"القرين" محاولة جديدة لإعادة أفلام الرعب إلى السينما المصرية

القاهرة – رغم أن السينما المصرية قدّمت عددا قليلا من أفلام الرعب مقارنة بما يقدّم في السينما الأميركية، إلا أن المحاولات المستمرة والدؤوبة من قبل صناع السينما على إنتاج فيلم رعب متميز لا تنتهي، في محاولة منهم لمحاكاة السينما الأوروبية والأميركية خاصة، والتي نجحت في اجتذاب الكثيرين إلى شاشتها من خلال تقديم أفلام رعب مميزة.
فيلم “القرين” كان آخر تلك المحاولات من صناع السينما بمصر، والذي يتمّ تصويره في الفترة الحالية، والذي تدور أحداثه داخل إحدى الفيلات، حيث يقتل رجل أعمال جميع أفراد أسرته وينتحر بعد خسارة أمواله في البورصة.
يشارك في الفيلم عدد من النجوم الشباب مثل منة عرفة وعماد يوسف وحسن عيد وأحمد رفعت، والفيلم من إخراج وائل عبدالقادر، وتأليف أمير صبحي، ويعتمد الفيلم في صناعته على الخدع السينمائية، وقد رصدت له ميزانية كبيرة تلائم ما يحتاجه من إمكانيات.
المحاولات لصنع أفلام مصرية من هذا النوع لا تنتهي، فقد شهدت السنوات الأخيرة عددا من الأفلام التي يطلق عليها “أفلام رعب” منها فيلم “إدرينالين” الذي اعتمد في تصويره على الإثارة والغموض للمخرج محمود كامل، وفيلم “أحلام حقيقية” للمخرج محمد دياب الذي يعتمد على التشويق أكثر من اعتماده على فكرة الرعب ذاتها، فضلا عن أفلام مثل “نقطة رجوع” للمخرج حاتم فريد، وأيضا فيلم “شارع 18” للمخرج حسام الجوهري.
وأنتجت السينما المصرية خلال السنوات الماضية عددا من أفلام الرعب منها “الإنس والجن” للفنان عادل إمام والذي جسد فيه دور الجن، و”اختفاء جعفر المصري” الذي جسد فيه الممثل حسين فهمي شخصية الشيطان، وفيلم “التعويذة” الذي قام ببطولته الفنان محمود ياسين.
ومن قبل قدم المخرج ياسين إسماعيل يس فيلم “المكالمة القاتلة” الذي تدور أحداثه حول فتاة لاهية تتسلى بالهاتف والاتصال بأي رقم، لتقع على خط قاتل يطاردها طوال أحداث الفيلم؛ كما قدّم إسماعيل يس فيلم “بيت الأشباح” الذي تناول الرُعب بطريقة كوميدية، وكان فيلم “ريا وسكينة” من أول أفلام الرعب التي شهدتها السينما المصرية.
الناقدة الفنية ماجدة موريس تؤكد أن إنتاج أفلام رعب يحتاج إلى إمكانيات فنية عالية تقتضي استخدام الحيل بطريقة صحيحة، ووجود فنيين على قدر عال من الكفاءة وإلى منتجين لديهم القدرة على المغامرة في إنتاج فيلم رعب. وأشارت إلى أن هذا النوع من الأفلام يحتاج إلى ميزانيات كبيرة ومعدّات إنتاج ضخمة وإمكانيات فنية وأجهزة خاصة وتقنيات متقدمة، من شأنها أن تساعد على تقديم فيلم رعب حقيقي، وفقدان هذه العناصر يجعل من الصعب إنتاج فيلم رعب مصري متميز.
وعن التجارب السابقة في إنتاج أفلام رعب مصرية، أشارت موريس إلى أنها تجارب جيدة، ولكن من الضروري عدم الاكتفاء بها ويجب العمل على تطويرها بشكل أفضل، للخروج بأفلام رعب تنافس السينما العالمية، لافتة إلى ضرورة أن يغامر المنتجون بإنتاج هذه النوعية المختلفة من الأفلام.
وأوضحت أن نجاح أية تجربة لفيلم رعب قادم يعتمد بشكل كبير على الإنتاج الجيد واستخدام الإمكانيات الفنية والتقنية الملائمة، فضلا عن وجود سيناريوهات مناسبة وكتابة جيدة مختلفة تستطيع أن تقدّم جديدا في هذا المجال بالنسبة للمشاهد العربي، مؤكدة أن نجاح مثل هذه الأفلام يتطلب تضافر الجهود الإبداعية في الكتابة والإخراج مع غيرها من الجهود الإنتاجية والمادية.
بالتعاون مع وكالة أنا برس للإعلام