استثمارات التكرير الخليجية تقفز إلى 140 مليار دولار

مساع من المنتجين الإقليميين إلى دمج أعمالهم وتعزيز تنافسيتهم العالمية، إلى جانب توسيع قدراتهم الإنتاجية في الأسواق العالمية الرئيسية.
الخميس 2019/10/31
مستقبل تنافسي

دبي - رجح محللون أن تتسارع وتيرة أعمال قطاع الكيمياويات الخليجي خلال السنوات المقبلة بعد أن ساعدت أنشطة الاندماج والمشاريع الاستثمارية في هذا المجال منذ بداية العام الحالي في تحقيق قفزة غير مسبوقة.

وكشف تقرير حديث للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) تلقت “العرب” نسخة منه أن قيمة الاستثمارات المرتبطة بقطاع الصناعات الكيماوية في منطقة الخليج، تخطت خلال الأشهر العشرة الأولى من 2019 مستوى 140 مليار دولار.

وأرجع جيبكا، وهو الكيان الممثل لشؤون القطاع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ذلك إلى الدعم الكبير المقدم من أنشطة الاندماج والاستحواذ وصفقات المشاريع المشتركة، التي كانت الشركات الخليجية طرفاً فيها.

وحظيت الاستثمارات في الأسواق الإقليمية والعالمية التي تتجاوز قيمتها مليارات الدولارات في مجالات البتروكيماويات والتكرير والتوزيع والتخزين والكيماويات، بدفعة قوية بفضل الشراكات الاستراتيجية المبرمة بين الجهات الفاعلة الإقليمية والشركات الكُبرى متعددة الجنسيات.

ويشير هذا الاتجاه إلى احتمالية أن تشهد أنشطة الاندماج والاستحواذ خلال العام الجاري نمواً ملحوظاً في المنطقة.

وهناك مساع من المنتجين الإقليميين إلى دمج أعمالهم وتعزيز تنافسيتهم العالمية، إلى جانب توسيع قدراتهم الإنتاجية في الأسواق العالمية الرئيسية التي تشهد معدلات نمو مرتفعة.

وتسعى دول خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات وسلطنة عمان والكويت إلى توسيع طاقتها من المنتجات المكررة والبتروكيماويات، إضافة إلى تطوير وحدات تسويقية لتصدير الإنتاج للخارج وتوسيع حصصها في السوق العالمية.

تطوير الاستثمارات في أنشطة التكرير
تطوير الاستثمارات في أنشطة التكرير

واستحوذت أرامكو السعودية العملاقة قبل أشهر على الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في صفقة بقيمة اقتربت من 70 مليار دولار لتعزيز طموحاتها في أنشطة التكرير.

كما تعهدت كل من شركة النفط العمانية ومجموعة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربيك)، أثناء الإعلان عن هيكليتهما التنظيمية الجديدة في ديسمبر الماضي، باستثمار 28 مليار دولار خلال الأعوام العشرة المقبلة.

وقال عبدالوهاب السعدون الأمين العام لجيبكا “تُظهر المشاريع المشتركة والاندماجات والاستحواذات الأخيرة دور الشراكات في التوجه الاستراتيجي المستقبلي للقطاع ومواصلتها ترسيخ مكانة منطقة الخليج كمركز عالمي لإنتاج الكيماويات”.

وأوضح أن هذه التطورات ستفضي إلى الارتقاء بمستوى التنافسية في قطاع الكيماويات على المستوى الإقليمي، وذلك من خلال تمكينها من تحقيق الوفورات في الأحجام وتسريع وتيرة الابتكار وتعزيز الريادة السوقية.

وأضاف “يُمكننا التنبؤ بظهور المزيد من هذه التحالفات واسعة النطاق على امتداد سلاسل القيمة، خاصة الشراكات المبنية على أسس متينة ومستقرة وتستند على أحدث التقنيات عبر جميع القطاعات”.

ويتوقع أن تؤدي تلك الخطوات إلى تجمع بين الموارد وإمدادات المواد الخام، والمعلومات الفنية الخاصة بتطبيقات المنتجات، وإمكانية النفاذ إلى الأسواق الدولية ذات معدلات نمو مرتفعة.

ويقول خبراء إن الإقبال على الشراكات التي تُساعد الأطراف الفاعلة في قطاع الكيماويات سيزداد في السنوات المقبلة بهدف الحفاظ على مرونتها وسرعتها وقدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية.

ويأتي إعلان المؤشرات قبل شهر واحد تقريبا من انعقاد الدورة الـ14 لمنتدى جيبكا السنوي في الفترة الفاصلة ما بين 3 و5 ديسمبر المقبل في مدينة جميرا بدبي.

وتسلط الدورة التي ستحمل شعار “النجاح عبر الشراكات الاستراتيجية” الضوء على الدور الذي تلعبه الشراكات المُعزَّزة بمنظومة سلاسل القيمة، في زيادة تنافسية القطاع.

11