التعليم عن بعد حل بديل للمدارس المغلقة

مدرسون يلجأون إلى تطبيقات لعقد اجتماعات مشتركة عبر الهاتف للتواصل والتفاعل مع التلاميذ لاستكمال المناهج الدراسية وإنقاذ العام الدراسي.
الثلاثاء 2020/03/10
المراقبة العائلية ضرورية

طوكيو - عندما سمعت مايومي إيجيما أن المدارس في اليابان ستغلق أبوابها مع انتشار فايروس كورونا المستجد شعرت بصدمة كبيرة، خصوصا أن عليها التوفيق بين عملها وطفليها الصغيرين.

وقالت المرأة البالغة 40 عاما التي تعمل في مجال الموارد البشرية في طوكيو، “قلت في نفسي، لا يمكن أن يحصل ذلك… ماذا عسانا نفعل؟”.

وعلى غرار أهالي التلاميذ في إيطاليا وإيران، تجتهد إيجيما لإيجاد سبل لتسلية أولادها وتعليمهم مع إغلاق المدارس أبوابها، ما أثّر على تعليم أكثر من 290 مليون تلميذ في العالم بحسب الأمم المتحدة.

في اليابان، خلّف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذهول في صفوف العائلات اليابانية بعدما دعا إلى إغلاق المدارس حتى مطلع أبريل تقريبا. ويمكن لدور الحضانة ونوادي النشاطات ما بعد المدرسية أن تبقى مفتوحة إلا أن قرار الإغلاق يطال ابن إيجيما البالغ تسع سنوات وابنتها البالغة ثماني سنوات.

ولا يتمتع زوج إيجيميا بليونة كبيرة في عمله إلا أن شركتها سمحت لموظفيها باصطحاب أولادهم معهم إلى مكان العمل على أن يبقوا في قاعة المؤتمرات مع تشجيع الموظفين الآخرين على المساعدة.

وقالت جونكو ساتو الناطقة باسم شركة “جينجيبو” حيث تعمل إيجيميا “نحن كشركة قررنا عدم عزل الأمهات العاملات. عندما يعملن يمكنهن التركيز على عملهن فيما بقية الموظفين يهتمون بالأطفال”.

وتعرب إيجيما عن امتنانها لهذه التدابير، إلا أن الوضع ليس مثاليا، تقول “لقد جلبنا كتبا ودفاتر للأطفال وهم يحبون أيضا الأشغال اليدوية. لكني آمل أن تستأنف الدراسة سريعا فأنا قلقة على تعليمهم”.

وفي هونغ كونغ أغلقت المدارس في مطلع فبراير على أن يستمر الإغلاق إلى ما بعد عطلة عيد الفصح.

وقد لجأ الكثير من المدرسين إلى تطبيقات لعقد اجتماعات مشتركة عبر الهاتف للتواصل والتفاعل مع التلاميذ إلا أن ذلك يتطلب اتصالا قويا بالإنترنت اللاسلكي وإلماما بالكمبيوترات.

ويعمل بيلي يونغ في مدرسة ابتدائية يأتي الكثير من تلاميذها من عائلات متدنية الدخل ولا يعرف الأهل في كثير من الأحيان كيفية تحميل الوثائق.

يقول، “قال لي بعض الأهل أنهم لا يملكون الإنترنت في المنزل، وقال لي أحدهم انه استنفد حزمة البيانات النقالة لتحميل مواد التعليم”.

وتحاول إلسا وونغ، وهي أم عزباء، أن تعلم ابنها ريك البالغ 11 عاما في المنزل وهو يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

وهي سعيدة بتمكّنها من مراقبة تقدّمه عن كثب، مشيرة إلى أن نجلها أكثر هدوءا في المنزل عموما، إلا أن القيام بذلك بمفردها صعب ومنهك جسديا على ما تؤكد وونغ التي طلبت الشركة حيث تعمل، من موظفيها العمل من المنزل.

ويقول ليو البالغ 14 عاما “أشعر أن التركيز أسهل والضغط أقل” وهو عادة ما يتابع تسع حصص دراسية يوميّا، أما الآن فلديه جلستان من 45 دقيقة لكل واحدة عبر تطبيق تواصل عبر الفيديو.

في كوريا الجنوبية، أقفلت المدارس حتى 23 مارس. وتعتمد هان جي-هي خبيرة المحفوظات على زوجها ووالدتها وابنة شقيقتها لحضانة نجليها.

وتقول هان المقيمة في سوون جنوب سيول “أكره هذا الوضع فعلا، فالأطفال يعانون من السأم ولا يمكنهم الخروج للعب في الحديقة أو ملاقاة أصدقائهم لذا فهم لا يفعلون شيئا”.

وتضيف، “ينتهي الأمر بطفلي إلى مشاهدة برامج التلفزيون أو اللعب على الهاتف”.

وفي لبنان عاشت المدارس الرسمية والخاصة أسبوعا مربكا على خلفية توجيهات وزارة التربية بضرورة التواصل الإلكتروني مع التلامذة لاستكمال المناهج الدراسية وإنقاذ العام الدراسي، وخصوصا إذا كان الوضع مفتوحا على مزيد من التعطيل بسبب الفايروس.

هذه التوجيهات لم تصحبها الجهوزية التكنولوجية، فعدم توافر المنصات الرقمية (صوتية وبصرية) في الأوساط التربوية لن يمكن الطلبة من مواكبة الدروس، لذلك دعا بعض المختصين في التربية إلى تفعيل التلفزيون التربوي، رغم قناعتهم أن ذلك لم يمكّن من التقدم في البرنامج في ظل غياب التطبيقات التي تساعد على شرح دروس تفاعلية وإنجاز فروض وامتحانات افتراضيا.

تدابير إغلاق المدارس لم يتخذ في كل الدول، ففي سنغافورة رفضت الحكومة حتى الآن القيام بذلك، مشددة على أن ذلك “سيؤدي إلى اضطرابات في حياة كثيرين”.

وقالت وزارة التربية، “حتى لو لازم كل التلاميذ المنازل لا ضمانة بأنهم لن يصابوا بالعدوى”.

في طوكيو تعجّ أماكن شعبية مثل هاراجوكو وشيبويا بالمراهقين، فيما ينتشر الأطفال في المتنزهات، يقول صبي في التاسعة، وهو يلهو في متنزه، “تجلس والدتي إلى جانبي طوال قبل الظهر ولا خيار لدي سوى القيام بواجباتي المدرسية”.

20