لوحتان لمغربي وعراقي تباعان بأرقام قياسية في لندن

أعمال فنانين عرب تحقق مبالغ كبيرة في مزاد سوذبيز بلندن مخصص للفن الحديث والمعاصر بأفريقيا والشرق الأوسط.
الجمعة 2020/04/03
الفلاحون في العراق عندما كان زراعيا

أعمال تشكيلية لفنانين عرب تباع بأسعار ضعف ما كان متوقعا لها ضمن مزاد رقمي لدار سوذبيز في لندن، حيث حققت لوحة للفنان المغربي محمد المليحي 494 ألف دولار، فيما بيع عمل للفنان العراقي محمود صبري بـ372 ألف دولار.

لندن – حطمت لوحتان للفنان المغربي محمد المليحي والعراقي محمود صبري الأرقام القياسية ببيعهما بأسعار تفوق المتوقع ضمن مزاد دار سوذبيز في لندن المخصص للفن الحديث والمعاصر بأفريقيا والشرق الأوسط، على الرغم من الحظر المنزلي المفروض بسبب انتشار فايروس كورونا المستجد.

وبيعت لوحة الفنان المغربي المليحي “السود” التي رسمها أثناء إقامته في نيويورك بسعر 494 ألف دولار، أما لوحة “عائلة من الفلاحين” للفنان العراقي محمود صبري الذي يعد من جيل الستينات في الفن التشكيلي فبيعت بسعر 372 ألف دولار، وحل الفنان المغربي فريد بلكاهية في المركز الثالث، من حيث أسعار بيع الأعمال الفنية في نفس المزاد.

ووصفت دار المزادات اللندنية محمد المليحي ومحمود صبري وفريد بلكاهية بأنهم الفنانون “الأندر والأكثر طلبا في العصر الحديث إلى الحقبة المعاصرة”.

وعزا الفنان العراقي ضياء العزاوي بيع لوحة “عائلة من الفلاحين” للفنان محمود صبري بهذا السعر المرتفع نسبيا، إلى أهمية الفن التشكيلي العراقي في السوق الدولي.

ضياء العزاوي: بيع لوحة الفنان محمود صبري بهذا السعر يؤكد أهمية الفن التشكيلي العراقي في السوق الدولية
ضياء العزاوي: بيع لوحة الفنان محمود صبري بهذا السعر يؤكد أهمية الفن التشكيلي العراقي في السوق الدولية

وقال العزاوي في تصريح لـ”العرب”، “على الرغم من أنها ليست أغلى لوحة لفنان عراقي بيعت في المزادات الدولية، إلا أنها تؤكد أن سوق الفن التشكيلي العربي تحديدا قد تغيّر، خصوصا للأثرياء العرب الذين صاروا ينوّعون من مقتنياتهم من دون الاقتصار على لوحات فنانين من بلادهم”.

وأضاف “سبق وأن بيعت لوحة للفنان العراقي فائق حسن في مزادات سابقة بسعر 800 ألف دولار، فيما بيعت لوحة للفنان العراقي جواد سليم بمبلغ 700 ألف دولار”.

وأشار العزاوي إلى أن أعمالا للفنانين فائق حسن وإسماعيل الشيخلي قد عرضت في نفس المزاد لدار سوذبيز لكنها للآسف لم تبع.

وانتظم المزاد التقليدي وفق بيان لدار سوذبيز إلكترونيا كإجراء وقائي، خلال الفترة ما بين الـ27 والـ31 من مارس الماضي بلندن، وذلك في سياق صعب تطبعه الأزمة العالمية الناجمة عن تفشي كورونا.

وبرز من أصل 71 عملا لـ48 فنانا عرضت للبيع في المزاد، عمل التشكيلي المغربي المليحي الذي حظي بأكبر سعر خلال عملية البيع، فاق 7 مرات السعر المتوقع الذي كان مرجحا أن يتراوح بين 68 و80 ألف دولار، ما يجعل منها أكبر عملية بيع لهذا المزاد، لكن أيضا أكبر رقم قياسي، اعتبارا لتقييم السعر المبدئي الذي منح للعمل.

ورسمت لوحة المليحي التي تحمل اسم “السود” سنة 1963 بنيويورك خلال الفترة التي كان فيها الفنان المغربي يقيم بالولايات المتحدة.

ووفقا لبيان دار سوذبيز، فإن المليحي استلهم هذا العمل الفني من المشهد الحضري الرمزي لنيويورك، لكن بلمسة مستوحاة من الغنى الثقافي للمغرب.

وسبق أن قال المليحي وهو ابن مدينة أصيلة المغربية “لست في حاجة إلى أن أكون داخل مرسمي، أو أُصَوِّر كي أحسّ أني فنان. يمكن أن يكون المرسم مكانا للتركيز أو مكانا للاستبطان. ليس المرسم غاية في حَدّ ذاته”.

ولم تقتصر مسيرة الفنان المغربي المليحي المهنية على الرسم، بل حفلت بالتنوع والإنجازات، بدءا بالتدريس والنشر والأدوار السياسية التي اضطلع بها إلى جانب اشتغاله بالتصميم الغرافيكي.

أما الفنان العراقي الراحل محمود صبري المهتم أيضا بالفيزياء فقط سبق وأن وصف أعماله الناقد الراحل جبرا إبراهيم جبرا بأنه يمتلك تخطيطا قويا جعله الأساس في ما يرسم من مشاهد الفقر والشظف والتمرد، مؤكدا على الطريقة العراقية في الحياة، جاعلا منها صرخة عنيفة في وجه الظلم، اجتماعيا كان أو سياسيا، وسواء أكانت مواضيعه نساء ينتظرن في مبغى أم رجالا ضامرين يتزاحمون في مظاهرة أم مجاميع من أناس فقراء يجابهون رعب فيضانات عام 1954، فإن أشخاصه يتميزون بالاستطالة والحدة وضخامة الأيدي والأرجل، في تكوينات وألوان قليلة توحي بجحيم أرضي.

صرخة عنيفة في وجه الظلم
صرخة عنيفة في وجه الظلم
لوحة الفنان المغربي المليحي السود
لوحة الفنان المغربي محمد المليحي بعنوان "السود"

 

24