الإجراءات القطرية تفشل في حماية عمال منشآت المونديال

تقرير لصحيفة بريطانية يكشف أن المئات من العمال الوافدين يتم استغلالهم للعمل لساعات طويلة وفي درجات حرارة عالية، ما قد يعرضهم لخطر الموت.
الأربعاء 2019/10/02
استغلال يصل إلى حدّ العبودية

الدوحة - لم تلق الدعوات الدولية والأممية إلى تحسين ظروف العمالة الأجنبية، أذانا صاغية لدى السلطات القطرية التي تنتهج سياسات المراوغة والمماطلة للتهرب من وعود قطعتها في السابق للتصدي لهذا الاستغلال للعمال الأجانب الذي يتعارض مع قوانين العمل وحقوق الإنسان.

وسلّط أكثر من تقرير الضوء على تجاوزات كثيرة على حقوق العمال الأجانب في قطر قالت دوائر حقوقية إنها ترتقي إلى مرتبة الاضطهاد الممنهج بدليل خطورة النتائج التي ترتبت عليها وبلغت حدّ وفاة أعداد من العمال لأسباب تتصل بظروف عملهم.

وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير صادر لها فيما يخص ملف العمالة الأجنبية في قطر، إلى أن المئات من العمال الوافدين يتم استغلالهم للعمل لساعات طويلة وفي درجات حرارة عالية، بسبب الاستعدادات لمونديال 2022، ما قد يعرضهم لخطر الموت.

ولفت التقرير إلى أن محلل الطقس في الصحيفة يقول إنه على الرغم من الخطوة التي اتخذتها السلطات القطرية إلا أنها لن تحمي العمال من التعرض لدرجات الحرارة العالية، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات بحسب أطباء القلب.

ورغم وعود الدوحة، بإجراء تعديلات كبيرة في تعاملها مع العمالة الوافدة، إلا أن الإجراءات تظل شكلية ولا تغير شيئا في الظروف الصعبة التي يعمل بها العمال، وسط اتهامات قطر بالتخاذل في هذا الشأن.

ويؤكد تقرير الصحيفة البريطانية أن الأمر لا يقتصر على ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل يتعداه إلى ظروف ونوعية المسكن المخصص لهؤلاء العمال، من غرف مزدحمة وقذرة.

Thumbnail

إضافة إلى عدم تلقي المصابين والمتعبين منهم الرعاية والعناية الصحية المناسبة، كما أن البعض منهم لم يحصل إلى الآن على كروت الرعاية الصحية التي تخولهم الحصول على الرعاية الصحية مجانا أو برسوم زهيدة.

ويقول التقرير إن البعض من العمال قد تمر عليه ثلاثة أشهر دون الحصول على راتب، وقد يتعرض البعض منهم للضرب والإهانة باستخدام ألفاظ نابية من قبل المشرفين عليهم.

ويصل عدد العمال الذين يعملون في مجال البناء، بحسب التقرير إلى 1.9 مليون عامل من نيبال والهند وبنغلاديش وباكستان وأغلبهم من الشباب.

وفي السياق ذاته، قال نيك ماكجيهان، مدير منظمة "فير سكوير بروجيكتس"، التي أجرت تحقيقًا عن الإجهاد الحراري وحقوق العمال الوافدين، إنه مع تبقي عامين على كأس العالم، يجب التحقيق في الأعداد المرتفعة لوفيات الشباب الناتجة عن السكتات القلبية في قطر.

ولفت إلى أنه لعدة سنوات كان نشطاء حقوق الإنسان يعملون على رفع الوعي بآثار الإجهاد الحراري على معدل وفيات العمال، لكن لا تزال مستمرة.

وفي ظل التلكؤ القطري حيال إجراء إصلاحات جذرية لظروف العمالة  ومع وصول عمّال منشآت كأس العالم إلى مرحلة اليأس من إيفاء قطر بوعودها للمجتمع الدولي بتحسين ظروفهم، أطلق العشرات من العمّال احتجاجات تصدّت لها السلطات القطرية بعنف، فتحوّلت إلى أعمال شغب.