طرح أرامكو يتحدى التقلبات الإقليمية بقفزة نوعية في قيمة الاكتتاب

أثبتت أرامكو السعودية قدراتها على تحمّل التقلبات الإقليمية من خلال ظفرها بطرح استثنائي عزز جاذبيتها وصلابتها أمام تداعيات التصعيدات العسكرية في المنطقة بين واشنطن وطهران، مما مكّنها من زيادة قيمة الاكتتاب وتحقيق قفزة نوعية.
الرياض - كسبت السعودية مرة أخرى رهانها على النهوض بأسهم أرامكو رغم التوترات التي شهدتها المنطقة مما جعلها تنفرد بعيدا في متانة تداولات عملاق النفط وتعزيز ربحيته وصموده.
وأعلنت شركة أرامكو أمس أنّها تمكنّت من تعزيز طرحها الأولي بموجب اتفاقية تعهد اكتتاب لترتفع بذلك قيمة الاكتتاب العام الأولّي إلى 29.4 مليار دولار مسجلة رقما قياسيا.
ونقلت وكالة رويترز أن شركة أرامكو السعودية قالت الأحد إنها مارست خيار بيع أسهم إضافية يبلغ عددها 450 مليون سهم بموجب اتفاقية تعهد الاكتتاب، لترتفع بذلك قيمة الاكتتاب العام الأولي إلى 29.4 مليار دولار مسجلة رقما قياسيا.
وكانت أرامكو قد جمعت في بداية الطرح الأولي خلال ديسمبر الماضي نحو 25.6 مليار دولار في ببيع ثلاثة مليارات سهم بسعر 32 ريالا (حوالي 8.53 دولار) للسهم، لكنها أشارت إلى أنها ربما تبيع أسهما إضافية من خلال خيار بيع أسهم إضافية.
وبحسب بيانات رفينيتيف فقد استقر سعر سهم أرامكو عند فتح السوق عند نحو 35 ريالا، فيما تجري الشركة تخصيص الأسهم الإضافية للمستثمرين خلال عملية بناء سجل الأوامر.
وتابعت أرامكو “لن يتم طرح أي أسهم إضافية في السوق اليوم، ولن يمتلك مدير الاستقرار السعري أي أسهم في الشركة كنتيجة لممارسة خيار الشراء في الدفاتر”.
وشهدت أسهم أرامكو تذبذبا في الآونة الأخيرة بفعل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
ويبدد هذا الارتفاع في قيمة الاكتتاب كل المخاوف بخصوص تأثير التطورات الإقليمية الأخيرة في الشرق الأوسط بين إيران وأميركا، ما يعزز متانة عملاق النفط السعودي.
ونزل سهم أرامكو إلى 34 ريالا في الثامن من يناير الماضي وهو أقلّ مستوى منذ بدء تداوله في 11 ديسمبر الماضي، لكنه أغلق على 35 ريالا الخميس جرّاء التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران بعد مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد.
وبلغت تقييم أرامكو عند الإغلاق الخميس الماضي نحو 1.87 تريليون دولار أي أعلى من تقييم الشركة وفقا لسعر الطرح العام الأولّي، ولكنه يقلّ عن هدف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرامي إلى تحقيق تريليوني دولار.
ومنذ انطلاقاتها استهلت أسهم أرامكو تداولاتها في سوق الأسهم السعودية بارتفاع بنسبة 10 بالمئة في طرح تاريخي في ديسمبر المنقضي.

وتطمح أرامكو أن تصبح من أكبر شركات الكيمياويات وأكبر شركة طاقة متكاملة في العالم، مع خطط للتوسع في عمليات التكرير وإنتاج البتروكيمياويات في الأسواق العالمية.
وتملك أرامكو طاقة تكرير تزيد على 5 ملايين برميل من خلال المصافي المحلية، ومشاريع عالمية كبرى مثل فرعها الأميركي موتيفا انتبرايزيز وشراكات استراتيجية في أكبر أسواق الطاقة العالمية. وهي تسعى إلى مضاعفة طاقتها التكريرية إلى 10 ملايين برميل يوميا، والتوقف عن بيع النفط الخام.
ولدى أرامكو، أكبر منتج للخام في العالم، شراكات كبرى في أسواق كبرى في الصين وكوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا وماليزيا، وقد وقعت اتفاقا للاستثمار في مصفاة في ميناء غوادر الباكستاني.
وبدأ تداول أسهم شركة أرامكو في السوق المحلية، بعد استكمال عملية الاكتتاب العام الأكبر في التاريخ لنسبة ضئيلة من أكثر شركة تحقيقا للأرباح في العالم.
وأظهرت البيانات أن السعر الاسترشادي لأرامكو السعودية بلغ نحو 35.2 ريال (9.39 دولار) للسهم في مزاد ما قبل فتح السوق الشهر الماضي بزيادة عشرة بالمئة عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 32 ريالا للسهم.
وتعدّ أرامكو هي الشركة المدرجة الأكبر في العالم، وتحل محل شركة “أبل” الأميركية التي كانت هي الأكبر.
وكانت حدّدت عملاقة النفط السعودية سعر السهم في سوق “تداول” المحلية بحوالي 32 ريالا سعوديا (8.53 دولار) وجمعت 25.6 مليار دولار من عملية بيع الأسهم.
وأكد رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية أن إدراج الشركة سيعزز الحوكمة والشفافية بما يتماشى مع رؤية 2030 التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان.
وسبق وأعلنت أرامكو قبيل بدء الأسهم، تخصيصها لحوالي 450 مليون سهم إضافي للبيع، لترتفع قيمة الاكتتاب العام إلى نحو 29.44 مليار دولار، ما يعني أنّ نسبة الأسهم المباعة ارتفعت إلى حوالي 1.75 بالمئة من 1.5 بالمئة سابقا.
ويمثّل الاكتتاب العام لجزء من أسهم أرامكو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية الرياض للعام 2030.
ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.
وتجاوز الاكتتاب العام أرامكو مبلغ 25 مليار دولار الذي كانت سجلته مجموعة علي بابا الصينية في 2014 لدى دخولها إلى بورصة وول ستريت.
وكانت الشركة أعلنت في ديسمبر الماضي أنها قد تقر بيع نسبة إضافية من الأسهم لترفع قيمة الاكتتاب إلى 29.4 مليار دولار.
وكان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5 بالمئة من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية لم تتحدّد، لكنّها أعلنت مؤخّرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة.
واعتمدت السعودية بصفة أساسية على مستثمرين محليين ومن المنطقة لشراء حصة 1.5 بالمئة في الشركة، وينظر إلى أرامكو على أنّها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة ولاستقرارها الاجتماعي.
وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت نحو 111 مليار دولار خلال عام 2018، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت عائداتها 356 مليار دولار.
وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة السعودية بنحو 227 مليار برميل، واحتياطات الهيدروكربون بـ257 مليار برميل.