واشنطن تطالب مجلس الأمن بتجديد حظر الأسلحة على إيران

تواصل واشنطن بلا هوادة محاصرة الاستراتيجية الإيرانية للعبث بأمن الخليج وذلك بعد ورود تقارير عن اعتزام النظام في طهران توريد شحنة من الأسلحة المتطورة لدعم أنشطتها وتقوية ميليشياتها في سوريا ولبنان واليمن، فيما غادرت اليابان مربع التحفظ حيال تهديدات طهران بإعلان انضمامها إلى القوة الأميركية لتأمين ناقلات النفط في مضيق هرمز.
واشنطن – طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة، مجلس الأمن الدولي بتجديد حظر على الأسلحة ضد إيران، فيما تواصل واشنطن فرض أقصى الضغوط على طهران التي ترزح تحت وطأة العقوبات الأميركية القاسية.
وجاءت دعوة رئيس الدبلوماسية الأميركية، في تغريدة على تويتر، في إطار سياسة ممارسة أقصى الضغوط على طهران والتصدي لأعمالها العبثية في الشرق الأوسط.
وقال بومبيو ”بسبب الاتفاق المعيب مع إيران، فإن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران سينتهي في غضون عام واحد، وستتمكن دول مثل روسيا والصين من بيع أسلحة متطورة لإيران، النظام هناك سيكون حرا في بيع الأسلحة لأي شخص، سيؤدي هذا إلى سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط”.
وخلال محادثات جمعته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد بومبيو على الجهود الأميركية الإسرائيلية للتصدي لإيران وذلك في محاولة على ما يبدو لتهدئة مخاوف إسرائيل من أن طهران قد تستغل الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا في تعزيز العبث بأمن المنطقة.
وأضاف بومبيو أنه ناقش مع نتنياهو “كل الجهود التي بذلناها من أجل التصدي للتهديد الذي تمثله إيران ليس لإسرائيل فحسب بل (أيضا) للمنطقة والعالم”.
وتابع “تبادلنا الأفكار حول كيفية ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط معا وكيف سنكثف جهودنا من أجل التصدي لجميع التحديات التي يواجهها العالم هنا في الشرق الأوسط”.
ولم يُخف بومبيو توجس واشنطن من امتلاك إيران أسلحة متطورة قائلا “إذا كنت قلقًا بشأن سلوك طهران الآن، تخيل ما الذي ستفعله إيران بصواريخ وطائرات مسيرة ودبابات وطائرات متطورة، يجب على مجلس الأمن تجديد حظر الأسلحة”.
وتأتي مخاوف الولايات المتحدة غداة استهداف الميليشيات الحوثية الموالية لإيران في اليمن لمنشآت أرامكو النفطية في السعودية، في شهر سبتمبر الفارط، إذ أدانت آنذاك كل من السعودية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة هذا العمل متهمة إيران بالوقوف وراءه.
وجاءت تحركات إيران الرامية إلى زعزعة استقرار المنطقة بعد انسحاب واشنطن في العام الماضي من الاتفاق النووي الذي أبرمته برفقة بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، مع إيران، واصفة إياه بالكارثي، وفرضت عقوبات قاسية على إيران.
وقبيل تنفيذ هذه الهجمات حاولت إيران مرارا أن تستفز العديد من الدول الأخرى من خلال الاعتداءات المتكررة على السفن البحرية، لاسيما النفطية منها، التي تمر عبر مضيق هرمز، ما اضطر دولا عديدة إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمنع أي هجمات محتملة.
ويرى متابعون أن واشنطن وطهران تحاولان الابتعاد عن مواجهة مباشرة لذلك تميزت المعركة بين الطرفين بتشديد العقوبات من قبل واشنطن ومحاولة طهران استعراض قوتها، لكن هذا الاستعراض بات يهدد أمن الشرق الأوسط وفقا لهؤلاء، خاصة بعد حشر إيران نفسها في العديد من الصراعات على غرار الأزمة السورية واليمنية.
وأعلنت اليابان التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، الجمعة، على لسان أحد مسؤوليها، بأن طوكيو تعتزم إرسال قوات الدفاع الذاتي إلى مضيق هرمز بهدف تأمين السفن التي تمدها بالنفط من ناحية، وتأمين الوضع في الشرق الأوسط من ناحية أخرى.
ونقلت هيئة الإذاعة الوطنية اليابانية عن مسؤول لم تسمّه قوله إن “اليابان ستواصل العمل عن قرب مع الولايات المتحدة الأميركية لتأمين ممرات الشحن في الشرق الأوسط”.ومن المقرر أن يتم إرسال مدمرات قوات الدفاع الذاتي البحرية وطائرات دورية إلى الخليج، بحسب المصدر نفسه.
ومن الواضح وفقا لمراقبين أن التحرك الياباني سيعزز ضمان التنقل الآمن في مضيق هرمز دون أن تطاله التهديدات الإيرانية.وتشير مصادر يابانية إلى أن عملية نشر القوات ستكون جزءاً من أنشطة “المسح والبحث” الخاصة بقوات الدفاع الذاتي التي ينص عليها القانون.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية اليابانية إن “الخطوة تهدف إلى ضمان سلامة السفن اليابانية”.
وبالرغم من أن هدف التحرك الياباني غير المعلن هو مواجهة التهديدات الإيرانية شدّد المسؤول الياباني على أن طوكيو ستطلع الولايات المتحدة وإيران على مخططها، مؤكدا أن طوكيو لن تنضم إلى أهم حليف لها في البعثة الأمنية وهو الولايات المتحدة
بسبب علاقاتها الاقتصادية القوية مع إيران.
وتتزامن هذه المستجدات مع شن الولايات المتحدة الأميركية هجوما سيبرانيا على المنظومة الدفاعية الإلكترونية الإيرانية الشهر الماضي كرد مباشر على استهداف أرامكو في محاولة من واشنطن لضرب أهداف استراتيجية دون أن تكون هناك خسائر فادحة سواء بشرية أو غيرها.
ويرى محللون أن التعامل الأميركي مع طهران يتسم بالرصانة حيث أعلن البنتاغون، الأسبوع المنقضي، نشر ثلاثة آلاف جندي أميركي إضافي ومعدات عسكرية، بينها صواريخ باتريوت ومنظومة “ثاد”، في السعودية في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة لمواجهة التوترات الإقليمية.