بوش الرسام مربك وساذج وكئيب

واشنطـن – تفرغ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، منذ انتهاء ولايته الرئاسية، للرسم، وأنجز لوحات “بورتريه” لعدة رؤساء دول ومسؤولين من مختلف أنحاء العالم.
كشف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي يمارس هواية الرسم، عن صور كان قد رسمها للرئيسين الفرنسيين السابقين نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، ولوحات أخرى لتوني بلير وانجيلا ميركل وفلاديمير بوتين.
وعرض الرئيس الـ43 للولايات المتحدة الأميركيّة، الذي أبدى في الأشهر الأخيرة شغفا جديدا بالرسم، 24 صورة للعموم في مكتبته الرئاسية في دالاس (تكساس، جنوب).
ووصف نقاد تشكيليون الرئيس الأميركي الأسبق بالكسول لأنه اعتمد على صور مأخوذة من محرك البحث غوغل لإعادة رسمها.
وقال النقاد في تصريحات نقلتها صحيفة الغارديان البريطانية، أن بوش لم يكلف نفسه مجرد التفكير في انتقاء زوايا مميزة للصور التي رسمها بل اختار أول صورة ظهرت له في غوغل لإعادة رسمها كما حدث مع صور بوتين وأنجيلا ميركل وتوني بلير.
وقد رسم الفنان الهاوي صور عدد كبير من القادة، من بينهم الأفغاني حميد كرزاي والتشيكي فاتسلاف هافل والإيطالي سيلفيو برلوسكوني والإسرائيلي إيهود أولمرت والدالاي لاما، بريشة تتسم بلمساتها “الصديقة”.
ووصف بوش، في مقابلة أجرتها معه ابنته الصحافيّة جينا بوش هاغر، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بأنه “شخص قوي وصديق مخلص”.
وقال الرئيس الأميركي السابق إن أحب اللوحات إلى نفسه هي تلك التي رسمها لوالده الرئيس الأميركي الأسبق بوش الأب، قائلا إنّه طيب وأستاذ في السياسة الخارجية، يستطيع أن يكسب صداقة الجميع، وإنه حاول رسم روحه الرقيقة.
وقال بوش إن لوحته المفضلة هي تلك التي تصور والده، وقال إنّه كان يذرف الدموع عندما كان يعمل عليها.
لكن والدته السيدة الأولى سابقا، باربرا بوش، انضمت للمقابلة التي بُثّت على الهواء، وقالت مازحة حين سُئلت عن رأيها في صورة زوجها: “هل هذا هو زوجي؟”
وقالت باربرا إنّ اللوحة أعجبتها، لكنّها لن تقف بالتأكيد أمام ابنها لكي يرسمها. وأوضح بوش الابن أنّ فلاديمير بوتين “قد ازداد توترا، فهو يرى الولايات المتحدة عدوا، وأنّ العالم هو مكان تحرز فيه الولايات المتحدة انتصارات وتُمنى فيه روسيا بهزائم، والعكس صحيح. حاولت أن أنزع من رأسه هذه الفكرة”.
|
وأوضح جورج بوش أيضا، كيف “سخر” الرئيس الروسي من كلبه الصغير، قبل أن يتباهى “بكلبه الأكبر والأقوى والأسرع”.
وقال ساخرا “هذا أمر مهم، وتحاول الصورة الّتي أرسمها أن تعكسه”.
وبلهجة ساخرة، أعرب بوش عن استيائه من الطريقة التي كان يتعامل بها بوتين مع كلبه “بارني”، الّذي يحظى بـ“مكانة خاصة في قلب” الرئيس الأميركي السّابق.
وأضاف بوش “قدمته إلى بوتين، لكنّه أذلّه”، فقد قال “هل تدعو هذا كلباً؟”
وفي سياق متصل أشار بوش إلى أنه تأثر بمقال كتبه رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشيرشل بعنوان “الرسم هو السلوى”، قائلا “إنّه أراد أن يؤكد أنّ آخر فصول حياته لم تكن فارغة، واتّضح أن الرّسم لا يشغل فقط مساحة زمنية، لكنه يساعد أيضا على تفتيح الأفق”.
وقالت لورا بوش إنّها شجعت زوجها على الرسم، خاصة بعد أن تعلّق كثيرا بجهاز “أيباد” وجدته يرسم عليه شخصيات للتّواصل مع ابنته ووالدته ومعها هي.
تأثر الرسام الجديد بمقال كتبه رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشيرشل بعنوان الرسم هو السلوى
ويذكر أنّه سيتمّ عرض لوحات الرئيس الأميركي السّابق حتى شهر يونيو القادم في المكتبة الرئاسية في دالاس.
وأوضح بوش (67 عاما) أنّه تردد في عرض رسوماته، لكنه يأمل أن يجذب المعرض الذي يستمر حتى الرابع من يونيو المقبل اهتماما بمكتبته الرئاسية. وإلى جانب لوحات رؤساء الدول، يشمل معرض بوش لوحات لمناظر طبيعية وحيوانات وأخرى له وهو داخل حوض للاستحمام.
ويقول جورج دبليو بوش أنّه ما كان لينتج هذا الكم من صور الزعماء والرؤساء، لو لم يقض وقتا طويل أثناء توليه لرئاسة الــولايات المتحدة في ممارســة الأنشطة الدبلوماسيــة. وساهمت علاقاته الشخصية مع هؤلاء الزعماء، في بروز هذا المعرض إلى الناس، إذ تمكّن خلال فترة حكمه من التعرف على تفاصيل أكثر عن حيواتهم ما ساعده في رسمهم على اللوحات.
ويعيش الجمهوري جورج دبليو بوش، الذي تولى الرئاسة من 2001 إلى 2009 وشهدت ولايته اعتداءات 11 سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان، حياة هادئة في دالاس منصرفا إلى هوايته الجديدة.