“الجيش الأبيض” يوجّه إنذارات لإنقاذ القطاع الصحي بالجزائر

تنسيقية نقابات الصحة أطلقت نداء استغاثة من أجل إنقاذ حياة الأطباء، بسبب مواجهتهم المباشرة للوباء الذي أخذ منحى مقلقا في الجزائر
الأربعاء 2020/07/22
رسالة تحذيرية

الجزائر – دق ناشطون في القطاع الطبي الجزائري أجراس الإنذار للفت انتباه الجهات المختصة، حول المخاطر الصحية والمهنية التي تحدق بالعاملين في الجهاز الصحي، جراء فقدان الإمكانيات اللازمة لمواجهة تفشي وباء كورونا.

وأطلقت تنسيقية نقابات الصحة نداء استغاثة من أجل إنقاذ حياة الأطباء وموظفي القطاع، بسبب مواجهتهم المباشرة للوباء، الذي أخذ منحى مقلقا خلال الأسابيع الأخيرة في الجزائر، حيث فاق معدل الإصابات الـ600 حالة يوميا. وصرح النقابي بن براهم في ندوة صحافية انعقدت الثلاثاء بأنه “إذا كانت حياة الأطباء في خطر فحياة المواطنين في خطر أيضا”.

ومن جهته، استشهد عضو نقابة الاستشفائيين الجامعيين رشيد بلحاج في حديثه عن أزمة القطاع الصحي بـ”طبيب يقيم مع والدته المريضة في شقة من غرفتين، وهو مصاب بالفايروس ولم يجد مأوى كي لا ينقل العدوى لها”.

وأمام إجماع مسؤولي النقابات على خطورة الوضع في القطاع الصحي بالبلاد، فإن بلحاج أكد على أن “قطاع الصحة لا يمكن تسييره بلغة الأرقام، فنحن نسمع الحديث عن الإصلاحات منذ عهد الوزير أبركان، ومشكل الصحة ليس مشكل مستشفيات فقط، بل يتوجب تشكيل هيئة متعددة القطاعات”.

واستدل بكون “عدم التصريح بالإصابة بالوباء حتى لدى المسجلين عند الأطباء، ناجم عن آليات عمل شركاء القطاع، حيث يتطلب التصريح لدى الضمان الاجتماعي أشهرا طويلة من أجل الحصول على التعويض، لذلك يفضل الطبيب أن يأخذ عطلة مرضية وانتهى الأمر”.

وأثارت اعتداءات على أطباء وممرضين سُجلت في بعض المشافي الحكومية، جدلا كبيرا لدى الرأي العام، جراء غياب الحماية اللازمة لهؤلاء لاسيما في ظل الظروف المهنية التي يعيشونها، كونهم الصف الأول الذي يواجه انتشار العدوى في البلاد.

وسجلت الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة إصابة ووفاة 3 آلاف من العاملين في القطاع الصحي بالفايروس، وهو الأمر الذي أثار عمال القطاع الصحي الذين نظموا عدة وقفات احتجاجية للتنديد بـ”لامبالاة السلط الصحية والافتقاد للإمكانيات اللازمة”.

Thumbnail

وذكر في هذا الشأن رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط، بأن عدد المصابين بفايروس كورونا، لدى موظفي قطاع الصحة يقدر بأكثر من ثلاثة آلاف مصاب ومتوفى، بينما تقول إحصائيات وزارة الصحة إنه تم تسجيل نحو ألفي حالة.

ويجري تهيئة فنادق ومراكز تعليمية لاحتضان إصابات محتملة في حال لم تعد طاقة استيعاب المستشفيات تسمح بإيواء هؤلاء. ولفت أطباء إلى “ضرورة وضع رواق خاص للتكفل بالأطباء وموظفي قطاع الصحة، فضلا عن إيجاد آلية للتنسيق بين القطاع العام والخاص”.

وأثار البروفيسور رشيد بلحاج، أزمة القطاع الصحي في البلاد، خاصة فيما يتصل بالتبعية المطلقة للخارج في مجال تجهيز المواد الاستهلاكية، وبإبعاد العاملين فيه في رسم معالم السياسة الإصلاحية للقطاع بعد أن أفردت له كتابة دولة لإصلاح المستشفيات، وهي المهمة التي ارتبطت بتسمية الوزارة منذ عدة عقود، إلا أن قطاع الصحة بقي هو المريض الأول في الجزائر. وذكر بأنه “لا يمكن إصلاح قطاع الصحة باستقدام خبراء من الخارج، فهؤلاء لا يعرفون من أين يدخلون لمستشفى حجوط أو الجلفة”.

وكشف الرئيس عبدالمجيد تبون، في تصريح أدلى به الأحد لوسائل إعلام حكومية، عن مشروع قانون، يعاقب المعتدين على العاملين في القطاع الصحي بين 5 و10 سنوات سجنا نافذا، في خطوة تترجم قلق الحكومة على تفاقم الظاهرة المستهدفة لما بات يوصف بـ”الجيش الأبيض” الذي يواجه الجائحة الصحية المستشرية بالبلاد.

وكان بيان لرئاسة الوزراء قد شجب الاعتداءات المتنامية على الأطباء والموظفين في المستشفيات، وتعهد بوضع آليات حماية لهؤلاء في القريب العاجل.

4