شبح كورونا يخيم على الشوارع في الكويت

أصاب فايروس كورونا العالم بالهلع، وفي الكويت، تراجع الناس عن ارتياد المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية وتراجع نشاطهم حتى في عطلة نهاية الأسبوع، وأصبح الكويتيون يفضلون الأكل والسهر بالبيت خوفا من انتشار عدوى الفايروس بينهم.
الكويت - أجبر فايروس كورونا الكويتيين على تغيير عاداتهم خارج منازلهم، إذ تراجعت الحركة في المجمعات التجارية الكبرى والمطاعم وحتى الطرقات التي عادة ما تشهد ازدحاما مروريا خانقا.
وقال عدد من التجار وأصحاب المطاعم والمقاهي إن حركة الزبائن تراجعت إلى النصف تقريبا، وأعربوا عن مخاوفهم من أن تطول فترة الركود ما سيؤثر حتما على نشاطهم التجاري.
وفي الجمعيات التعاونية، التي غالبا ما يشتري الكويتيون والأجانب منها مستلزماتهم، أصبح من النادر رؤية زبون أو عامل نظافة أو موظف من دون أن يرتدي قفازات بلاستيكية وكمامات.
وقالت عائشة العمر، لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أثناء تسوقها في جمعية العديلية وهي ترتدي كمامة، إن الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل كل الهيئات الحكومية والأهلية تُشعر الجميع بالراحة. وأضافت “ما أن دخلت الجمعية حتى رشّ العامل العربة بالمعقم، قبل أن آخذها وسلمني قفازات بلاستيكية من أجل سلامتي وسلامة زبائن الجمعية”.
وأثنى أبوأحمد، أحد الزبائن في جمعية العديلية، على الاحتياطات التي شاهدها في الجمعية التعاونية وأيضا على توفر كل السلع الغذائية، حيث قال “لم نشعر بالخوف منذ البداية بعد أن أكدت وزارة التجارة توافر مخزون استراتيجي من المواد الغذائية يكفي لمدة طويلة”.
وفي مجمع الأفينيوز، الذي يعد من أكبر المركبات التجارية في منطقة الشرق الأوسط وأحد أهم المقاصد السياحية في الكويت والذي عادة ما يتردد عليه الآلاف يوميا من أجل التسوق أو تناول أشهى المأكولات في مطاعمه، فقد تراجع الإقبال عليه بسبب المخاوف من الإصابة بفايروس كورونا.
وقال بائع في أحد محلات الأيس كريم إنه لم يسبق أن رأى المجمع خاليا من مرتاديه بهذا الشكل منذ أن بدأ العمل فيه قبل تسعة أعوام.
وليست المجمعات التجارية وحدها التي خلت من مرتاديها، فالمطاعم هي الأخرى تأثرت، وقال أبوأحمد، وهو صاحب مطعم، إن عدد رواد محله تراجع بنسبة 45 في المئة بعد إعلان وزارة الصحة عن زيادة أعداد حالات الإصابة بالفايروس بدافع الوقاية خير من العلاج، مبينا أن هذا الهلع من فايروس كورونا لا مبرر له خاصة وأن المطاعم الكبرى تهتم بالنظافة والتعقيم.
وأصدرت الهيئة العامة للغذاء والتغذية الكويتية قرارا يلزم أصحاب المطاعم والمقاهي وجميع المنشآت الغذائية بضرورة تقيد جميع العاملين فيها بارتداء الكمامات والقفازات أثناء قيامهم بتداول المواد الغذائية وتقديمها.
وقالت الهيئة إن القرار الملزم ينص كذلك على توفير المطهرات ومعقمات اليد للمستهلكين ولمرتاديها وللعاملين فيها مع تكثيف الرقابة على جميع المنشآت الغذائية ووسائل نقل المواد الغذائية باختلاف أنواعها للتأكد من توافر جميع الشروط الصحية فيها.
وقال أبوأحمد إن بعض الكويتيين أصبحوا يفضلون طلب الطعام ديليفري ليتناولوه في البيت بعيدا عن زحمة المطاعم خاصة في نهاية الأسبوع. ويقول بوعبدالله إنه منذ تفشي فايروس كورونا في الكويت منع عائلته من الذهاب إلى المطاعم وفضّل أن يشتري لهم ما يريدون من الطعام بنفسه.
وتؤكد تماضر المفتاح، ربة بيت، إن أولادها تعودوا منذ سنوات على تناول الغذاء خارج البيت مع رفاقهم في المطاعم، لكن الخوف من الإصابة بفايروس كورونا دفعهم إلى مقاطعة المطاعم.
ودفع الخوف من فايروس كورونا الكثير من الكويتيات والمقيمات إلى العودة إلى مطابخهن المنزلية، ولفتت الأردنية رنا أحمد التي تعمل سكرتيرة في أحد البنوك الكويتية إلى أنها قليلا ما كانت تعد أكلا في البيت بسبب توفر مختلف أنواع الطعام الجاهز في الكويت وبأسعار في متناول الجميع، لكن الهلع من الإصابة بالفايروس دفعها قسرا إلى العودة إلى مطبخها وتحضير أطباق منزلية آمنة.
وتراجعت نسبة ارتياد المقاهي كما يقول وهدان السيد صاحب مقهى، فقد تراجعت نسبة الزبائن بـ50 في المائة رغم أن نسبة الرواد في فترة الأعياد الوطنية كانت تتعدى الـ150 في المئة، ولا يخفي مخاوفه من تراجع أرباح المقاهي في الفترة المقبلة في حالة تزايدت حالات الإصابة بفايروس كورونا في البلاد.
ودفع الخوف من الفايروس أيضا الكثير من الكويتيين إلى إلغاء حفلات الزفاف والديوانيات، فيما اتخذت العديد من الشركات الخاصة إجراءات احترازية لمنع انتشار الفايروس إذ وفرت معقمات لموظفيها واقتنت أجهزة لقياس الحرارة للتأكد من خلوهم من الفايروس.
لكن يبدو أن لانتشار فايروس كورونا تداعيات أخرى في الكويت إذ شهدت بعض الأسواق ارتفاعا في أسعار بعض المنتجات المستوردة. وتأثر سوق السمك في منطقة شرق بمدينة الكويت هو الآخر بارتفاع الأسعار وقال المواطن فهد العازمي إن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني إذ بلغ سعر كيلو الزبيدي الكويتي كبير الحجم 14 دينارا، بينما ارتفع سعر سمك الشعم إلى 3.5 دينار، فيما شاركه هاشم الفضلي نفس الرأي في ارتفاع الأسعار.
وأرجع البائع أبوموسى ركود السوق إلى غياب الأسماك الإيرانية، قائلا إن السمك المتوفر في السوق الآن هو السمك الكويتي والباكستاني ولأن كمية المعروض قليلة حدث ارتفاع في الأسعار. واستقر عدد المصابين بفايروس كورونا الثلاثاء عند مستوى 56 حالة وهي تتلقى العلاج.
وقالت بثينة المضف وكيلة الصحة العامة بوزارة الصحة في مؤتمر صحافي إن الكويت لم تسجل خلال الـ24 ساعة الماضية أيّ حالة إصابة من مجموع 3089 عينة تم أخذها من العائدين من مختلف المناطق التي توجد بها إصابات بالفايروس والمخالطين لهم.