تعيين أول قائد أسود لسلاح الجو الأميركي لاحتواء غضب الشارع

الرئيس دونالد ترامب يرحب بمصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه الجنرال براون في هذا المنصب.
الأربعاء 2020/06/10
الحادثة فجرت تظاهرات في عواصم أوروبية

واشنطن - عيين الجنرال تشارلز براون جونيور رئيساً لأركان سلاح الجو، ليصبح بذلك أول ضابط أسود في تاريخ الولايات المتحدة يقود أحد فروع القوات المسلّحة الستّة، وذلك في محاولة لاحتواء غضب الشارع الأميركي على التمييز العنصري وعنف الشرطة بعد حادثة مقتل جورج فلويد التي أثارت جدلا كبيرا.

وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع الثلاثاء على تعيين براون (57 عاماً) الذي يتولّى حالياً منصب قائد القوات الجوية في منطقة المحيط الهادئ، ليصبح بهذا التعيين أول جنرال أسود في تاريخ الولايات المتحدة يرأس أحد أسلحة البنتاغون الستّة (سلاح الجو، سلاح البحر، سلاح البرّ، مشاة البحرية، خفر السواحل والقوة الفضائية).

وبصفته قائداً لسلاح الجو فإنّ هذا الضابط الطيّار سيصبح ثاني جنرال أسود في تاريخ الولايات المتّحدة يشارك في عضوية هيئة أركان الجيوش المشتركة، علماً بأنّ الجنرال الوحيد الذي سبقه إلى هذه الهيئة كان كولن باول الذي ترأّسها بين 1989 و1993.

وصوّت مجلس الشيوخ بأغلبية 98 صوتاً مقابل صفر على تثبيت الجنرال براون في هذا المنصب.

وتهدف هذه الخطوة بالأساس إلى تهدئة غضب المحتجين في أغلب المدن الأميركية الذين رفعوا شعارات مناهضة لقوات الشرطة، وسط دعوات لإصلاح هذا القطاع، وقد تخللت هذه التظاهرات أحداث عنف ونهب وفوضى.

أول ضابط أسود في تاريخ الولايات المتحدة يقود أحد فروع القوات المسلّحة
أول ضابط أسود في تاريخ الولايات المتحدة يقود أحد فروع القوات المسلّحة

وبراون طيار في سلاح الجو منذ 1984، كان قائداً لمقاتلة أف-16 وحارب خصوصاً في منطقتي المحيط الهادئ والشرق الأوسط، وفي سجلّه 2900 ساعة طيران بينها 130 ساعة أثناء معارك، بحسب سيرته الذاتية الرسمية.

ويأتي تعيينه في وقت تتواصل فيه التظاهرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة على العنصرية وسوء المعاملة التي يتعرّض لها السود، في احتجاجات أشعل فتيلها موت المواطن الأسود الأعزل جورج فلويد في 25 مايو اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض أثناء توقيفه في مدينة مينيابوليس.

وسارع الرئيس دونالد ترامب إلى الترحيب بمصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه الجنرال براون في هذا المنصب.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "يوم تاريخي لأميركا! متحمّس للعمل بشكل أوثق مع الجنرال براون، الرجل الوطني والقائد العظيم!".

وكان الجنرال براون أدلى الأسبوع الماضي بشهادة مؤثّرة حول العقبات التي واجهته بسبب لون بشرته أثناء صعوده السلّم الوظيفي في الجيش، مؤكّداً أنّ حياته المهنية "لم تكن دوماً مثالاً للحرية والعدالة".

وروى الجنرال المتحدّر من تكساس في شريط فيديو كيف أنّه كان يجد نفسه في أغلب الأحيان الطيار الأسود الوحيد في سربه أو الضابط الأسود الوحيد في غرفة مكتظة بالضباط، وكيف كان هؤلاء يسألونه عمّا إذا كان فعلاً ضابطاً مع أنّه كان يرتدي نفس الزي العسكري الذي يرتدونه ويضع نفس الشارات العسكرية التي يضعونها.