طبيبة نفسية تتحدى التقاليد بتدريب الكلاب في فلسطين

فلسطينية متخصصة في علم النفس تتخذ من تدريب الكلاب مهنة لها في ظل ندرة توفّر فرص العمل بقطاع غزة.
الأحد 2019/11/24
شغف مميز

غزة – اتخذت الفلسطينية، تاليا ثابت، المتخصصة في علم النفس، من تدريب الكلاب مهنة لها، في ظل ندرة توفّر فرص العمل بقطاع غزة.

تقف ثابت بجرأة كبيرة، أمام كلبها الألماني، الذي يُدعى “جوي فلسطين”، نجحت في التواصل معه، بعد أشهر طويلة قضتها الشابة في التدريب اليومي، حتّى بات أخيرا يألَفها ويفهم ماذا تريد منه.

هذا الكلب، ليس الوحيد الذي تدرّب على يدي الشابة، فهو واحد من عشرات الكلاب، التي نجحت في تدريبها.

هذا المشهد، يخالف الأعراف المجتمعية داخل قطاع غزة، والتي تعتبر مهنة “تدريب الكلاب”، إحدى المهن الخاصة بالرجال.

كسرت ثابت تلك القاعدة، وتحدّت التقاليد المجتمعية، وتعلّمت بشكل ذاتي، الطرق والوسائل الخاصة بـ”تدريب الكلاب”.

خطرت فكرة تدريب الكلاب لثابت منذ أشهر قليلة بعد أن تعرّض منزل عائلتها للسرقة. قررت العائلة آنذاك، تبنّي تلك الكلاب، من باب تأمين المنزل، وتوفير الحماية الشخصية لسكانه.

بدأت الشابة الفلسطينية بتدريب كلبيْن اثنيْن من خلال قدرتها على تبسيط المعلومة لهما، بطرق تطورت مع مرور الوقت. 15 دقيقة أو تزيد، هي المدة اليومية التي كانت تخصصها لكل كلب من أجل ترويضه وجعله أقل شراسة وأكثر طاعة.

الكثير من الحركات الترويضية التي علّمتها الشابة للكلاب مثل “الطاعة، والشراسة، والحراسة، وحماية الشخصيات، والبحث عن المتفجرات، وتعديل السلوك”.

وتحاول ثابت إيصال هذه الحركات إلى الكلاب من خلال تبسيط المعلومة إليها وترجمة الكلمة إلى حركات يسهل عليها التقاطها، مؤكدة أن ”موضوع تدريب الكلاب سهل جدا، وهو يعتمد على مدى تبسيط المعلومة للكلب بحيث يفهم أن هذه الحركة تعني كلمة معينة”.

وتعلمت ثابت هذه الأساليب عبر المواقع الإلكترونية، أو من خلال تواصلها مع مدربين أجانب للكلاب. تدريب الكلاب بالنسبة إليها أمر لا يخلو من الصعوبات أو المخاطر، فقد تعرّضت لعدد من الإصابات خلال تدريبها للكلاب، والتي تقول إنها كانت إصابات نابعة من سلوك المحبة لا من الشراسة.

“عضة في اليد”، كانت أخطر الإصابات التي تعرّضت لها، لكن ذلك لم يثنِها عن فكرة مواصلة تدريبها للكلاب، موضحة ”دائما أحاول أن أكون حذرة في تعاملي مع الكلاب، لكن معظم إصاباتي كانت نابعة من سلوك محبة يسلكه الكلب، فدائما ما تربطني بكلابي علاقة محبة”.

الشغف بتربية الكلاب، هو الدافع الوحيد الذي تمسّكت به ثابت من أجل مواصلة مسيرتها التدريبية، حسب قولها.

كما واجهت المدرّبة عددا من التحديات خلال رحلة تدريبها للكلاب جرّاء استمرار فرض الحصار على قطاع غزة، فهذا الحصار أثّر على دخول الأدوية البيطرية إلى غزة، فهي “غير متوفرة بالقطاع”، بالإضافة إلى أن بعض الأجهزة المخبرية اللازمة لإجراء التحاليل الطبية للكلاب.

وتأمل ثابت أن تخضع لدورة تدريبية واسعة ومتقدمة في دراسة الجانب النفسي للكلاب، وهو التخصص الغائب في قطاع غزة.

24