عنف الشرطة اليونانية ليس أسوأ من ابتزاز الأتراك في عيون المغردين

ناشطون على مواقع التواصل يؤكدون أن الدفع باللاجئين إلى الحدود هو تخطيط من قبل السلطات التركية لابتزاز أوروبا.
الخميس 2020/03/05
ضحايا الاستغلال السياسي

أثارت المشاهد الصادمة لتعامل الشرطة اليونانية مع اللاجئين، موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التعامل اليوناني العنيف مع اللاجئين من جهة، والاستغلال التركي المنافي للإنسانية للاجئين الذين تم دفعهم إلى الحدود بطريقة ممنهجة من أجل الاستغلال السياسي من جهة أخرى.

أنقرة- انتشرت مقاطع فيديو ولقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لطريقة تعامل خفر السواحل اليوناني مع قوارب للاجئين، وأثارت صدمة وجدلا واسعا حول تفاقم الأوضاع المأساوية بسبب استغلال تركيا للاجئين لابتزاز اليونان والغرب.

واستنكر مغردون، ما ظهر في أحد مقاطع الفيديو حيث أطلقت الشرطة اليونانية النار من مسافة قريبة على قارب مطاطي كان يقلّ مهاجرين في بحر إيجة، قرابة مدينة بودرم التركية، في محاولة لمنعه من العبور باتجاه الجزر اليونانية.

وأظهر المقطع المصور أيضا محاولة عناصر خفر السواحل إبعاد القارب المطاطي باستخدام العصي وضرب من كان على متن القارب، وعبّر المعلقون عن حزنهم لما يظهره الفيديو من مشاهد قاسية وأصوات لأشخاص يستنجدون، وتداولوه بشكل واسع وحصد الملايين من المشاهدات، وقال أحدهم:

وأعادت المشاهد الصادمة الجدل حول موجة اللجوء الجديدة باتجاه أوروبا ودور الاتحاد الأوروبي وتركيا في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، وأكد الناشطون أنهم لم تعد المآرب التركية خافية على أحد باستغلال اللاجئين.

واعتبروا أن استغلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأزمة اللاجئين، واضح من أجل إجبار أوروبا على التدخل لصالحه في الصراع المتصاعد في إدلب، وهو انعكاس لحالة اليأس التي أصابته بسبب عواقب تدخّله غير المشروع في سوريا، لكن المشكلة لدى المدافعين عن مشروعه العدواني باعتباره نصيرا للإسلام كما يروّج، حيث صارت “الأغنية” المفضّلة لديه والتي لا تطرب أحدا سوى التابعين له، وسخر أحدهم:

وعبّر ناشط:

ramialkhalifa@

استخدام #أردوغان لورقة #اللاجئين ضد أوروبا أصبح مقرفا ومثيرا للشفقة ولن يغيّر من واقع الأزمة التي تعانيها #تركيا والتي تفتح جبهتين عسكريتين في نفس الوقت في #سوريا وكذلك في #ليبيا… ومن يفعلون ذلك غالبا يخسرون حروبهم.

وأكد ناشطون أن الدفع باللاجئين إلى الحدود مخطط له من قبل السلطات التركية وليس بشكل عفوي، وتم تداول مقاطع فيديو توضح هجوما واعتداءات على بيوت ومحال اللاجئين في تركيا لإجبارهم على المغادرة، وأظهر مشهد من منطقة سامسون، مجموعة شباب أتراك اقتحموا منازل السوريين وأخرجوهم منها واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، وفق ما ذكر ناشطون، وكتب أحدهم معلقا على مقطع فيديو:

ورصد البعض الاستفزازات التي تقوم بها الشرطة التركية على الحدود ضد نظيرتها اليونانية، والتي تدفعها من خلالها إلى الرد بالقوة، وهو ما يخالف الادعاءات والتصريحات التي يطلقها المسؤولون الأتراك، وقال مغرد:

Cresstove@

صباح اليوم (الأربعاء) أطلقت الشرطة التركية قنابل الغاز المسيل للدموع على حرس الحدود اليونانيين وشرطة مكافحة الشغب اليونانية المتمركزة على طول الحدود اليونانية التركية، بسبب منع اليونان من دخول اللاجئين القادمين إليها من تركيا.

ورأى البعض أن ما تقوم به تركيا يجبر اليونان على الرد بهذه الطريقة، ودشن مغردون هاشتاغ #اليونان_تتعرض_للهجوم وأنحوا باللائمة على الحكومة التركية في ما اعتبروه “استغلالا” للاجئين السوريين، ومحاولة من وسائل الإعلام التركية لـ”تشويه” سمعة اليونان، وقال أحدهم:

إلا أن فريقا آخر من المعلّقين قال إنه على الرغم من نشر السلطات التركية الفيديوهات لمآرب سياسية إلا أن هذا لا يبرر ما قام به خفر السواحل اليوناني على حد قولهم. ونفى المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، إطلاق خفر السواحل أي أعيرة نارية على قوارب اللاجئين. واتهم وسائل الإعلام التركية بأنها تروّج “أخبارا كاذبة”.

وقال بيتساس ردا على أسئلة الصحافيين بشأن الاتهامات التركية “أنفي ذلك نفيا قاطعا”. وأضاف “تركيا تلفق وتنشر أخباراً كاذبة ضد بلادنا… لقد اختلقت أخبارا مزيفة أخرى اليوم، تتعلق بإصابات مزعومة بإطلاق نار يوناني”.

وجاءت تصريحات بيتساس ردا على نبأ مقتل مهاجر الأربعاء في بيان صادر عن مكتب محافظ أدرنة. وقال البيان أن ستة أشخاص أصيبوا “بعد استخدام الرصاص الحي”. وأضاف أن أحد المصابين توفي متأثرا بجروحه.

واتهمت اليونان السلطات التركية بإصدار بيانات مضللة بشكل منهجي في ما يتعلق بحركة طالبي اللجوء على الحدود بعد أن أعلنت أنقرة الأسبوع الماضي أنها لن تقف في طريق عبورهم إلى أوروبا عبر اليونان. وأوضح بيتساس الأربعاء أن ادعاء تركيا بأنها سمحت لنحو 100 ألف شخص بعبور الحدود كان نبأ كاذباً أيضاً.

19