جلسة الرجال أكثر صحة وسلامة للنساء

عادات الجلوس عند المرأة يمكن أن تكون عامل خطر للإصابة العضلية الهيكلية لذلك ينصح بمحاكاة جلسة الرجل المفيدة لصحة العظام.
الجمعة 2019/11/22
طريقة جلوس الرجال توزع وزنا متساويا بين الرجلين

واشنطن- يفضل الرجال عادة الجلوس وأرجلهم متباعدة، أحيانا بشكل مبالغ فيه يجعلهم يشغلون أكثر من مقعد واحد. بينما تميل النساء للجلوس بتقريب الركبتين إلى بعضهما البعض أو بوضع رجل فوق أخرى.

يتكرر هذا المشهد بشكل يومي في وسائل النقل المشتركة والأماكن العامة. وقد يبدو الأمر غير ذي أهمية للوهلة الأولى، لكن اتخاذ تلك الوضعية لوقت طويل قد يصل إلى ساعات، خلال انتظار قدوم وسائل النقل أو عند تأخر موعد إقلاع الطائرات، خاصة، قد يسبب الكثير من الضرر على المفاصل والظهر.

ونقلا عن تقرير نشرته صحيفة الواشنطن بوست، تقول باربرا بيرجين، جرّاحة العظام في أوستن بالتكساس، إن محاكاة جلسة الرجل مفيدة لصحة العظام.

أطلقت بيرجين حملة تهدف إلى تشجيع النساء على الجلوس مثل الرجال، لقبتها باسم “سلام” (أس.أل.أي.أم). بدأت هذه الحملة عندما شعرت الطبيبة بآلام حادة في الورك. ففي عام 2010، عانت بيرجين -التي تبلغ الآن 65 عاما- من أعراض التهاب وآلام بين المفاصل والأنسجة الرخوة.

باربرا بيرجين أطلقت حملة تهدف إلى تشجيع النساء على الجلوس مثل الرجال
باربرا بيرجين أطلقت حملة تهدف إلى تشجيع النساء على الجلوس مثل الرجال

في البداية، ظنت جرّاحة العظام أن ظهور الأعراض الجديدة مرتبط بتقدمها في السن. لكنها أدركت أن كل تلك الآلام كانت تختفي في نهاية كل أسبوع، عندما تقود شاحنتها بدل التنقل بسيارتها الصغيرة التي تعودت الذهاب بها إلى العمل. وترى بيرجين أن سبب الألم ناتج عن اضطرارها لتقريب ركبتيها خلال الجلوس وراء مقعد سيارتها الضيقة.

تفسر الطبيبة أن حجم الحوض يكون أوسع لدى النساء وهذا يعني أن عظم الفخذ يدور داخليا من مفصل الورك. وهذا الدوران يمكن أن يتسبب في اصطفاف الركبتين داخل الوركين ويمكن أن يؤدي هذا الاختلال في حدوث ألم في الركبتين أو الوركين.

وبمجرد تشخيص حالتها، سارعت بيرجين بتشارك المعلومات مع مرضاها. وقالت إن الاستعداد الوراثي للنساء لما سمته بلغتها الأم في تكساس “جلسة السيدات” -الذي يكون عبر اتخاذ وضعية الجلوس بتقاطع الساقين أو بتقارب الركبتين- يفاقم الآلام أكثر.

تقول ميكا ماير، مؤسسة “بومونت إيتيكات” وهو  مكتب تعليمي واستشاري متخصص في قواعد اللياقة الاجتماعية وبروتوكول الشركات، “تاريخيا، كان أول ذكر لكيفية جلوس النساء في القرن الثالث عشر”. وأردفت أنه وفقا لكتيبات الآداب القديمة، تم تدريب النساء في تلك الحقبة على إبقاء ركبتيهن مضغوطتين للإشارة إلى العذرية.

استمر التقيد بتلك القواعد، خلال العصر الفكتوري قبل أن تخف حدتها خلال العصر الذي انتشرت فيه موسيقى الجاز، بشكل هائل.

تقول تشيسا هيداكا ، الطبيبة التي تدربت على جراحة العظام وتقوم بتدريس علم التشريح التطبيقي للحركة البشرية في مدرسة الرقص بكلية بارنارد لأكثر من عقد، “هناك بالتأكيد خصوصيات تشريحية أكثر شيوعا لدى النساء تعرّضهن لخطر أكبر في بعض مشكلات العضلات والعظام”. وتتابع “من المفيد أن نكتشف ما هي العوامل الاجتماعية والثقافية التي يمكن أن تتسبب في ذلك؟ لأن بذلك يمكننا تصنيف أي تأثير ثقافي أو اجتماعي كعامل خطير قابل للتعديل”.

وهذا هو هدف بيرجين، وهو جعل المرأة تدرك أن عادات الجلوس يمكن أن تكون عامل خطر للإصابة العضلية الهيكلية وأنها قد تكون قادرة على تجنب الأوجاع عن طريق رفض الجلوس بالضغط على رجليها.

12