الحرس الثوري يتبجّح بإطلاق قمر صناعي في أوج أزمة كورونا

طهران - يبدو أن الحرس الثوري الإيراني غير معني بأزمة تفشي فايروس كورونا في إيران وحجم معاناة الشعب الإيراني من تداعيات هذه الأزمة الصحية المستفحلة.
ففي الوقت الذي تحتاج فيه الدولة إلى تضافر كل الجهود لتوفير الإمكانيات من أجل مجابهة الوباء الذي فتك بالإيرانيين، يتبجّح الحرس الثوري بإطلاق أول قمر صناعي عسكري بنجاح إلى مداره، في خطوة من شأنها أن تزيد من حجم التوتر بين طهران والولايات المتحدة إزاء برنامجي إيران النووي والصاروخي.
وجاء إطلاق القمر الصناعي في ظل تواصل حصد وباء كورونا في إيران آلاف الأرواح وسط نقص كبير في عدد الأسرة وتهالك المنظومة الصحية.
وقال الحرس الثوري الإيراني الأربعاء إنه أطلق أول قمر صناعي عسكري للبلاد بنجاح إلى مداره، مما يسلط الضوء على حجم الإمكانيات المادية المخصصة لهذا الجناح العسكري بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي على حساب تطوير المنظومة الصحية الهشة والحفاظ على صحة الإيرانيين وحمايتهم من هذا الفايروس.
وكشف حجم تفشي الفايروس في كل أقاليم إيران تخاذل النظام في حماية الإيرانيين من خطر الوباء، واستغلال أزمة من أجل تخفيف العقوبات الأميركية.
في المقابل، أعرب مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من أن التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تُستخدم أيضا في إطلاق رؤوس حربية نووية.
وتنفي طهران تأكيدات الولايات المتحدة بأن هذا النشاط يمثل غطاء لتطوير صواريخ باليستية وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني "انطلق أول قمر صناعي عسكري إيراني، نور، هذا الصباح من صحراء وسط إيران. كان الإطلاق ناجحا ووصل القمر الصناعي إلى مداره".
وذكر الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني أن القمر الصناعي (نور) يدور في مدار يبعد 425 كيلومترا عن سطح الأرض. وأضاف أنه استخدم الصاروخ (قاصد) في إطلاق القمر الصناعي، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المُستخدمة.
ويأتي إطلاق القمر الصناعي في ظل توتر شديد مع الولايات المتحدة، بعد شهور من مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة نفذتها طائرة أميركية مسيرة في بغداد في الثالث من يناير.
وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات على إيران بعد انسحاب واشنطن في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يهدف إلى فرض قيود على برنامج طهران العسكري.
وفي علاقة بآخر مستجدات فايروس كورونا في إيران، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور في بيان بثه التلفزيون الرسمي الأربعاء إن عدد الوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في البلاد ارتفع إلى 5391 بعد وفاة 94 مريضا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف أن إجمالي الإصابات في إيران بلغ 85996 حالة.