الكويتيون يودّعون تحية حب الخشم في زمن كورونا

التحية في الكويت أصبحت تقتصر على إلقاء السلام من بعيد وباتت المصافحة التقليدية "حب الخشم" غير مرحب بها خشية استمرار تفشي كورونا.
الثلاثاء 2020/04/21
حكم الوباء

لن تكون عادات الكويتيين في إلقاء التحية كما في السابق، فمنذ انتشار فايروس كورونا تم التخلي عن واحدة من أبرز العادات في البلاد وهي تحية “حب الخشم” التقليدية من أجل الوقاية من عدوى الوباء الذي انتشر في بلدان عديدة من العالم.

الكويت- فرض تفشي فايروس كورونا المستجد نفسه بقوة على عادات وتفاصيل الحياة اليومية في الكويت ومن بينها التحية التقليدية، والتي تعيش حظرا جزئيا للتجوال ضمن تدابير مكافحة الوباء العالمي، منذ قرابة ثلاثة أسابيع.

وفي بلد اعتاد سكانه على أن يكون “حب الخشم” (ملامسة الأنف للأنف) دليلا على الترحاب الشديد، أصبحت التحية تقتصر على إلقاء السلام من بعيد، وباتت المصافحة التقليدية غير مرحب بها خشية استمرار تفشي كورونا.

وقال المحلل الرياضي الكويتي عبدالرضا عباس إنه “من الضروري إيقاف المصافحة والتقبيل بشكل نهائي وأن نعود إلى زمن الأجداد، حيث كان السلام بإلقاء التحية فقط”.

ورأى عباس أن “إلقاء التحية عن بعد كاف سواء في هذه الفترة أو في الفترة التي ستليها لسلامة الجميع وللتقليل من انتشار الأمراض”.

المجتمع الكويتي اعتاد على التحية بحب الخشم تعبيرا عن المحبة والألفة
المجتمع الكويتي اعتاد على التحية بحب الخشم تعبيرا عن المحبة والألفة

أما الكاتب الصحافي طارق الدريس فقال إن “المجتمع الكويتي اعتاد على التحية بحب الخشم تعبيرا عن المحبة والألفة، لكنه في هذه الفترة استجاب لدعوات وزارة الصحة للاكتفاء بإلقاء التحية عن بعد”.

وأضاف الدريس “هناك دراسات اجتماعية ظهرت حديثا تنبأت بنشوء فوبيا المصافحة والنفور الاجتماعي بين الأشخاص لفترة من الزمن بعد انقضاء الفايروس”. واعتبر أن ذلك يمكن أن “يعيق التواصل الحقيقي بين الناس في حال استمرار معايشة فكرة الوباء وانغماسهم في تفاصيلها”.

وتابع الصحافي الكويتي “قلق الناس وخوفهم من المصافحة أمر مبرر في الوقت الحالي، ومن الطبيعي أن تقل نسبة المصافحة في هذه الظروف”. ودعا إلى الاستغناء عن المصافحة والاكتفاء بإلقاء التحية فقط.

ورأى سعد الفضلي، وهو موظف بإحدى المؤسسات المحلية، أنه من المهم الابتعاد عن الاختلاط بالعائدين من السفر لأنهم الأكثر عرضة للمرض بسبب اجتماعهم مع العديد من الأشخاص حول العالم.

تفشي فايروس كورونا فرض نفسه بقوة على عادات وتفاصيل الحياة اليومية في الكويت ومن بينها التحية التقليدية

وأشار الفضلي إلى أن المجتمع تقبل حاليا إلقاء التحية من بعيد بدلا من “حب الخشم” والمصافحة التقليدية، ويرى أن في ذلك عنصر وقاية مهما من الإصابة بفايروس كورونا.

وضمن تدابير الوقاية من تفشي فايروس كورونا، وجهت منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في معظم الدول حول العالم، ومن بينها الكويت، إلى تجنب المصافحة والتقبيل واتباع قواعد التباعد الاجتماعي.

وأعلنت الكويت عن أول إصابة بكورونا في 22 فبراير الماضي، ليصل عدد الإصابات المسجلة حتى الأحد في البلاد إلى 1751 إصابة، بينها 280 حالة شفاء و6 حالات وفاة. والشهر الماضي، أعلنت حكومة البلاد تمديد تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات حتى 4 أغسطس المقبل، لمنع تفشي الفايروس.

24