قرية سعودية تبيع أسطح بيوتها لبناء شقق

قرية رجال ألمع التراثية عمرها يفوق 9 قرون وتندرج ضمن التراث العالمي لليونيسكو.
الجمعة 2020/07/24
المواقع التراثية ملاذ من حر الصيف

أنقذ سعوديون قرية عمرها يفوق 9 قرون من الاندثار بتشارك فضاءات المباني لبناء شقق تؤويهم، وقد وجد سكان المملكة والمقيمون بها مع تخفيف إجراءات العزل المفروضة بسبب كورونا في قرية رجال ألمع التراثية ملاذا لهم من حرّ الصيف، ومكانا للاستمتاع بعطلاتهم.

رجال ألمع (السعودية) – يتجدد الاهتمام بقرية قديمة تقع جنوب غرب المملكة العربية السعودية في الوقت الذي تجتهد فيه السلطات لتعزيز السياحة الداخلية في ظل قيود فايروس كورونا المستجد.

وقال المواطن محمد طرشي الصغير إن “القرية أثرية يزيد عمرها عن حوالي 900 عام، وهي مكان جمع بين العلم والتجارة والحضارة والتراث وكانت ميناء بريا للتنقل بين مدن كعدن والهند”.

وتابع الصغير (95 عاما) “لكن قبل أربعين سنة كان سيتم هدمها بالكامل، لكننا لم نرض بذلك وحرصنا على إعادة إعمارها وجعلها من المواقع التي تستقطب السياح، بالإضافة إلى أملنا في أن تنضمّ إلى التراث العالمي”.

وأشار إلى أن علاقات السكان قائمة على تشارك المباني، موضحا أن “البناء قائم على نظام الشقق، حيث تبيع الأسرة التي تقوم ببناء أول طابق فضاء السطح لأسرة أخرى حتى تبني عليه الطابق الثاني، ويمكن أن تضم البناية حوالي 9 طوابق، علما أن لا أحد يتضايق من الآخر”.

ووضع التاريخ بصماته على القرية التي كانت مركزا تجاريا يربط بين مكة والمدينة علاوة على مدن اليمن، وتنتشر فيها المباني القديمة من الطين والخشب.

وتنافس بلدة رجال ألمع على دخول قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي.

وقال أحد سكان القرية، التي تقع على بعد 45 كيلومترا غربي مدينة أبها، إن الروابط بين السكان في المنطقة قوية للغاية.

وتبذل المملكة الجهود لتعزيز السياحة الداخلية مع تخفيف إجراءات العزل العام بسبب الفايروس في أنحاء البلاد.

وأطلقت الهيئة السعودية للسياحة في الآونة الأخيرة حملة “تنفس” سلطت فيها الأضواء على عشر وجهات يستمتع بزيارتها المواطنون والمغتربون.

واحدة من المناطق الأثرية العالمية
واحدة من المناطق الأثرية العالمية

ومن بين هذه الوجهات العشر تأتي مدينة أبها على ارتفاع 2200 متر فوق مستوى سطح البحر وتجذب ألوف السائحين الراغبين في الفرار من قيظ الصيف إلى طقس الجبال اللطيف والبارد.

وزار المدينة ما يقرب من 700 ألف شخص منذ بدء الحملة، واتخذ معظم هؤلاء الزوار قرية “رجال ألمع” لتكون محطة من محطات رحلتهم.

وأفادت نورة بدر، وهي مصممة أزياء، “أحب كثيرا زيارة الأماكن التاريخية، فهي تساعدني عند وضع تصور لتصاميمي، فجزء من عملي هو أن أعكس الثقافة.. فطريقة المثلثات في المباني القديمة مثلا من الروائع التي من الجيد أن نظهرها للعالم”.

واستمتع زوار القرية برقصة جنوبية تقليدية بالسيوف على إيقاع الطبول في مسرح مفتوح.

وقالت نورة اليوسف، وهي زائرة من الرياض، “عندي حساب إلكتروني يحمل عنوان (أين أنا) متخصص في السفر والسياحة، وجزء من زيارتي هذه يكمن في الإضاءة على أهمية هذه المنطقة السياحية”.

وتابعت اليوسف “رجال ألمع أحد أهم المناطق الموجودة في منطقة عسير، وهي محل الأنظار في هذه الفترة بفضل حملة صيف السعودية، وأنا سعيدة للغاية لأنني موجودة بها وأحاول تقديمها للباحثين عن أفضل الأماكن والمواقع السياحية، فذلك جزء من شغفي الدائم بالسفر”.

وكانت الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني قد أطلقت مشروع تأهيل القرية، وتقدمت بطلب لوضعها على مواقع التراث العالمي لليونسكو في يناير 2018. وتجاوز عدد حالات الإصابة بكورونا في السعودية 250 ألف حالة مع 2557 وفاة.

المدينة زارها ما يقرب من 700 ألف شخص منذ بدء الحملة
المدينة زارها ما يقرب من 700 ألف شخص منذ بدء الحملة

 

24