سكان طهران يختنقون بالضباب الدخاني

السلطات الإيرانية تعلن انخفاض مسافة الرؤية إلى صفر في مدينة الأهواز التابعة لمحافظة خوزستان وإلغاء الرحلات الجوية بسبب الضباب.
الاثنين 2019/12/16
ضيق التنفس مزمن

طهران  – أجبر تلوّث الهواء المدارس على إغلاق أبوابها، الأحد، في أجزاء من إيران بينها طهران، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية، في حين تخيّم سحابة الضباب الدخاني منذ أيام على العاصمة المترامية والبالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، ومن غير المتوقع أن تتبدد قبل الاثنين مع توقع هطول أمطار.

وبلغ التلوّث في العاصمة مستويات “غير صحية بالنسبة للمجموعات الحساسة”، كما أعلنت السلطات انخفاض مسافة الرؤية إلى صفر في مدينة الأهواز التابعة لمحافظة خوزستان، وإلغاء الرحلات الجوية بسبب الضباب.

واستقبلت المستشفيات الإيرانية، ألفا و541 مريضا يعانون من مشاكل في القلب والتنفس جراء تلوث الهواء في البلاد.

وقال المتحدث باسم هيئة الطوارئ الإيرانية، مجتبى خالدي، الأحد، إن ألفا و541 شخصا نقلوا خلال الـ24 ساعة الماضية إلى أقسام الإسعاف بالمستشفيات متأثرين من تلوث الهواء في طهران، وإصفهان، والبرز، وغيرها من المدن المركزية.

وأوضح خالدي أن ألفا و51 شخصا في طهران دخلوا أقسام الإسعاف بالمستشفيات، منهم 570 شخصا يعانون من ضيق التنفّس، و971 شخصا يعانون مشاكل في القلب.

وحث خالدي، سكان طهران، وخاصة من يعانون من الحساسية تجاه التلوّث، على عدم الخروج إلا في حالة الضرورة، وارتداء الكمامة الواقية عند خروجهم.

وكشفت بيانات حديثة تعرض سكان العاصمة الإيرانية طهران لخسائر سنوية ناجمة عن تلوث الهواء تصل قيمتها إلى نحو 2.6 مليار دولار أميركي.

ونقلت صحيفة “كيهان” اللندنية التي تصدر من بريطانيا باللغة الفارسية منذ 40 عاما في تقرير لها عن البنك الدولي، أن الأسرة الإيرانية المكونة من 4 أفراد وتعيش في طهران تتكبّد خسارة سنوية تصل إلى 1200 دولار أميركي بسبب التلوث.

وتعدّ البنية الفيزيائية غير الملائمة لإعادة تدوير الهواء، والكثافة السكانية، وغازات العادم المنبعثة من السيارات القديمة والملايين من الدراجات النارية، من بين العوامل التي تزيد من معدل تلوّث الهواء في طهران.

وتصنّف طهران في المرتبة الـ12 في مجال المدن الأعلى تلوثا في العالم. وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 25 ميكروغراما من الجسيمات لكل متر مكعب هو الحدّ الأقصى لتلوث الهواء.وإذا زاد قياس الجسيمات عن 100 ميكروغرام يعد ذلك معدلا ضارا بالصحة، وإذا زاد عن 250 ميكروغراما فيعد ذلك مؤشر إنذار.

وأعلن نائب محافظ طهران محمد تقي زاده، مساء السبت، قرارا بإغلاق المدارس في العاصمة، عقب اجتماع لجنة الطوارئ المعنية بتلوث الهواء.

ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية قوله “أغلقت جميع مدارس طهران باستثناء منطقتي فيروز كوه ودمافند”، مضيفا، أن مدارس العاصمة قد تبقى مغلقة، الاثنين، اليوم الثالث من أسبوع العمل في إيران.

وأفادت الوكالة أنه تم تطبيق نظام سير بالتناوب بين لوحات التسجيل الفردية والزوجيّة للحدّ من عدد المركبات على طرق العاصمة إضافة إلى حظر سير الشاحنات في طهران.

وأكد زادة أنه سيتم تعليق جميع الأنشطة في مناجم الرمل العديدة في طهران. وخيّمت غيمة رمادية على طهران، الأحد، فحجبت رؤية الجبال المطلة على العاصمة من الشمال.

ووصل متوسط تركيز الجزيئات الخطرة المحمولة جوا إلى 145 ميكروغراما لكل متر مكعب خلال الساعات الـ24 حتى ظهر الأحد، وفقا لموقع حكومي متخصص.

ويتجاوز الرقم بستة أضعاف الحدّ الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والبالغ 25 ميكروغراما للمتر المكعب.وتجدر الإشارة إلى أن مشكلة تلوّث الهواء أصبحت منذ سنوات إحدى أخطر المشكلات التي تشهدها البلاد، وتعلن وزارة الصحة كل عام عن وفاة الآلاف نتيجة لذلك.

وأعلن نائب وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي في وقت سابق من هذا الشهر، أن 33 ألف شخص يفقدون أرواحهم سنويا، بسبب تلوث الهواء، الذي يفوق المعدل العام العالمي، بـ3.3 أضعاف.

وأشار رئيسي إلى أن تلوث الهواء يتسبب في العديد من الأمراض في المدن الكبرى بإيران، والقسم الأكبر من التلوث بالمدينة سببه المركبات الثقيلة والدراجات البخارية ومصافي النفط ومحطات الطاقة، بحسب تقرير للبنك الدولي، صدر العام الماضي.

ألقى بهزاد أشجعي، سكرتير اللجنة الفنية لترخيص السيارات في إيران، باللوم على مصنعي السيارات داخل بلاده، باعتبار أن عوادم هذه المركبات المحلية تعدّ من وجهة نظره السبب الأبرز في تلوث هواء العاصمة.

وذكر أشجعي أن إيران تحتل المرتبة 71 عالميا من حيث نصيب الفرد من السيارات نسبة إلى عدد السكان (إجمالي عدد سكان إيران 81 مليون نسمة)، معربا عن انزعاجه من الازدحام المروري المرتفع نسبيا في طهران.

ولفت المسؤول الإيراني، إلى أن مدنا عالمية كبرى مثل طوكيو تتضاعف بها أعداد السيارات عن العاصمة الإيرانية لكنها لا تشهد تلوثا في هوائها، داعيا في الوقت نفسه إلى تعزيز استخدام وسائل مواصلات بديلة أملا في تخفيض مستوى تلوث الهواء.

وذكر بهزاد أشجعي، أن بلاده لم تتخذ حتى الآن خطوة جادة بهدف إصلاح الثقافة المجتمعية المتعلقة باستخدام السيارات التي تؤثر على جودة الهواء في المناطق الحضرية.

وتتفاقم المشكلة في طهران خلال الشتاء، حين تتسبب قلة الرياح والهواء البارد ببقاء الدخان الضارّ فوق المدينة لعدة أيام، وهي ظاهرة تُعرف بالانعكاس الحراري.

20