يونايتد يشعل الصراع على المركز المؤهل لدوري الأبطال

بات الصراع على أشده في الدوري الإنجليزي حول المركز الرابع المؤهل لمسابقة دوري الأبطال بعدما قلب مانشستر يونايتد كل التوقعات بانتصار مفاجئ على تشيلسي ليقلص الفارق مع أقرب منافسيه، فيما يتأهب سيتي إلى لقاء حاسم أمام وست هام، الأربعاء، لتعزيز موقعه في الوصافة وسط تشديد مدربه الإسباني بيب غوارديولا على البقاء في الفريق رغم شبح العقوبة الأوروبية المسلطة على الفريق.
لندن - أشعل مانشستر يونايتد الصراع على المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد فوزه المفاجئ على تشيلسي 2-0 خصوصا مع اقتراب ليفربول من ضمان التتويج مبكرا باللقب.
وقال أولي غونار سولسكاير مدرب يونايتد وفرانك لامبارد مدرب تشيلسي إن تركيز كليهما بات منصبا على التأهل إلى دوري الأبطال مع بقاء حوالي ثلث مباريات الموسم.
وأكد سولسكاير للصحافيين بعدما حقق فوزه الأول في الدوري منذ أكثر من شهر بفضل هدفي مارسيال وهاري ماغواير “نريد أن نظهر في دوري الأبطال العام المقبل ومنحنا أنفسنا فرصة بهذه النتيجة”.
معركة متواصلة
لا يزال تشيلسي يحتل المركز الرابع برصيد 41 نقطة، لكنه يتقدم بفارق نقطة واحدة على غريمه اللندني توتنهام قبل مباراتهما معا السبت المقبل.
ويملك شيفيلد يونايتد ومانشستر يونايتد 39 و38 نقطة على الترتيب مقابل 36 نقطة لكل من وولفرهامبتون وإيفرتون.
وأبدى تحسّر لامبارد، الذي فاز فريقه مرتين فقط في آخر ثماني مباريات، مرة أخرى على إهدار الفرص وقال إنه يجب التخلص من هذه الحالة.
وقال لامبارد “نحن في المركز الرابع والأمر بأيدينا. تقلص الفارق لكن لم يتوقع أحد تقريبا أن نحتل تلك المرتبة في هذه المرحلة من الموسم لهذا فقد بدأ الصراع الآن”.
ورفض لامبارد وسولسكاير التطرق إلى إمكانية الاستفادة من معاقبة سيتي صاحب المركز الثاني بحرمانه من المشاركات الأوروبية لموسمين لأنه في حال تنفيذ ذلك سيتأهل الخامس في الترتيب إلى دوري الأبطال.
وفرض الاتحاد الأوروبي “اليويفا” هذه العقوبة على سيتي إضافة إلى تغريمه بـ30 مليون يورو (32.51 مليون دولار) بسبب مخالفة لوائح اللعب المالي النظيف. وسيتقدم سيتي بطعن ضد العقوبة.
وبالعودة إلى اللقاء فقد توفرت العديد من العوامل لتمنح الشياطين الحمر تفوقا هاما أعادهم إلى سكة الانتصارات من إصابات وتغييرات مبكرة، إضافة إلى إصرار مدرب الفريق على وجود قرارات تحكيمية ظالمة وأهداف ملغاة، ولمسات نهائية مخيبة، وهي كلها أسباب يرى محللون أنها كانت كافية ليقلب يوناتيد الطاولة على خصمه ويوقعه في شراكه. لكنها في الوقت ذاته، لا تعني أن يونايتد لم يستحق الخروج من المباراة فائزا نظرا لأنه لعب أفضل مباراة له من الناحية الخططية هذا الموسم.
واستفاد سولسكاير من عدة عوامل ساهمت في تفوق فريقه خلال اللقاء لعل أبرزها جرأته التكتيكية والتي استخرجت الأفضل من طاقة اللاعبين رغم سيطرة تشليسي لفترات عديدة على منطقة المناورة.
ما كان مثيرا للإعجاب في طريقة لعب مانشستر يونايتد، واقعية اللاعبين في التعامل مع مجريات اللقاء، إضافة إلى التطور الكبير في مستوى بعضهم، لاسيما بيساكا الذي أظهر قدرته على المساهمة هجوميا في الطرف الأيمن.
وعلى الجانب الآخر قام لامبارد بإشراك تشكيلة ذات معدل أعمار كبير نسبيا، وهو ما أثر ربما على المجهود البدني للفريق ككل وفق بعض المحللين، كما أن النشاط الذي ظهر عليه البديل الفرنسي أوليفييه جيرو وضع المدرب في حرج لأنه ظل محل تجاهل طويل منذ بداية الموسم دون إعطاء تبرير مقنع.
من ناحية أخرى يستعد مانشستر سيتي للقاء هام، الأربعاء، أمام وست هام وسط تأكيد مدربه غوارديولا على أنه باق على رأس الجهاز الفني حتى ولو خسر النادي الإنجليزي الاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الرياضية “كاس” بشأن عقوبة إيقافه لموسمين عن المشاركة في المسابقات الأوروبية.
ونقلت صحيفة “ذي تايمز” عن غوارديولا إبلاغه مجلس إدارة النادي واللاعبين أنه سيبقى في ملعب الاتحاد رغم الإيقاف والتقارير التي تتحدث عن رغبة يوفنتوس بطل إيطاليا في المواسم الثمانية الماضية، التعاقد معه. وأفادت الصحيفة أن غوارديولا المتواجد على رأس الجهاز الفني لسيتي منذ صيف 2016، أبلغ نواياه للاعبين خلال اجتماع السبت.
تركيز باتجاه واحد
نقلت شبكة “سكاي سبورتس” عن المدرب قوله لهم “أنظروا، مهما كانت البطولة التي سننافس فيها، سأكون هنا. حتى ولو وضعونا في ‘ليغ تو’ (أدنى الدرجات المحلية للمحترفين) سأكون هنا”. وشدد على أنه “هذا هو الوقت الذي يجب أن نبقى فيه سويا”.
وسبق لغوارديولا أن أبدى ثقته في إدارة النادي الإنجليزي، ومن المتوقع أن يكرر الموقف ذاته في حال وجهت له أي أسئلة حول مستقبله. وأشارت صحيفة “ذي صن” إلى أن المدرب السابق لفريقي برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، أبلغ أصدقاءه أنه سيبقى مع فريقه الحالي أقله إلى حين انتهاء عقده مع سيتي عام 2021.
وقال مصدر مقرب من غوارديولا لصحيفة “ذي تلغراف” إن الأخير “ليس من النوع الذي تراوده أولا فكرة الرحيل عندما تسوء الأمور”، مضيفا أن الإسباني “هادئ” حيال قرار الإيقاف.
وأوردت الصحف الإنجليزية تقارير متضاربة بشأن اللاعبين. ففي حين عبّر بعضها عن رغبة بعض اللاعبين بالبقاء مع الفريق بغض النظر عن الظروف، أشار بعضها الآخر إلى عكس ذلك في حال خسر النادي الاستئناف. وارتبط اسم المهاجم رحيم ستيرلينغ بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني الذي يلتقيه سيتي في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا الأربعاء المقبل.
لكن آيدي وورد وكيل ستيرلينغ أبلغ صحيفة “ديلي ميل” أن موكله “يركز فقط على مانشستر سيتي ولن يصرف انتباهه إلى أي حديث بشأن انتقاله في الوقت الراهن”.
ولفتت “ذي تلغراف” إلى أن النادي سيعطي الحرية للاعبيه بالبقاء أو الرحيل ما إن تعلن نتيجة الاستئناف المتوقعة في مايو المقبل.