حصيلة سلبية للسنة الأولى من تطبيق اتفاق ستوكهولم في غرب اليمن

الحديدة (اليمن) – لم ترتق النتائج المتحقّقة من اتفاق ستوكهولم الخاص بمحافظة الحديدة غربي اليمن بعد عام من توقيعه بين الفرقاء اليمنيين بالعاصمة السويدية أواخر العام الماضي، إلى المستوى المأمول، ولم تشكّل أساسا لسلام أشمل في البلاد وفق ما كانت تطمح إليه الأمم المتحدة برعايتها للاتّفاق.
ورغم صمود الهدنة المعلنة في الحديدة بموجب الاتفاق نفسه، إلاّ أن شيئا من بنوده لم ينفّذ بحَرْفيته، كما أن التهدئة كانت نسبية إلى حدّ بعيد ولم تؤد إلى حماية أرواح المدنيين.
وقالت منظمات دولية، الخميس، إنّ محافظة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن، شهدت سقوط أعلى حصيلة للضحايا منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وجماعة أنصارالله الحوثية الموالية لإيران قبل عام.
وجاء ذلك في بيان مشترك وقّعت عليه منظمات العمل ضد الجوع، وكير الدولية في اليمن، والمجلس الدنماركي للاّجئين، ومنظمة هانديكاب الدولية، والإغاثة الإسلامية، وهيئة الإغاثة الدولية.
كما وقّعت على البيان منظمة انترسوس، ومنظمة أطباء العالم الفرنسية، والمجلس النرويجي للاجئين، وأوكسفام، والطوارئ الدولية الأولى، وسيفرورلد، ومنظمة رؤيا أمل، ومنظمة زُوَا.
وقال البيان إنّه بعد مرور عام على توقيع اتفاق ستوكهولم “تظلُّ الحُديدة أكثر المحافظات خطرا بالنسبة للمدنيين في اليمن”.
الحديدة أكثر المحافظات اليمنية خطرا على المدنيين خلال 2019 وسقط فيها ربع من قتلوا في أنحاء اليمن
ووقعت خلافات عميقة على تفسير بنود الاتفاق ما جعل كل طرف من طرفيه يتمسّك بتفسيره الخاص له. ونجم عن ذلك تواصل القتال بشكل متقطّع.
وكثيرا ما تتهم الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية المتمرّدين الحوثيين بانتهاك الهدنة المعلنة واستغلالها لتحسين مواقعهم في الحديدة ذات الأهميّة الاستراتيجية التي تضم ميناء كبيرا على البحر الأحمر يمثّل شريان حياة رئيسيا للمناطق الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين، وهو ما ينفيه الحوثيون.
وأوضح البيان أن محافظة الحديدة شهدت سقوط أعلى حصيلة للضحايا المدنيين منذ توقيع الاتفاق مقارنة بالمحافظات الأخرى، حيث سقط فيها ربع إجمالي الضحايا المدنيين الذين قتلوا في البلاد خلال عام 2019.
ولفت البيان إلى أنّه رغم أن وقف إطلاق النار في المحافظة ومينائها يُعتبر بندا جوهريا وأساسيا للاتفاق، إلاّ أن الحديدة شهدت وقوع 799 ضحية من المدنيين منذ توقيع اتفاق ستوكهولم آخر العام الماضي. وتحدث البيان عن مقتل 1008 مدنيين في أعمال عُنف مسلح حتى الآن خلال هذا العام في اليمن. ودعا جميع أطراف النزاع، ومجلس الأمن التابع للأمم المُتحدة والدول ذات النفوذ إلى العمل معا والإسراع في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وقال “لقد حان الوقت لبناء الثقة من أجل السلام ابتداء بالاتفاق ووصولا إلى ما بعده، وذلك من خلال مُشاركة عائدات ميناء الحديدة لدفع الرواتب في جميع أنحاء البلاد، وكذلك إنهاء الجمود المُسيّس في قضية أزمة الوقود لأجل التوصّل إلى حلّها”.
وشدّد أيضا على وجوب أن يتم وقف إطلاق النار بشكل فوري في جميع أنحاء اليمن وبدء محادثات السلام التي طال انتظارها.
وفي 13 ديسمبر 2018، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون إلى اتفاق بالعاصمة السويدية ستوكهولم، تضمن وقف إطلاق النار وحل الوضع بالحديدة، إضافة إلى تبادل المعتقلين والأسرى وتفاهمات حول الوضع المتأزم بمحافظة تعز، غير أنه لم يتم تنفيذ الاتفاق بشكل فعلي حتى اليوم، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة تنفيذ الاتفاق.