الاستقالات تتوالى في "الأخبار" اللبنانية ردا على شيطنتها الحراك

صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله تغتنم أي فرصة للنيل من الحراك والتحريض ضده في تغطيتها الإخبارية واتهام المتظاهرين بأنهم مدفوعون من سفارات خارجية.
الأربعاء 2019/11/06
أخبار على مزاج "الأخبار"

تتخذ صحيفة الأخبار اللبنانية موقفا مناهضا للحراك الشعبي في مختلف المناطق اللبنانية، تماشيا مع موقف حزب الله، وهو ما اضطر عددا من الصحافيين إلى إعلان استقالتهم ردا على هذه التغطية المنحازة.

بيروت- تتوالى استقالات كتاب وصحافيين من صحيفة الأخبار اللبنانية بسبب انحيازها في تغطية الحراك الشعبي في مختلف المناطق اللبنانية، وإصرارها على فرض نظرية المؤامرة على الصحافيين خلال تناولهم للمظاهرات.

وأعلنت الصحافية فيفيان عقيقي الثلاثاء في تدوينة على موقع فيسبوك أنها “تقدّمت باستقالتها من العمل في صحيفة الأخبار لأسباب مهنية متعلقة بتغطيتها للانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر 2019، ولغيرها من الأسباب المتراكمة والمتعلّقة بالأداء المهني للصحيفة ولم تتم معالجتها يوما”.

وأضافت عقيقي في منشورها “أشكر صحيفة الأخبار على الفرصة التي منحتني إياها منذ أربع سنوات، والتي خضت تجربتها تحت إشراف الزميل محمد زبيب منذ اليوم الأول، ولكني اليوم لم أعد أجد نفسي فيها”.

لكن الصحافي محمد زبيب أيضا سبقها بإعلان الاستقالة قبل أيام قليلة، وهو مسؤول القسم الاقتصادي وعن ملف “رأس المال” في الصحيفة، وكتب الأسبوع الماضي، على فيسبوك “صدر ملحق رأس المال اليوم من دوني ومن دون غسان ديبة وآخرين كانوا من رواد هذه التجربة. منعا لأي التباس، تقدّمت باستقالتي من صحيفة الأخبار في الأسبوع الماضي احتجاجا على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة. وبالتالي لم أعد مسؤولا عن هذا الملحق”.

كما تقدمت الصحافية صباح أيوب باستقالتها من جريدة الأخبار»نتيجة لتراكم أسباب آخرها أداء الجريدة في تغطية انتفاضة 17 تشرين الشعبية، وفق ما أكدت في تغريدة على تويتر.

وكانت أولى الاستقالات منذ أسبوعين تقريبا حيث أقدمت الصحافية جوي سليم على تقديم استقالتها وأعلنتها على صفحتها الشخصية على فيسبوك، وكتبت “الأيام الماضية كانت حاسمة بالنسبة لي، بعدما خاب أملي من تغطية الصحيفة للانتفاضة التي عَمِلَت لأشهر (ولسنوات ربما) على تقديم أدلة على ضرورة حدوثها”.

وتعد صحيفة الأخبار مقربة من حزب الله، الذي يعتبر من أشد المناهضين للحراك الشعبي خصوصا بعد أن أكد المتظاهرون في شعارهم “كلن يعني كلن” أن حزب الله وزعيمه حسن نصرالله على رأس لائحة السياسيين الذين يجب الإطاحة بهم، وتحرير البلاد من سلطتهم، لذلك كان موقف صحيفة الأخبار سلبيا من المظاهرات الشعبية، وتغتنم أي فرصة للنيل من الحراك والتحريض ضده في تغطيتها الإخبارية واتهام المتظاهرين بأنهم مدفوعون من سفارات خارجية تستهدف البلاد وسلاح “المقاومة”.

ولفتت الصحافيّة جوي سليم إلى أنّ “صحيفة الأخبار تحوّلت من مؤيّدة للحراك إلى صحيفة تتبنّى وجهة النظر السياسيّة التي تعتبر أنّ هناك مؤامرات خارجيّة وتمويلا من السفارات لهذه الحركة”.

أفادت مصادر داخل الصحيفة بأن الخلافات الحاصلة في أروقة الجريدة سياسيّة بامتياز، على خلفية وجود وجهات نظر مُختلفة

وأضافت “في أوّل يومين، واكبت الصحيفة الحراك الشعبي الذي انتظرناه منذ سنوات عدّة، لكن في اليوم الثالث من الاحتجاجات تبدّل الخطاب، وأصبح يميل ويتماهى مع خطاب حزب الله، إذ كتبت افتتاحيّة عن خطر الفوضى”.

ويبدو أن تماهي الصحيفة الشديد مع سياسات حزب الله وراء موقفها المهادن للحراك في البداية، ثم الانقلاب المفاجئ بالتزامن مع خطاب نصرالله، الذي لم يستطع الصمود بالمهادنة مع الشعب، وشكك بعفوية التظاهرات التي تجتاح لبنان، مشيرا إلى وقوف جهات وراءها لتمويلها.

كما حذر نصرالله، في خطابه الأوّل عقب انطلاق الاحتجاجات، من أن تؤدّي المظاهرات إلى “حرب أهليّة” محتملة.

ولم تنف سليم، خلال حديثها، أنّ هناك فئات في السلطة تحاول ركوب موجة الانتفاضة، مُشدّدة على أنّه “لا يُمكن توجيه اتهامات للحراك، ومحاولة تشويهه وتخوينه لأنّ الحراك ولد من رحم معاناة الشعب اللبناني”.

وحول مقاربة ومعالجة الصحيفة للحراك، قالت “كانت لغة الصحيفة مؤامراتيّة علما أنّها بكامل طاقمها ليست ضدّ الثورة، وغالبيّة الذين يعملون هناك لا يتبنّون السياسة التحريريّة التي تنتهجها”.

واستغربت سليم أنّه منذ حوالي شهر، كتب رئيس صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين افتتاحيّة يلوم فيها الشعب اللبناني على عدم تحرّكه وانتفاضته.

وأفادت مصادر داخل الصحيفة بأن الخلافات الحاصلة في أروقة الجريدة سياسيّة بامتياز، على خلفية وجود وجهات نظر مُختلفة.

وانطلقت الاحتجاجات في 17 أكتوبر الماضي، بعد إقرار مجلس الوزراء لضرائب جديدة بموازنة 2020.

18