صالح الدباشي شقيق "العمو" في قبضة الجيش الليبي

طرابلس- أعلن الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، الأحد، القبض على صالح الدباشي أحد كبار قادة مافيا تهريب البشر في ليبيا، وهو شقيق المهرب المطلوب دوليا أحمد الدباشي الملقب بـ”العمو”.
وقال المسماري في إيجاز صحافي إن صالح الدباشي تم أسره مع عدد من المرتزقة السوريين والمطلوبين الليبيين المدعومين من تركيا، بينهم ابن عمّه المدعو أحمد التابع لميليشيات حكومة الوفاق التي يقودها أسامة الجويلي.
وأضاف الناطق باسم الجيش الليبي أن صالح الدباشي كان المسؤول الأول عن مركز إيواء صبراتة الذي شهد انتهاكات يمكن تصنيفها بجرائم ضد الانسانية بحق المهاجرين من عبودية وتهريب طيلة الفترة ما بين 2012 و2017.
وأشار إلى أن صالح يعاني من جروح بالغة بعد إصابته داخل مدرعة تركية من طراز “كيربي”، مؤكدًا أن تركيا وسعت أنشطتها الإجرامية في ليبيا لتشمل دعم كبار المجرمين في المنطقة الغربية وتجار البشر وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا ليس لمصالح الشعب الليبي فحسب، بل لكل دول المنطقة وحوض المتوسط.
ويتخوف أهالي صبراتة كما الدول الأوروبية من عودة تجارة البشر في سواحل المدينة، بعد أن عاد زعماء المافيات إلى الواجهة عقب انسحاب الجيش الليبي منها وتقدم ميليشيات حكومة الوفاق الأسبوع الماضي.
وعادت ما كانت تسمى بـ”كتائب ثوار صبراتة والشهيد أنس الدباشي و48 مشاة” بكامل أفرادها إلى المدينة مجددا لأول مرة منذ شهر أكتوبر 2017 بعد طردها من المدينة.
ووفق ما أكده تقرير للأمم المتحدة، تعدّ ميليشيا “الشهيد أنس الدباشي” التي يقودها أحمد الدباشي، إحدى أهم التنظيمات المسلحة التي تسيطر على مجال تجارة البشر في صبراتة.
وفي 13 أبريل الجاري عاد “العمُّو” إلى صبراتة مجددا والذي يعتبر من أبرز المطلوبين من طرف مجلس الأمن الدولي بتهمة تهريب البشر والاتجار بهم، كما يعتبر مسؤولا عن مقتل الآلاف من المهاجرين غرقا في عرض البحر طيلة الفترة ما بين 2012 و2017.
وبينما كان يتسلم مساعدات من الحكومة ومن إيطاليا حينها، كان يعيد بيع وتهريب المهاجرين لمهربين آخرين مقابل المال. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن إيطاليا قدمت مبالغ كبيرة لأحمد الدباشي حتى يوقف عمليات تهريب البشر، وبالتالي تخفيف العبء عن قواتها البحرية.
ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، فرضت المنظمة الدولية عقوبات على أشخاص متهمين بتجارة البشر في ليبيا، حيث كان مضمون العقوبات: تجميد أصول المتورطين ومنعهم من السفر.
وجاء القرار بناء على طلب لمجموعة من الدول الأوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة، قدم إلى لجنة عقوبات ليبيا في مجلس الأمن. وتحركت هذه الدول عقب بث شبكة “سي.أن.أن” الأميركية لفيديو، أظهر تعرض مهاجرين للبيع في ليبيا.
وتثير عودة تجار البشر المطلوبين دوليا إلى مدينة صبراتة مخاوف الدول الأوروبية التي رحبت بتراجع حركة الهجرة، إلا أنها اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى مع عودة المافيات إلى الواجهة من جديد.