التأثيرات الجانبية لأدوية ضغط الدم تزيد المشكلات الصحية

اتباع أسلوب حياة صحي ونظام غذائي ملائم يعد أفضل الطرق العلاجية للمصابين بارتفاع ضغط الدم.
الثلاثاء 2020/02/11
المراقبة الدائمة ضرورية

ينظر الأطباء إلى ارتفاع ضغط الدم على أنه قاتل بطيء للمصابين به، ما يتطلب اتباع أساليب علاجية فعالة لكن الأخصائيين لا ينصحون بالإكثار من الاعتماد على أدوية ضغط الدم بسبب تأثيراتها الجانبية ويقترحون بدلا عنها اتباع نمط غذائي صحي مناسب للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

لندن - يقبل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم على الأدوية التي يصفها لهم الأطباء المعالجون على أساس قدرتها على تخفيض مستويات ضغط الدم وجعلها مستقرة في حدودها الطبيعية، لكن الأطباء والخبراء في مجال الصحة يحذرون من التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية ويقترحون بدائل صحية أكثر تتعلق بصفة خاصة باتباع أسلوب حياة صحي.

ويقول خبراء أميركيون في مجال الصحة إن منع ارتفاع ضغط الدم والتحكم في استقراره عند مستويات طبيعية أمور ممكنة بشرط الاعتماد على طرق وأساليب بسيطة بدلا من الاعتماد على تناول الأدوية.

ونقل موقع إلكتروني مختص في المواضيع التي تهم الصحة عن الدكتورة بريندي وليامز، أخصائية أمراض القلب في المجموعة الطبية “تكساس هيلث ستفنفيل” قولها إن “الأدوية التي تساعد على تخفيض مستوى ضغط الدم، يمكن أن يكون لها تأثيرات جانبية”.

وأوضحت الدكتورة وليامز أن هذه التأثيرات الجانبية تشمل التسبب في تشنجات عضلة الساق والدوخة واضطرابات النوم.

ويعتبر ارتفاع ضغط الدم أكثر خطورة مقارنة بانخفاضه، ويصفه الأطباء بأنه القاتل البطيء للمصابين به. ولا يسبب ارتفاع ضغط الدم أي أعراض أو شكوى تجعل المريض يتنبه لعلاجه، إلى أن يتسبب في إحداث مضاعفات، لاسيما على القلب أو الكلى.

ويزداد خطر ارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن، فعند سن 45 يكون ارتفاع ضغط الدم هو المرض الأكثر شيوعا لدى الرجال، في المقابل تصاب المرأة بارتفاع ضغط الدم بعد سن 55 عاما، لكن هذا لا يمنع من وجود فئة كبيرة من الشباب مصابة به.

 وينتج هذا المرض عن أسلوب الحياة واتباع عادات سيئة، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي، والسمنة وعدم ممارسة الرياضة.

وأكدت الدكتورة وليامز أن تغيير الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أنماط حياتهم واعتمادهم أساليب صحية يؤدي لنتائج جيدة مقارنة بتناول الأدوية .

وإلى جانب ممارسة الرياضة، يكون اتباع نظام غذائي صحي ملائم علاجا مناسبا للمرضى الذين يعانون ضغط الدم إذ يشمل هذا النظام تناول الأطعمة والمنتجات الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز.

وقالت الدكتورة ليندا فان هورن، من جامعة نورث وسترن الأميركية، إن الخضروات والفواكه الغنية بالبوتاسيوم تعد عنصرا مهما في كل الأنظمة والبرامج الهادفة لخفض مستوى ضغط الدم.

البوتاسيوم يساعد الكلى على طرد الصوديوم من الجسم ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم

ويساعد عنصر البوتاسيوم الكلى على  عملية التخلص من الصوديوم من الجسم، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. ومن أفضل مصادر البوتاسيوم الموز والبطاطا والطماطم والفاصوليا والبزلاء والزبيب.

وأكدت الدكتورة إيفا أوبرزانيك، خبيرة التغذية من المعهد الأميركي للقلب والرئة والدم، أن المسنين والأشخاص الذين لهم أجداد كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بسبب تناول الملح، وبالتالي يجب على هؤلاء الانتباه إلى نسبة الصوديوم في الوجبات والمواد الغذائية المصنعة. وتنصح الدكتورة إيفا أوبرزانيك بتجنب الأطعمة الغنية بالصوديوم قدر الإمكان باعتبار أنها الوسيلة الأفضل لتجنب ارتفاع ضغط الدم.

ويعد تناول الشوكولاتة الداكنة أيضا من المنتجات المساعدة على تخفيض ضغط الدم من خلال قدرتها على تخفيف توتر الأوعية الدموية بفضل تركيبتها المحتوية على نسبة عالية من مركبات الفلافونويد.

وأوضحت الدكتورة فيفيان مو، من كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، أنه “لا يمكن أن يكون تناول الشوكولاتة الوسيلة الرئيسية لتخفيض ضغط الدم. ولكن عند الرغبة بتناول الحلويات، يفضل تناول الشوكولاتة بدلا من قطعة مرطبات”.

من جهة أحرى، أبرزت دراسة أنجزها علماء في جامعة تافتس الأميركية، استنادا إلى نتائج تجارب علمية قاموا بها، أن شاي الكركديه يساعد على تخفيض ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي من دون الحاجة إلى تناول الأدوية.

ووفق نتائج الدراسة فإن تناول ثلاثة أقداح من شاي الكركديه يوميا يخفض ضغط الدم سبع وحدات خلال ستة أسابيع.

فيما يشير الدكتور ماثيو بودوف، طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، إلى أن تناول الكربوهيدرات المكررة يسبب التهابات لدى بعض الأشخاص ما يسبب بدوره ارتفاع ضغط الدم.

ويقول الدكتور بودوف إن “تعويض المواد الغذائية الكربوهيدراتية البسيطة بمنتجات الصويا ومنتجات ألبان قليلة الدسم يساعد على تخفيض ضغط الدم المرتفع”.

كما يساعد التنفس العميق ببطء على التحكم بهرمونات الإجهاد وضغط الدم من دون تناول الأدوية، وهو التمرين الذي ينصح الأطباء بالقيام به يوميا صباحا ومساء ولمدة خمس دقائق.

Thumbnail

ومن أسباب عدم استقرار ضغط الدم زيادة نبضات القلب وضيق الأوعية الدموية نتيجة لإفراز هرمونات الإجهاد كالكارتيزول والأدرينالين بسبب تفاعل الجسم مع المؤثرات الحياتية اليومية.

ويؤكد الدكتور عبدالسلام شرف، استشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي المصري، أن الوراثة تلعب دورا هاما في حدوث ارتفاع ضغط الدم، فهو ينتقل من الآباء إلى الأبناء والأحفاد.

 ويؤكد أن ارتفاع ضغط الدم يأتي من عوامل البيئة الخارجية أو الأسرة أو استخدام ملح الطعام بكثافة، وهنا يجب على الشخص العادي إجراء فحص شامل على الجسم مرتين في العام، بهدف اكتشاف المرض والتعامل معه مبكرا قبل الدخول في المنطقة الحرجة.

ويوضح الدكتور رؤوف قنديل، استشاري أمراض الباطنة المصري، أن بعض الأمراض تتسبب في إصابة الشخص بمرض ضغط الدم، مثل الفشل الكلوي وأمراض الغدد الصماء.

 وتابع “ضغط الدم يعتبر مرضا ثانويا، والتعامل مع أمره سهل، بشرط تجنب التوتر وتصفية الذهن، وعدم التعامل مع الأمور الطارئة بغضب شديد”.

ويشير الدكتور قنديل إلى أنه كلما تقدم الإنسان بالعمر زادت نسبة إصابته بضغط الدم، لكن تظل خطورة المرض كبيرة عند الشباب، لأنه يلقي بمضاعفات مستقبلية تؤثر على إصابته بالكلى، وقد تصل إلى فشل كلوي، أيضا يعتبر ضغط الدم وراء الإصابة بمرض القلب.

ويحذر الدكتور قنديل من خطورة السمنة في إحداث ارتفاع ضغط الدم، كونها تؤثر على انبساط الشرايين؛ مما يمنعها من أداء وظائفها بشكل طبيعي، لاسيما وأن السمنة تكون سببا في تغير تركيبة الأوعية الدموية، والتي تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وما يتلوه من مضاعفات سلبية لعضلة القلب أو الإصابة بمرض السكر.

17