لا جديد.. حزب الله يخنق تلفزيون الجديد

بيروت - حجبت قنوات لبنانية الاثنين تردّداتها عن كل شركات الكايبل المحلية التي أقدمت على قطع بث قناة الجديد في الضاحية الجنوبية.
والقنوات هي المؤسسة اللبنانية للإرسال (Lbci) وmtv وOTV والمستقبل اللبنانية.
وكان موزعو الكابلات قطعوا بث تلفزيون “الجديد” في الضاحية الجنوبية لبيروت، احتجاجاً على سياسة المحطة بحسب تعبيرهم.
وعلقت نائب رئيس مجلس إدارة قناة الجديد كرمى خياط، على قطع بث قناة الجديد في عدد من المناطق “نعيش في شريعة غاب وأصحاب الكابلات يقررون عن الشعب ويمنعونه من مشاهدة المحطة التي يريدها والسؤال هو لماذا يخافون من مشاهدة الجديد”.
وأضافت “أصحاب الكابلات يقولون بأنّ قراراً فرض عليهم بقطع ‘الجديد’، هل يقبل حزب الله أن يتم التصرف بهذه الطريقة؟”.
من جانبها، هاجمت قناة الجديد الخميس في مقدمة أخبارها المسائية حزب الله وقالت “إلى حزبِ الله الذي أعطى الأمرَ السياسيَّ بقطعِ بثِّ الجديد بالتوافقِ معَ أمل كتضامنٍ وتكافل.. عقوباتُكم أصابت جُمهورَكم والذي يؤمنُ بالجديد ويُصدّقُ على ملفاتِها”. وأضافت “وبكلِّ وضوح.. نقول: أصحابُ الكابلات وإلى أن يُنظر في تشريع وضعِهم فهم يأتمرونَ بأوامركم، وبعضُهم يخافُ على رزقِه فأيَّ صورةٍ تقدّمون؟ لقدِ انتهت أيامُ رستم غزالي وأَدواتِ العسس في لبنان.. ونحن في وطنٍ نرفُضُ فيهِ منظومةَ المطاوعة والأحكامَ العابرةَ للدولة أمرتُم.. فأطاعوا.. لكنّ الجديد لا تساومُ على الأرض ولو بلَغ تهديدُها الفضاء واجهْنا الكثير مَرَرنا تحتَ النار من دونِ انحناءة مقاومونَ نحن منذُ التأسيس ولن نسمحَ بأيِّ جدلٍ في ذلك”.
في سياق آخر، تجمّع عدد من الشبان الأسبوع الماضي أمام مبنى قناة “الجديد” مرددين هتافات مؤيدة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وتهاجم رئيس مجلس إدارة تلفزيون الجديد. كما تعرضوا للقناة بالإساءة والشتائم، وتوعدوا القناة: “قرّبت” و”راجعين”.
وحملت القناة من جانبها حزب الله المسؤولية عن أمن موظفيها.
وجاء في بيان في مقدمة أخبارها “مجموعاتٌ مِن حِزبِ الله بغطاء غير رسمي تُديرُ أمرَ عملياتٍ ضِدَّ الإعلام.. وما تعرّض ويتعرضُ له موظفو الجديد لا يقبلُه عقلٌ ولا دين.. افتراءاتٌ وشتائمُ وصورٌ إباحيةُ وتوزيعُ خُطوطِ زميلاتٍ وزملاء.. ومعظمُ الجيوش من البراغيتِ المُهاجمة تحتمي بصورةِ السيد حسن نصرالله لادّعاءِ الحَصانةِ الحزبية”.
وأضافت القناة “ومعَ استمرارِ القصفِ المركّزِ على الزملاءِ وأعراضِهم فإنّ الحزبَ صمَتَ عن الإدانةِ أو عن تسيطرِ بيان من بياناته الرادعة.. ولأن الصمتَ علامةُ الرضا فإنّ الجديد تحمّلُه اليومَ مسؤوليةَ هذا الهجومِ حتى يتبينَ العكس”.
وكانت قناة الجديد قبل قطع بثها استضافت مراسل قناة “المنار” السابق، عباس فنيش، في برنامج “يوميات ثورة”.
واشترط فنيش على مقدم الحلقة نيشان ديرهاروتيونيان عدم وجود مراسلة القناة، راشيل كرم، في البلاتوه نفسه.
وانسحبت راشيل كرم، التي كان من المقرر أن تشارك نيشان في محاورة فنيش.
واعتبر فنيش أن “الجديد” قامت في الأيام الأولى للتظاهرات بتبرير الشتائم.
وبرر فنيش اشتراطه استبعاد راشيل كرم من الحلقة، بموقف عبّرت عنه كرم في إحدى الحلقات التي بثتّها “الجديد” من ساحة الرياض الصلح في بدايات الثورة، حين استضافت راشيل مجموعة من المتظاهرين، الذين كان بينهم من استنكر ما أسموه “التعرض لحسن نصر الله”، وإنه “يجب استثناؤه من شعار كلّن يعني كلّن”، فكان تعليق المراسلة أنه “هناك من يقول أنّ حتى نصر الله هو من هذه الطبقة السياسية، وأنه “لو كان جبران باسيل رجل دين ما كان انسبّ؟”.
يذكر أن قناة الجديد عرفت بتقاريرها وبرامجها الاستقصائية التي وضعتها في مرمى الاتهامات والتهجمات من قبل الشخصيات والأحزاب السياسية، بسبب كشفها وثائق وقضايا فساد.