أوروبا تجدد رفضها الرضوخ لابتزازات تركيا

وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أن أوروبا لن ترضح للابتزاز التركي في قضية الهجرة.
الخميس 2020/03/05
اللاجئون ورقة ضغط

باريس – أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء أن أوروبا لن “ترضخ للابتزاز” الذي تمارسه تركيا في قضية الهجرة وستظل حدودها “مغلقة” أمام المهاجرين الذين ترسلهم أنقرة.

وقال أمام أعضاء الجمعية الوطنية “لن يرضخ الاتحاد الأوروبي لهذا الابتزاز، حدود اليونان ومنطقة شنغن مغلقة وسنضمن بقاءها مغلقة أمام اللاجئين، لتكن الأمور واضحة”.

ويأتي حديث المسؤول الفرنسي في وقت تهدد فيه أنقرة بإغراق أوروبا باللاجئين السوريين والأفغان وذلك بهدف كسب دعم أوروبي في مواجهة النظام السوري وروسيا.

من جانبها طالبت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب كارنباور، الأوروبيين بتعزيز اهتمامهم بالشرق الأوسط وذلك بعد أن بلغ النزاع في شمال سوريا ذروته بين روسيا وسوريا من ناحية والجيش التركي والفصائل المسلحة من ناحية أخرى.

وقالت كرامب كارنباور، التي من الواضح أنها استشعرت خطر غياب الدور الأوروبي الفاعل في سوريا، “كان من الواضح دائما بالنسبة إليّ أن الاتفاق بين تركيا وروسيا لا يمكن أن يكون حلا دائما. هذا يتضح على نحو أكبر حاليا”.

وكانت المسؤولة الألمانية قد اقترحت في أكتوبر الماضي، عقب تشاور مع  المستشارة أنجيلا ميركل، إقامة منطقة أمنية بمراقبة دولية في منطقة الحدود بين سوريا وتركيا، إلا أن هذا المقترح لم يتم تنسيقه مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم.

جون إيف لودريان: سنضمن بقاء حدود اليونان ومنطقة شنغن مغلقة أمام اللاجئين
جون إيف لودريان: سنضمن بقاء حدود اليونان ومنطقة شنغن مغلقة أمام اللاجئين

وجاء هذا المقترح عقب بدء تركيا هجوما على جماعات كردية مسلحة شمال سوريا كانت قد أسهمت في وقت سابق في حملة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وبالتوازي مع هذا السجال الحاد، الذي يتواصل منذ أسابيع إثر مقتل 34 جنديا تركيا في قصف للجيش السوري استهدف نقاط مراقبة تركية، تجمّع الآلاف من المهاجرين على الحدود اليونانية منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن بلاده لن تمنعهم من محاولة الوصول إلى أوروبا.

وجدد الرئيس التركي تحذيره من أنه لا يمكن تجنب حصول أزمة مهاجرين جديدة إلاّ في حال دعّمت أوروبا جهود بلده في سوريا في إشارة إلى ضرورة دعم الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو الجيش التركي في حربه في إدلب.

ووقعت مؤخرا اشتباكات عسكرية بين قوات تركية وسورية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ما تسبب في تفاقم الوضع هناك وهو ما جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشهر سلاح اللاجئين لابتزاز أوروبا ودفعها نحو دعمه في سوريا.

ولكن تمتنع إلى حد الآن دول أوروبية وأعضاء في حلف شمال الأطلسي عن دعم تركيا للعديد من الأسباب أبرزها اشتراء تركيا لمنظومة الصواريخ “إس – 400” والتي لا تتوافق مع منظومة الناتو.

وجعلت هذه العملية تركيا وروسيا شريكتين بالإضافة إلى توافقاتهما في سوريا، وذكّرت وزيرة الدفاع الألمانية أردوغان بأنها تأمل في “أن يعي بأن الناتو والاتحاد الأوروبي على عكس بوتين شريكان موثوقان لتركيا”.

وأضافت أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع تركيا بشأن اللاجئين لا تزال تمثل أساسا جوهريا للتعاون بين الطرفين،  وقالت “نحن الأوروبيون نقدر الصنيع الكبير لتركيا في استقبال الملايين من اللاجئين، وسنواصل مساعدة تركيا في تحمل الأعباء المرتبطة بهذا الأمر.. أرى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الآن ممارسة المزيد من الضغوط على بوتين والأسد، لفتح طريق أمام إنهاء سياسي للحرب في سوريا”.

ويدعم الجيش التركي في إدلب المتمردين، ومن بينهم جماعات إسلامية، وأنشأ عدة نقاط مراقبة.

وأوضحت الوزيرة أن مقترحها لا يزال مطروحا، مضيفة أنه من الجيد أن ميركل مستمرة في الحوار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول ما إذا كان من المفيد إقامة منطقة آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للمواطنين في إدلب.

وعلقت الوزيرة على الوضع في الحدود بين تركيا واليونان، حيث يتدفق حاليا الآلاف من اللاجئين في اتجاه الاتحاد الأوروبي بدفع من الحكومة التركية.

وذكرت كرامب كارنباور أن الاتحاد الأوروبي ووكالة “فرونتكس” لحماية الحدود الأوروبية واليونان تصرفا إزاء التطورات الراهنة “على نحو أسرع وتنسيق أفضل” مما كان عليه الحال عام 2015.

ويأتي تدفق المهاجرين نحو الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي عقب أن قالت تركيا إنها لن تحاول منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي عام 2016.

وكانت القوات الأمنية اليونانية قد استخدمت الغاز المسيل للدموع لرد المهاجرين خلال الأيام القليلة الماضية، بينما تسبب مقتل مهاجر الأربعاء في تبادل الاتهامات بين أنقرة وأثينا.

5