أوّل بابا نويل في الشرق الأوسط مدرب كرة سلة

مدرب كرة سلة فلسطيني يحوّل منزل عائلته إلى منزل لبابا نويل يستقبل فيه زوّاره من الأطفال فيقدّم إليهم في أجواء مستوحاة من عالم هذه الشخصية الأسطورية، الهدايا والسكاكر ويشرح لهم أسباب الاحتفال بأعياد الميلاد.
القدس - حصل الفلسطيني عيسى قسيسية، وهو لاعب كرة سلة، على شهادة من مدرسة بابا نويل في الولايات المتحدة، ومن المؤتمر العالمي لبابا نويل في كوبنهاغن، فحوّل منزل عائلته بالقدس القديمة على مساحة 700 متر مربع إلى مسكن لبابا نويل، حتى ينشر البهجة بين الأطفال.
وأكد قسيسية (41 عاما) “أنا بابا نويل الوحيد في القدس، الوحيد المحترف في الشرق الأوسط”.
ويرتدي الشاب الأربعيني يافع الطول والذي يعمل مدربا لكرة السلة، ثياب بابا نويل التقليدية الحمراء الطويلة ولحيته البيضاء الناصعة والقفازات والنظارات والقلنسوة الحمراء أيضا، وتدق الأجراس الذهبية كلما حرك قدميه وينتعل حذاء أسود طويل الرقبة.
وعلق قسيسية على بوابة المنزل لافتة كتب عليها “منزل سانتا”، وعلى جانبي الباب وضع صندوقي خطابات لتلقي الرسائل التي يبعث بها الأطفال لهذه الشخصية الأسطورية، يطلبون منها الهدايا ويثبتون فيها حسن سلوكهم على مدار العام لاستحقاق تلك الهدايا. وفي نفس الوقت، وضع لافتة تشير إلى القطب الشمالي.
ويوجد في غرفة سانتا كلوز عرش ذهبي، بجانبه كيس كبير مليء بالحلوى والسكاكر، بالإضافة إلى شجرة عيد الميلاد وخلفها، في أحد أركان الجدران، تم وضع مذود خشبي (المكان الذي يشاع أن الطفل يسوع ولد به)، كما علق قسيسية الشهائد التي تصادق على أنه بابا نويل رسمي، وتعم المكان أغاني وموسيقى عيد الميلاد.
وأوضح قسيسية، وهو عربي مسيحي، أنه يستقبل الأطفال ويشرح لهم المغزى من احتفالات عيد الميلاد، قائلا “نتحدث عن عيد الميلاد والسبب الحقيقي لوجوده”، مشيرا إلى أن العديد من الأطفال يعتقدون أن “عيد الميلاد هو عيد ميلاد سانتا كلوز والهدايا”.
وتأتي الأسر التي لديها أطفال إلى منزل قسيسية عادة في فترة ما بعد الظهر.
وقال ريان وهو أميركي جاء إلى بابا نويل رفقة زوجته وابنه، إنه علم بوجود منزل سانتا من خلال نشرات الإعلانات فقرر الذهاب مع العائلة لزيارته، مؤكدا “إنه رائع والمنزل مبهر وديكوراته أصيلة تماما”.
وأضافت زوجته “لقد أمضينا وقتا ممتعا وقسيسية يقوم بعمل رائع. إنه أمر جيد أن يكون للأطفال هنا في الأرض المقدسة بابا نويل”.
ولفت قسيسية إلى أن المكان لا يتردد عليه المسيحيون فحسب، مؤكدا أن “المسلمين واليهود والمسيحيين من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هنا. بل يأتي أحيانا حتى غير المؤمنين”.
وهناك طلب متزايد في مركز المعلومات المسيحية الذي يديره الأب أندرياس فريتش، والذي يقع في مكان قريب، من الجمهور على المعلومات عن بابا نويل. ويقول فريتش “تتشكل صفوف طويلة عند الباب عندما يكون منزل سانتا مفتوحا. في بعض الأحيان يكون هناك حوالي أكثر من 50 شخصا ينتظرون”.
ولطالما تعرض المكان للانتقاد من قبل بعض القطاعات اليهودية، وكذلك احتفالات عيد الميلاد في الأرض المقدسة. وبالفعل طلب حاخامات القدس من الفنادق في عام 2016 عدم وضع شجرة عيد الميلاد أمام مقراتهم كعلامة على احترام المؤمنين اليهود.
وأشار قسيسية إلى أنه يسمع أحيانا تعليقات غير سارة في الشارع وعبارات مثل “ماذا تفعل هنا؟ اذهب إلى بيت لحم!” ومع ذلك، فهو يبتسم فقط ويتمنى لهم عيد ميلاد سعيد، متابعا “كلنا بشر ولدينا إله.. وأنا أفعل ذلك من أجل الحب والصداقة والسلام في الأرض المقدسة”.
وأضاف الشاب الأربعيني أنه كان يحب أن يلتقي بسانتا كلوز عندما كان طفلا، قائلا “أردت التحدث إلى بابا نويل وأن يسألني عما أريد لعيد الميلاد”.
ويتذكر أنه ارتدى بالصدفة قبل 14 عاما زي سانتا كلوز ورأى الحماس الذي أثاره ذلك في أطفال المدينة. بعد ذلك اشترى جملا وأخذ يتجول به في موسم الأعياد، وفي عام 2017 التحق بمدرسة سانتا كلوز في الولايات المتحدة لأول مرة.