وكالة المغرب العربي تستعرض التحديات السياسية منذ انطلاقها

الرباط - سلطت وكالة المغرب العربي للأنباء الضوء على أبرز الشخصيات التي ساهمت في تأسيسها وتطويرها وإرساء القواعد الصحافية لعملها، واستعادت المحطات الهامة لمديرها العام الأسبق عبدالجليل فنجيرو.
وقدمت مجموعة من الصحافيين الذين عاصروا فنجيرو شهاداتهم عن خصوصية الفترة التي تولى فيها فنجيرو إدارة الوكالة على الصعيدين المهني والسياسي، وذلك خلال لقاء بعنوان “عبدالجليل فنجيرو.. ملحمة إعلامية” يندرج ضمن سلسلة الملتقيات التي تنظمها وكالة المغرب العربي للأنباء في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها.
وتناول الحديث إنتاج الوكالة في تلك الفترة وقدرتها على ضبط التوازنات وخصوصا بين شروط مرحلة سياسية ومتطلبات منتوج إعلامي يرقى في حدود الممكن والمتاح إلى أقصى درجات الجودة.
وتولى فنجيرو، منصب المدير العام للوكالة من 1974 إلى 1999، وساهم في إرساء مفهوم “توطين الخبر”، في صحافة الوكالة وهو ما لم يكن الصحافيون الطلبة يدرسونه، بحسب ما ذكر الصحافي إدريس أبوالشمائل.
وكانت أهم معارك فنجيرو تتلخص، حسب شهادة الصحافي نورالدين عامر، والذي ظل قريبا من الراحل حتى بعد مغادرته للوكالة وللعمل الدبلوماسي، في محاربة “الصورة النمطية” التي كانت سائدة لدى بعض الفاعلين والسياسيين حول الوكالة وطبيعة عملها.
وأضاف عامر أن فنجيرو سير الوكالة بمنطق “خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء إن لزم الأمر”، فقد كان يدعو الصحافيين إلى استغلال أي هامش متاح لإنجاز مقالات عن مواضيع اجتماعية أو بورتريهات لتقديم فكرة ما يصعب الحديث عنها بشكل مباشر.
وتوقف خليل الهاشمي الإدريسي المدير العام للوكالة، عند الجانب المهني وخصوصا الإكراهات التي كانت تفرضها المرحلة السياسية، التي عمل إبانها فنجيرو، وما وصفه بـ”بيداغوجيا التعامل مع السلطة”. ففي تلك الفترة كان مطلوبا من الوكالة القيام بمهمتها في مواجهة قوى لم تكن تفهم دائما طبيعة العمل الصحافي وطرق اشتغال الإعلام.
وكان الرهان آنذاك هو ضمان استمرار وتواجد المؤسسة في ظل مرحلة سياسية لم يكن فيها المشروع السياسي واضحا بما يكفي.
وأكد الهاشمي الإدريسي أن إطلالة على أرشيف الوكالة، والذي تمت رقمنته مؤخرا، تمكن من الوقوف على السقف العالي نسبيا للحرية التي تمت بها معالجة مواضيع كثيرة، بما في ذلك تغطية عدد من الندوات الصحافية لوزراء ومسؤولين بارزين.
وساهم عبدالجليل فنجيرو في تأسيس وكالة الأنباء الأفريقية “بانا” عام 1979، والوكالة الإسلامية الدولية للأنباء عام 1970 وتجمع وكالات أنباء بلدان عدم الانحياز “ناناب” عام 1975 واتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا” عام 1974 وتجمع وكالات أنباء بلدان اتحاد المغرب العربي عام 1989، وساهم أيضا في إحداث تحالف وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط “أمان” عام 1992.
كما انتخب لثلاث مرات رئيسا لاتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا” في بداية ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وانتخب لرابع مرة على رأس هذا الاتحاد في نوفمبر 1999 خلال الدورة الـ27 للجمعية العامة لـ”فانا” التي اختارته رئيسا شرفيا لها مدى الحياة ومستشارا دائما.
وتولى فنجيرو سنتي 1995 و1996 رئاسة تحالف وكالات الأنباء المتوسطية “أمان” التي تضم وكالات أنباء الدول الأوروبية والعربية بحوض المتوسط.