القاعدة تعتمد تكتيك الخطف لإرباك الانتخابات في مالي

باماكو – كشف الاتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية في مالي، الخميس، أن إسماعيل سيسي زعيم الحزب المعارض اختفى ويعتقد أنه مخطوف مع 11 عضوا من وفد مرافق له أثناء حملة انتخابية في منطقة تنشط بها جماعات متشددة.
وقال الحزب إن الاتصال مفقود معهم، منذ مساء الأربعاء، حيث كان من المتوقع وصولهم إلى قرية كومايرا في منطقة تمبكتو في شمال البلاد. ووصف اختفاء الوفد بأنه “اختطاف”، لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل.
وينفذ متشددون لهم صلة بتنظيمي القاعدة وداعش المتطرفين هجمات على أهداف مدنية وعسكرية في المنطقة منذ سنوات، لكن لم يعلن أي منهما مسؤوليته عن العملية.
وقال نائب رئيس الحزب مدني تراوري لوكالة رويترز “لا توجد أنباء عنه أو عن الوفد المرافق له”.
وأوضح أن الحزب شكل لجنة أزمة وحث الحكومة والجيش وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على المساعدة في البحث عن المفقودين.
ويعتبر سيسي أهم زعيم معارضة في مالي وخسر الانتخابات في عامي 2013 و2018 أمام الرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا. ويستبعد مراقبون أن تكون جهات سياسية قد دبرت عملية اختفائه.
وتمر مالي بمعضلات سياسية وأمنية أثرت على مسار المساعي الرامية إلى وضع البلد الأفريقي على سكة الاستقرار بشكل دائم ولعل ممارسات تنظيم القاعدة المتغلغل فيها من أكبر العوائق التي يحاربها.
وتأتي الحادثة قبل انتخابات تشريعية طال تأجيلها تقول السلطات إنها ستجرى، الأحد المقبل، على الرغم من انتشار فايروس كورونا المستجد.
ومالي أحد أحدث البلدان الأفريقية التي تعلن اكتشاف المرض لديها حيث سجلت أول حالتي إصابة، الأربعاء.
وكان فرع تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل والصحراء في أفريقيا قد أبدى في وقت سابق هذا الشهر استعداده للتفاوض مع حكومة مالي، لكن تحركه لغّمه بالاشتراطات، التي من المرجّح ألا تستجيب لها باماكو.
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي يقودها إياد غالي في بيان “ليس لدينا أي شرط مسبق للمشاركة في هذه المفاوضات سوى إنهاء الاحتلال الفرنسي الصليبي العنصري المتغطرس”.
ويأتي الموقف في أعقاب قرار اتّخذه الرئيس كيتا تخلّى فيه عن السياسة المتّبعة مع الجهاديين منذ 2012 بإعلان الاستعداد للحوار مع بعض الحركات الجهادية.
واقترحت الحكومة خلال الأسابيع القليلة الماضية إجراء محادثات مع القاعدة في محاولة لوضع حدّ لتمرّد نشر العنف في أرجاء مالي والدول المجاورة.
لكن السلطات قالت مرارا إنها تريد بقاء القوات الفرنسية، بينما وعدت فرنسا بتعزيز وجودها العسكري في منطقة الساحل.
ومالي غارقة في الفوضى منذ أكثر من 7 سنوات عندما اختطف مقاتلون متشددون انتفاضة الانفصاليين الطوارق للسيطرة على شمال مالي الصحراوي بالكامل. واضطروا للتقهقر بسبب تدخل القوات الفرنسية في العام التالي.