ضوء أخضر لقوات مكافحة الإرهاب لقمع المحتجين في ساحة التحرير

بغداد - كشفت مصادر أمنية عراقية عن خطط حكومية جاهزة لاقتحام ساحة التحرير في بغداد من قبل قوات مكافحة الإرهاب، بعد قرار حظر التجوال الذي فرضته حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ليلا في بغداد للأشخاص والمركبات.
وقالت المصادر إن الحكومة ستجرب تحريك دفعات من قوات مكافحة الإرهاب لقمع الاحتجاجات، لكنها لا تقدّر مستوى الممانعة الذي سيبديه المحتجون.
ونصح كبار قادة القوى الأمنية رئيس الحكومة بخطة تحريك دفعات وليس خطة القبضة الواحدة لأن المحركات للاحتجاج غير مفهومة سياسيا، ولا يمكن توقع ردة الفعل المقابلة من قبل مجاميع المحتجين.
وعزت مصادر أمنية عراقية تلك الخطة إلى أن حكومة بغداد تدرك أن نسبة نجاح عملية قمع المحتجين متساوية في النجاح والفشل حسب خططها الأمنية.
يأتي ذلك إثر مقتل ستة متظاهرين في بغداد، الاثنين، خلال محاولة تفريق تظاهرات من قبل القوات الأمنية. وبذلك يرتفع عدد قتلى الموجة الثانية من التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت الجمعة في العراق إلى 81 قتيلا.
وتعمل الحكومة على تقييد حركة المتظاهرين مساء، بانتظار أن يخف الحضور في ساحة التحرير، لتقتحمها، بهدف الحد من الإصابات في صفوف المتظاهرين.
ووجدت الحكومة تواطؤا ودعما من قبل زعماء كتل سياسية لدعم أجندتها في إنهاء الاحتجاجات عبر إعلانات سياسية ووعود تسعى لإقناع المتظاهرين بإنهاء الاحتجاجات.
وتعالت هتافات المحتجين في بغداد والناصرية وميسان والسماوة ضد رجل الدين مقتدى الصدر، معتبرة أنه جزء من النظام القائم الذي لا يعبأ بدماء المحتجين بعد مقتل العشرات منهم.
وطالب مقتدى الصدر الاثنين رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة تشرف عليها الأمم المتحدة وتخلو من الأحزاب السياسية الحالية.
وكانت كتلة الصدر، التي حلت في المركز الأول في انتخابات العام الماضي وساعدت في وصول تحالف عبدالمهدي الهش إلى السلطة، قالت السبت إنها ستتحول إلى المعارضة إلى أن يتم الوفاء بمطالب المحتجين المناوئين للحكومة.

ونقل مراسلو وكالات الأنباء العالمية في بغداد عن عدد من المحتجين قولهم إن دعوة الصدر لا تعدو أن تكون إلا محاولة لإنقاذ النظام السياسي الفاسد.
ونقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في بغداد عن أحد المتظاهرين في ساحة التحرير صيحات تقول “الصدر (…) السيستاني عار”.
فيما نقل مراسل صحيفة أوبزيرفر البريطانية عن الجندي العراقي السابق كاظم قوله “يظنون أنهم يخيفوننا نحن لم نخش داعش، فلماذا علينا أن نخاف من هؤلاء اللصوص؟ حين يضربوننا يظنون أننا سنخاف ولكن لا، إنهم في الحقيقة يزيدوننا إصرارا”.
في الوقت نفسه تضغط الحكومة بشدة لضبط دوام الدوائر والكليات والمدارس، لكنها فوجئت بتمرد واسع جدا في الكليات والمدارس التي خرجت في تظاهرات حاشدة امتدت من بغداد إلى مدارس وجامعات محافظة ذي قار، وعزز الإضراب إعلان نقابة المعلمين العراقيين عن إضراب شامل في بادرة هي الأولى بين النقابات العراقية.
وقررت قيادة عمليات العاصمة العراقية بغداد في بيان فرض حظر للتجوال من منتصف الليل إلى السادسة صباحا.
وقال البيان الصادر عن خلية الإعلام الأمني إن حظر التجوال يشمل الأشخاص وسير المركبات والدراجات النارية والهوائية والعربات بمختلف أنواعها اعتبارا من الساعة الثانية عشرة وإلى غاية الساعة السادسة صباحا وحتى إشعار آخر.
يأتي ذلك وسط تجدد المظاهرات الاحتجاجية الاثنين في بغداد، وعدد من المحافظات لليوم الرابع على التوالي للمطالبة بتحقيق مطالبهم بإقالة الحكومة العراقية وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.


