أردوغان يصف اليونان بـ"النازية" وأثينا ترد باتهامه بنشر الأكاذيب

أنقرة تستدعي سفير اليونان للاحتجاج على "انتهاك" مياهها الإقليمية.
الجمعة 2020/03/13
تزايد منسوب الاحتقان على حدود تركيا واليونان

تصاعد الخميس الغضب التركي ضد اليونان بسبب تصديها للاجئين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا بعد أن استدعت أنقرة سفير أثينا لديها في خطوة تنم عن الصدع الذي أصاب العلاقات بين البلدين.

أنقرة – تصاعد التوتر بين تركيا وجارتها اليونان الخميس بعد أن نفت أثينا مزاعم أنقرة حول لجوئها إلى العنف من أجل صد المهاجرين الذين دفع بهم الأتراك لابتزاز أوروبا.

ويأتي هذا النفي بعد أن استدعت وزارة الخارجية التركية مساء الأربعاء السفير اليوناني لدى أنقرة للاحتجاج رسميا على “انتهاكات” للمياه التركية، ولمطالبة اليونان بتحذير وحداتها المنتشرة على الحدود، وفق ما أعلنه مصدر دبلوماسي تركي.

وأفاد المصدر، طالبا عدم كشف هويته، بأن وزارة الخارجية استدعت السفير اليوناني مايكل خريستوس دياميسيس.

وقال إن الوزارة طالبت بـ”وضع حد للانتهاكات (التي طالت) المياه الإقليمية التركية وبأن تحذّر اليونان وحداتها المنتشرة حول الحدود البرية”.

رجب طيب أردوغان: لا فرق بين ما فعله النازيون والصور من الحدود اليونانية
رجب طيب أردوغان: لا فرق بين ما فعله النازيون والصور من الحدود اليونانية

وبالرغم من الهدوء النسبي المسجل في محافظة إدلب السورية التي دفعت أنقرة إلى “ابتزاز” الأوروبيين مجددا بورقة اللاجئين فإن العلاقات بين اليونان وتركيا تتدهور بشكل مستمر.

والأربعاء صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته لأثينا قائلا إن “لا فرق بين ما فعله النازيون وتلك الصور القادمة من الحدود اليونانية”، في إشارة إلى ما يُروج عن انتهاكات جسيمة قام بها حرس الحدود اليوناني بحق المهاجرين. وفي المقابل نفت اليونان اللجوء إلى العنف واتهمت تركيا بدفع الناس اليائسين إلى القيام بمحاولات خطيرة للدخول إلى أوروبا.وتابع المصدر أن المسؤولين الأتراك طالبوا بوضع حد لاعتقال الصحافيين في جزيرتي رودوس وليسبوس “خلال تغطيتهم الأوضاع الإنسانية لطالبي اللجوء”، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وكان حرس الحدود اليوناني قد أعلن الأربعاء أن سفينة تابعة لخفر السواحل التركي صدمت أحد زوارقه، وأن أضرارا طفيفة أصابت الزورق.

ومنذ 27 فبراير الماضي، فتحت تركيا الحدود الغربية أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا، منتهكة بذلك أحد بنود الاتفاق الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016 وتضمن تقديم ستة مليارات يورو لرعاية اللاجئين.

وتسعى تركيا من وراء السماح بتدفق اللاجئين عبر حدودها للحصول على المزيد من الأموال من الاتحاد الأوروبي.

وكانت تركيا تعول أيضا على تكريس حملة ضغوط على الأوروبيين من أجل كسب تأييدهم ودعمهم لعملياتها في شمال سوريا، وحاولت أنقرة استمالة أعضاء حلف شمال الأطلسي بذلك لدفع الولايات المتحدة إلى تزويدها بمنظومة الصواريخ “باتريوت” لمواجهة سلاح الجو السوري والروسي الذي كبد أنقرة خسائر فادحة في إدلب.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مطالبة نظيره اليوناني نيكوس دندياس بالاطلاع على تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حول احتجاز أثينا طالبي لجوء في “موقع سري” تمهيدا لطردهم.

ونشر أوغلو الأربعاء تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر أرفقها برابط التقرير الذي يحمل عنوان “موقع سري للمهاجرين في اليونان: نحن مثل الحيوانات”.

وفي منشوره أشار أوغلو إلى نظيره اليوناني، وسأله “هل رأيت هذا؟“.

ونفت الحكومة اليونانية صحة تقارير إعلامية تحدثت عن سوء تعاملها مع اللاجئين القادمين من تركيا وعن وجود “موقع سري” لاحتجازهم فيه، وقالت إن جميع إجراءات الأمن الحدودي تمت طبقاً للقانون.

وقال بيتساس، المتحدث باسم الحكومة اليونانية، “لا يوجد مركز اعتقال سري في اليونان”، وأضاف “إذا علمت صحيفة دولية بالموقع فمعنى ذلك أنه ليس سريا”. وتابع “كل ما يتعلق بحماية الحدود أو بالأمن يتسم بالشفافية، يتم احترام الدستور، ولا يوجد شيء سري“.

وفي الثالث من مارس أصدرت اليونان مرسوما يعلق طلبات اللجوء لمدة شهر، ما يسمح بالترحيل الفوري لأي مهاجرين يقبض عليهم وهم يحاولون عبور الحدود. ولجأت أثينا إلى تعزيز قواتها على الحدود مع تركيا لصد المهاجرين الذين يحاولون العبور نحو أوروبا خاصة، وتشهد اليونان أصلا احتجاجات مناهضة للأوضاع المتردية التي بلغتها مخيمات المهاجرين في الجزر.

والخميس استخدم حرس الحدود اليوناني مراوح في الهواء الطلق، لزيادة فاعلية قنابل الغاز التي يلقيها على طالبي اللجوء الموجودين في المنطقة الحدودية مع تركيا.

وفي غضون ذلك يواصل طالبو اللجوء، لليوم الـ14 على التوالي، الانتظار في المنطقة الحدودية الفاصلة بين تركيا واليونان، مترقبين فرصة العبور إلى الأراضي الأوروبية.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت الأربعاء أن اليونان تحتجز المهاجرين تمهيداً لطردهم إلى “موقع سري” على الحدود مع تركيا التي أفسحت المجال لهم للتوجه إلى أوروبا.

5