وساطة قطرية للتطبيع بين موسكو وحماس

تراجعت وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي الفلسطيني بعد قصف القوات الإسرائيلية مواقع لحركة “الجهاد الإسلامي” في سوريا، فيما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس الاثنين، أن حكومة بنيامين نتنياهو أعدّت خطة للسيطرة على كل قطاع غزة لبضعة أسابيع، من أجل إسقاط حكم حماس وتدمير صناعة الصواريخ في القطاع.
موسكو - فسرت مصادر موثوق بها استهداف إسرائيل “الجهاد” جنوب دمشق ليل الأحد الماضي، بإدارة قيادة هذه الحركة لجزء مهمّ من عملياتها انطلاقا من العاصمة السورية، فضلا عن بيروت.
وبدا واضحا الحرص الإسرائيلي على التمييز عسكريّا بين “الجهاد” و”حماس” التي كانت كوادر بارزة فيها انتقلت بعد عام 2011 إلى تركيا وقطر.
وتفيد معلومات بأنّ وفدا من حماس بقيادة إسماعيل هنية سيلتقي في الثاني من مارس، وفي إطار زيارة لموسكو تأجّلت مرات، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. واتفق على هذه الزيارة بعد اجتماع عقد في الدوحة في الثامن عشر من فبراير الجاري، وضمّ نائب وزير الخارجية الروسي الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، وموسى أبومرزوق وخالد مشعل وعددا من أعضاء المكتب السياسي لحماس.
وتحدّثت تقارير إسرائيلية عن زيارة لمسؤولين أمنيين كبار في إسرائيل إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث تعزيز تفاهمات التهدئة مع حماس في غزة الأمر الذي نددت به فصائل فلسطينية.
واتهم رئيس وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقيامه “بمناشدة” القطريين لمواصلة دعم الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها.
وتعتبر موسكو حركة حماس أكثر مرونة من الجهاد الإسلامي في ملف التفاوض مع إسرائيل، كما تشجع روسيا حماس على التفاوض مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
ولا يصنّف الروس حركة الجهاد كمنظمة إرهابية، في حين تشير معلومات إلى أن ما يجمع الحركة بإيران، حيث تقوم ميليشيات إيرانية بتدريب كوادر في الجهاد، قد يكون الدافع الأول للضربة الإسرائيلية جنوب دمشق.
وكانت إسرائيل قد لمّحت إلى محاولتها اغتيال قائد الجهاد زياد نخالة بالضربة، وهددت بـ”تغييرات جذرية في غزة”، علما أنها تحمّل الحركة مسؤولية تخريب التفاهمات مع حماس والتي توسّطت فيها القاهرة.
واللافت أيضا عشية الانتخابات النيابية في إسرائيل، هو حرصها على تحييد حماس التي امتنعت عن مجاراة الجهاد في التصعيد والقصف الصاروخي.
وفي غضون ذلك أكدت حركة حماس موقفها “الثابت” برفضها عقد أيّ لقاءات مع إسرائيل، وذلك عقب تقارير عن زيارة أمنية لمسؤولين إسرائيليين إلى قطر.
وقالت الحركة، في بيان إنها “ضد أيّ علاقة مع الكيان باعتباره كيانًا مغتصبًا وغير شرعي، وتجرّم التطبيع معه من أيّ طرف أو جهة كانت”. وفي ظل قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الجانبين الروسي والإسرائيلي في شأن العمليات العسكرية في سوريا، قلّما تشدّدت موسكو إزاء الضربات الإسرائيلية المتكررة، خصوصا تلك التي استهدفت مخازن أسلحة وذخائر لميليشيات إيرانية أو لحزب الله اللبناني.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 شنّ الجيش الإسرائيلي المئات من الغارات في سوريا استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن نادراً ما تبنّت إسرائيل هذه الغارات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها حركة الجهاد الإسلامي في سوريا بغارات إسرائيلية.
وفي نوفمبر الماضي أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حيّ المزّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت مساء الاثنين نهاية “ردّها العسكري” على مقتل ثلاثة من مقاتليها بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ودمشق، بعدما دعت الأمم المتحدة إلى “الوقف الفوري لإطلاق الصواريخ” من غزة ووقف الضربات على إسرائيل.
وقررت إسرائيل إغلاق معبر “كرم أبوسالم” التجاري الوحيد جنوبي قطاع غزة أمام حركة البضائع، باستثناء الشاحنات المحمّلة بمستلزمات طبية ووقود، وذلك بداية من الثلاثاء وحتى إشعار آخر، وفق مسؤول فلسطيني.
و”كرم أبوسالم” هو المعبر التجاري الوحيد لغزة، ومن خلاله يتم إدخال مواد البناء والسلع والوقود والمواد الغذائية التي يحتاجها القطاع، ومن شأن إغلاقه التسبّب في تفاقم أزمة اقتصادية ومعيشية كبيرة في القطاع.
ومساء الاثنين، أعلنت السلطات الإسرائيلية التي تفرض منذ 13 عاماً حصاراً على قطاع غزة أنّ معبر بيت حانون (إيريز) المخصّص لانتقال الأفراد بين القطاع وإسرائيل ومعبر كرم أبوسالم المخصّص لنقل البضائع تم إغلاقهما “حتى إشعار آخر”. كما أعلنت الإغلاق التام للمنطقة البحرية لقطاع غزة ما يعني منع صيادي القطاع من الخروج للصيد.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي “على الجهاد الإسلامي وحماس أن تفهما أن هذا لا يمكن أن يستمر. إن لم توقفا الضربات بشكل تام، ولست أتحدث عن يوم أو يومين، وإنما نهائيا، سنمضي قُدما في حملة عسكرية واسعة النطاق”.
اقرأ أيضاً: الجهاد الإسلامي تحت ضربات إسرائيلية دقيقة في دمشق وغزة