أردوغان يطارد تسوية مع الاتحاد الأوروبي لإنهاء ورطة اللاجئين

الرئيس التركي يعلن أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزوران إسطنبول الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الهجرة.
الأربعاء 2020/03/11
وقود معارك تركيا الخاسرة

تحاول تركيا عبثا إبرام تسوية سياسية مع الاتحاد الأوروبي لإنهاء ورطة اللاجئين، التي أرهقتها كثيرا خلال السنوات الأخيرة، في ظل جبهات الحرب المفتوحة في المنطقة العربية، والتي يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان لتحقيق مكاسب لا تبدو في المتناول.

إسطنبول – سعت تركيا الثلاثاء إلى تسويق نجاحات سياسية “وهمية” في ملف المهاجرين الذين زجّت بهم في معاركها التي لا تنتهي لانتزاع تسويات دائمة مع الاتحاد الأوروبي.

وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزوران إسطنبول الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الهجرة.

وقال للصحافيين على متن طائرته أثناء عودته من بروكسل “سنجتمع في إسطنبول الثلاثاء المقبل”. مرجّحا حضور رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في هذه القمة الرباعية.

وتأتي التصريحات غداة قمة عقدت في بروكسل بين الرئيس التركي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

ودعي إلى القمة بشكل طارئ بعدما أعلنت أنقرة قبل أسبوعين عن فتح أبوابها مع أوروبا لإفساح المجال أمام المهاجرين الراغبين بالرحيل ما تسبّب بتدفق عدد كبير من المهاجرين إلى الحدود اليونانية.

وفي سياق العلاقات التركية المتأزمة مع الاتحاد الأوروبي، يحرص أردوغان دائما على أن يُظهر سلوكا خاطئا يقوم على أساس أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إصلاح الدمار المتسبب فيه نتيجة سياساته.

وخلال محادثات الاثنين الماضي، قرر الاتحاد الأوروبي وتركيا مواصلة المفاوضات حول مسألة الهجرة. وفي هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه سيجتمع مع وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل.

وذكّر الاتحاد الأوروبي تركيا “باحترام تعهداتها” الواردة في الاتفاق المبرم بين الطرفين في مارس 2016 والذي نص على بقاء المهاجرين في تركيا مقابل مساعدة مالية أوروبية.

مولود جاويش أوغلو: يجب إعادة تقييم اتفاق 2016 في ضوء التطورات الأخيرة
مولود جاويش أوغلو: يجب إعادة تقييم اتفاق 2016 في ضوء التطورات الأخيرة

لكن أنقرة تريد التنصل من هذا الاتفاق، الذي يبدو أنه عاد إلى الواجهة مرة أخرى، رغم أن الأوروبيين يتهمون أنقرة بعدم الوفاء بوعودها وخصوصا على الصعيد المالي.

ويعتقد جاويش أوغلو أنه يجب إعادة تقييم اتفاق 2016 في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا وخصوصا في إدلب بشمال غرب البلاد، حيث نزح حوالي مليون شخص إلى الحدود التركية هربا من اشتداد المعارك هناك.

وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول “‘إذا توصلنا إلى اتفاق بحلول 26 مارس فسيطرح على الطاولة خلال قمة القادة الأوروبيين”، التي ستعقد في ذلك الموعد.

وأضاف “نحن مستعدون للعمل بشكل بنّاء، لكن في حال كان علينا رسم خارطة طريق فنتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يكون صادقا”.

ويحض أردوغان بانتظام الدول الأوروبية على تقديم دعم مالي لمشروعه بناء مساكن في إدلب لنقل اللاجئين إليها وكذلك منع موجة نزوح جديدة إلى بلاد، التي تستقبل نحو 3.6 مليون سوري.

ويبدو من خلال التصريحات التركية أن أنقرة لم تقطع أبدا مع سياساتها العقيمة في التعامل مع الاتحاد والطامحة للانضمام إليه منذ عقود.

ووجّه وزير الخارجية التركية كالعادة سهام الانتقادات لتعامل اليونان مع طالبي اللجوء على الحدود مع تركيا قائلا “نخجل من إنسانيتنا عندما نرى معاملة اليونان للاجئين على الحدود”.

وأشار إلى أنه كما فتحت تركيا أبوابها للاجئين، فإن على الدول الأخرى اتخاذ إجراءات في إطار القانون الدولي.

وليست مشكلة اللاجئين هي الملف الوحيد الحارق، فهناك قضايا لا تزال شائكة وربما بلغت إلى مستويات متقدمة من الارتباك وخاصة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحاول جاويش أوغلو إظهار بأن بلاده ملتزمة بكل المعاهدات مع الحلف وهو ما تطرّق إليه أردوغان في مباحثاته التي أجراها في العاصمة البلجيكية مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ.

وعقد الحلف اجتماعا في ضوء المادة الرابعة من ميثاق الحلف بعد عملية درع الربيع في منطقة إدلب السورية، منوّها إلى أن الاجتماع بحث كيفية مساعدة تركيا والمسائل، التي يمكن تقديم الدعم لها فيها.

ولفت الوزير التركي إلى وجود خطط للناتو معدّة بخصوص تركيا، مبيّنا أنهم طرحوا نقاطا لم يتم تطبيقها من تلك الخطط بما فيها الدعم الاستخباراتي وأنظمة دفاع جوي من البحر والجو والبر.

وشدد أن الأمين العام للحلف طلب من كافة الوحدات في الناتو بما فيها العسكرية القيام بالتحضيرات في هذا الصدد، وأن أردوغان أكد أن هذه التحضيرات تجري بشكل طبيعي.

وبدأت طائرات أواكس للإنذار المبكّر بالتحليق من ولاية قونية وسط البلاد، كما بدأت أنقرة في تلقّي بعض الدعم من الناتو بما فيه تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وقال جاويش أوغلو “لقد بحثنا كيفية تطوير تعاوننا مع الناتو في المرحلة اللاحقة، والخطوات التي ستتخذ في ما يتعلق بإيفاء الوعود التي تلقتها تركيا”.

وحول عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أشار إلى أن العوائق التي تواجهها تركيا ليست أسبابا تقنية.

5