفصائل قديمة في فنزويلا.

ويعني هذا التشابه في بنية الهيكل العظمي أن ثمة تطورا متقاربا بين “كرودوديلوس شيشياي” وهذه التماسيح الأميركية.

وأتاحت تحاليل مورفولوجية وجزيئية إضافية تأكيد هذه الفرضية، وخلصت إلى أن هذا التمساح الأفريقي الجد قد يكون أساس الشجرة الوراثية للتماسيح، وربما هو الحلقة المفقودة بين السلالتين الأفريقية والأميركية.

أما عن كيفية تخالط هاتين السلالتين، فأشارت الدراسة إلى أن الزواحف الكبيرة هاجرت من أفريقيا إلى أميركا حيث تفرقت وتوزعت في أنحاء القارة قبل نحو 11 مليون سنة إلى خمسة ملايين.

وأوضح المعدّ الرئيسي للدراسة ماسيمو دلفينو من جامعة تورينو أن التيارات البحرية في المحيط الأطلسي، وخصوصا التيار الشمالي الاستوائي، سهلت على الأرجح تفرّق التماسيح خلال انتقالها إلى أميركا.

وشرح أن فصيلة “كرودوديلوس شيشياي” المنقرضة تتشابه بالفعل مع فصيلة موجودة حاليا في أستراليا “تستطيع اجتياز مسافة 500 كيلومتر في شهر واحد بمجرد العوم والاستسلام للتيارات البحرية”، على ما أظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية. وأشار إلى أن تكوين صورة أوضح عن طريقة تفرق التماسيح يحتاج إلى دراسات أكثر عمقا.

24