جونسون يتطلع لاستئناف نشاطه الحكومي بالتوصل لاتفاق تجاري مع واشنطن

لندن- أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء تباحثا فيه أكثر من ملف لكن مثلت خطة إبرام اتفاق تجاري بين لندن وواشنطن النقطة الأبرز التي تطرق إليها الزعيمين.
وتعدّ هذه المحادثة أولى خطوات رئيس الحكومة البريطانية نحو العودة إلى العمل فيحين مازال في النقاهة بعد خروجه من المستشفى لإصابته بفايروس كورونا المستجد.
وقال بيان لداونينغ ستريت إن الزعيمين ناقشا أهمية الإجراءات الدولية ضد جائحة كوفيد – 19 وخطة إبرام اتفاق تجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
تأتي المحادثة في وقت تتعثر فيه المرحلة الانتقالية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تفشّي وباء كورونا
وسيتحدث جونسون أيضا مع الملكة إليزابيث الثانية في أول تواصل أسبوعي منذ ثلاثة أسابيع بعد نقله إلى المستشفى متأثرا بالإصابة بفايروس كورونا.
ومع ذلك، يواصل وزير الخارجية دومينيك راب تصريف شؤون الحكومة نيابة عن زعيم المحافظين، وسيحلّ محلّه خلال جلسة توجيه الأسئلة لرئيس الوزراء في مجلس العموم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم جونسون إنه “لا يقوم رسميا بعمله على رأس الحكومة”.
وأدخل جونسون، البالغ من العمر 55 عاما، إلى المستشفى بعد إصابته بكورونا في 5 أبريل، وقضى ثلاث ليال في العناية المركزة قبل خروجه في 12 أبريل. وهو يتعافى منذ ذلك الحين في مقرّ إقامته الرسمي الريفي في تشكيرز مع صديقته كاري سيموندز.
وقال بيان الحكومة إنه خلال المكالمة مع ترامب، شكر جونسون الرئيس الأميركي على تمنياته الطيبة بينما كان مريضا. وأضاف “اتفق الزعيمان على أهمية الاستجابة الدولية المنسقة لمكافحة كوفيد – 19 بما في ذلك من خلال مجموعة السبع التي ترأسها الولايات المتحدة حاليا. كما ناقشا استمرار التعاون البريطاني الأميركي في مكافحة الوباء”.
وتابع أنهما “التزما مواصلة العمل معا لتقوية علاقاتنا الثنائية، بما في ذلك التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة في أقرب وقت ممكن”.
وتأتي هذه المحادثة في وقت تتعثر فيه المرحلة الانتقالية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تفشّي وباء كورونا.
وينتظر أن تستكمل بريطانيا إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتي تعد رهينة الاتفاق مع الأوروبيين على مستقبل العلاقة معهم، لتتجه لندن نحو أكثر من شريك عالمي على غرار بكين وواشنطن وغيرهما للتأسيس لاتفاقيات تجارة حرة. ولكن هذه المخططات أرجأتها الجائحة التي عصفت بالعالم كما بريطانيا التي تبنّت في البداية مناعة القطيع في تعاملها مع كوفيد – 19.
ودعا بوريس جونسون لتبنّي نظرية مناعة القطيع في معالجة كورونا والتي تقضي بأن يصيب أكبر عدد ممكن من المواطنين ليكتسبوا مناعة من هذا الفايروس الذي أودى بحياة عشرات الآلاف عبر العالم.
وتقول بريطانيا إنها سجلت حتى الثلاثاء 13121 حالة وفاة، وهي واحدة من أكثر الدول تضرّرا بهذا الوباء.
وبالرغم من أنه كان طريح الفراش إلا أن انتقادات المعارضة لم تتوقف بشأن تعامل زعيم المحافظين مع الوباء ما دفع بجونسون الأسبوع الماضي إلى إصدار توجيهات لحكومته من أجل تحسين أدائها في مواجهة كوفيد – 19.
ومع ذلك لم تتوقف المباحثات مع الاتحاد الأوروبي عبر الإنترنت، لكن تبدو متعثرة، وهو ما يقلق الجانبين خاصة بروكسل التي طالبت منذ البداية بتمديد الفترة الانتقالية لتعزيز فرص التوصل لاتفاق تجاري يرضي الطرفين.
ولكن جونسون لا يتحمّس للفكرة بل عمد إلى الدفع بقانون لا يسمح بتمديد هذه الفترة، متسلّحا في ذلك بدعوات عدد من العواصم وفي مقدمتها واشنطن لإبرام اتفاق تجاري مع لندن.