الفنون تقوم بدورها الطليعي زمن الأزمات

الشارقة – نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة حوارا حول “الفنون..في ظل الأزمات الإنسانية”، ضمن جلسات منصة الإثنين الثقافية، والذي استضاف فيه الفنانة التشكيلية نجاة حسن مكي والفنان المسرحي سيف الغانم، وأدارت الحوار فاطمة محمد.
واستهلت مكي الحوار بحديثها عن أثر جائحة كورونا على مسارها الفني اليومي فقالت “لم يتغير مساري اليومي في إنتاج لوحة تعكس مشاهد وحالات تمر بها الحياة وأتجاوب معها باللون والمساحة التي تتيحها لي اللوحة.. مربعة كانت أم دائرية”.
وأشارت مكي إلى تجربتها مع المكتب الثقافي والإعلامي بمشاركتها مع مجموعة من الأديبات في رابطة أديبات الإمارات، وأديبات من دول الخليج العربي بتأليف الكتاب الإلكتروني “حديث العزلة” الذي يتحدث عن واقع الوضع الصحي العالمي الحالي، والحجر الذي تسبب به على الحركة المعتادة للأفراد في كل المجتمعات، وذلك من خلال نصوص أدبية عكست فكر ومشاعر كل كاتبة في كتاب تضمن لوحات تشكيلية لعدد من فنانات الإمارات كانت بمثابة فواصل فنية بريشة فنانات ومبدعات إماراتيات في الكتاب.
وشاركت الفنانة ببعض لوحاتها في الكتاب، حيث ترى أن على كل فنان وشاعر وكاتب أن يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه. بل تجاه الإنسانية كلها بتوظيف ما لديه من إمكانات وملكات إبداعيه ليعبر عن التحدي الذي يواجههم وإن كانت من رؤيته ووجهة نظره، ويتعاون مع غيره من المبدعين ليكون له دور إيجابي لخدمة المجتمع بما يملكه من موهبة.
وعرضت الفنانة مكي مجموعة من اللوحات التي تعبر عن علاقتها بمشروعها الدائم والمستمر والقديم بالشخوص النسوية، فحضور المرأة بكل كيانها في هذه الأعمال يحمل قيمة كبيرة في مضمونها، تتجاوز قراءاتها وتأثرها بهذه الفترة إلى حديث الحكايات بعبق الماضي للجدات والأمهات.
وتحدثت الفنانة عن أهمية مهمة الفن التشكيلي، وأنه لو توفرت له البيئة الحاضنة والداعمة والمحفزة، سيحدث تأثيرا مهما في الحياة الثقافية والإنسانية ويسهم في الارتقاء بالذائقة العامة وبالمشاعر والفكر.
جائحة كورونا جعلت كل فنان وشاعر وكاتب يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه وتجاه الإنسانية كلها
وفي الجانب الآخر تحدث الفنان سيف الغانم عن التزام الفنانين في الوقت الحاضر بأوامر وتوجهات الدولة، وهو التباعد الجسدي، مما أثر على الإنتاج الفني الحالي، وهذه أيام عصيبة ولكنها سوف تمر.
وأضاف الغانم أن طبيعة عمل الفنان الممثل وخاصة العمل المسرحي هو عمل جماعي يحتاج إلى جمهور يتفاعل معه، ومن الطبيعي أن تؤثر أي أزمة طبيعية تمر بها الدولة على كل أفراد المجتمع، ومن ضمنها الممثل.
وتابع قائلا “أنا أؤكد بل أجزم بعد انقشاع هذه الغمة سوف يكون هناك زخم هائل من الأعمال المتميزة التي تعبر عن هذه المرحلة، وكيف دخل وكيف خرج وكيف كان دور الدولة والإجراءات التي اتخذت لتفادي تفشي هذا الوباء، وكيف كان للإعلام دور إيجابي لتهدئة المجتمع، من خلال بث رسائل توعوية على لسان الشخصيات الهامة والفنانين والمؤثرين على المجتمع بشكل إيجابي”.
كما أضاف الغانم أن من المستحيل أن يتم نقل المسرح إلى المنصات الإلكترونية، فالمسرح هو تفاعل مباشر بين الممثل والمتلقي وهو الجمهور، ومتى ما قطع هذا الوصل لن تكون له لذة، ونحن نلمس ذلك من خلال التسجيل الذي يبث للمسرحيات المسجلة، لا يمكن أن يكون لها نفس الوقع الذي يشعر به الجمهور وهو يتابع المسرحية بشكل مباشر على خشبة المسرح بشكل ملموس، كما يؤثر على الفنان بحد ذاته فهي عملية تبادلية، الممثل من خلال تفاعل الجمهور يتألق ويقدم أفضل ما لديه.
وأضاف الفنان سيف الغانم متحدثا عن تجربته في العمل الوطني بالتعاون مع المكتب الثقافي والإعلامي الذي عرض خلال اليوم الوطني، والذي كان سببا في عودته بعد فترة طويلة عن انقطاعه من خشبة المسرح، فهو يرى أن عدم وجود عمل يجذبه ليقدمه ويتناسب مع خبرته المسرحية ومع تاريخه، حيث قال ” فإما أن أقدم دورا له أثر حقيقي على المجتمع ويعكس شخصيتي كممثل له كيان راض عنه، أو أفضل أن أبقى في المنزل”.
جاءت مبادرة منصة الإثنين الثقافية من المكتب الثقافي والإعلامي في إطار اللقاءات الافتراضية والعمل عن بعد، ويتضمن هذا الصالون الثقافي لقاءات أسبوعية، بواقع لقاء كل إثنين، وتتنوع المناقشات وأطروحات اللقاء بين الشأن الثقافي والإبداعي والاجتماعي والإعلام الرقمي، وطرح القضايا الأسرية في مختلف أوجه الحياة، وذلك بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء والاستشاريين في شتى المجالات وبالتعاون مع مؤسسات وهيئات مختلفة.