سنو وايت الحقيقية ليست أميرة

بافاريا (ألمانيا) – عندما ماتت “سنو وايت” بعد تناولها التفاحة المسمومة من زوجة أبيها، وجد الأقزام السبعة أنها جميلة لدرجة صعّبت عليهم عملية الإقدام على دفنها.
وبدلا من دفنها، وضعوها في تابوت زجاجي عليه نقش ذهبي، لإظهار أنها ابنة أحد الملوك.
وتعتبر تلك هي – على الأقل – الأحداث التي وردت في رواية “الأخوان غريم” الشهيرة للقصة الخيالية. ولكن مسألة وضع “سنو وايت” الحقيقية في تابوت زجاجي، لا تزال موضع شك وقد زاد ذلك أكثر، بعد إعادة اكتشاف قبر خاص بماريا صوفيا فون إرتال، التي قيل إنها سبب الإلهام وراء أحداث القصة الخيالية الشهيرة، وهي ابنة صانع مرايا محلي.
ولا يتبقى سوى القليل من الآثار عن حياة ماريا صوفيا في دير ببلدة بامبرغ بولاية بافاريا.
وكان أول شخص يشير إلى أنه من الممكن أن تكون ماريا صوفيا، هي مصدر الإلهام وراء قصة سنو وايت، هو صيدلي محلي يحمل اسم كارل هاينز بارتلز.
وكان بارتلز يحتسي مشروبا في حانة النبيذ المحلية التي يعتاد التردّد عليها في “لور آم ماين”، عندما لاحظ وجود مرآة عتيقة على الحائط. وكان هناك نقش مزخرف على الإطار العلوي من المرآة، يحتوي على عبارة “حب الذات”.
وجعله ذلك يفكر في “المرآة الموجودة على الحائط” في قصة “سنو وايت والأقزام السبعة”، وعما إذا كانت القصة لها أصول محلية. وقد بدأ بارتلز عملية بحث، وسرعان ما عثر على ماريا صوفيا، وهي ابنة صانع مرايا محلي.
وكلما كان يكتشف المزيد عن حياة النبيلة ماريا صوفيا، كلما كانت أوجه التشابه تبدأ في الظهور. وفي عام 1986، نشر فرضية عن النتائج التي توصّل إليها.
وكانت ماريا صوفيا نشأت بالقرب من “لور آم ماين” في قلعة كورمينز، في بلدة تاوبربيشوفسهايم. وعندما كانت في سن الـ18، تزوج والدها – صانع المرايا – من زوجته الثانية، التي كانت تعتبر متسلطة وغير عادلة.
وتقع قلعة كورمينز في غابة شبيسارت البرية. ويمر مسار للمشي هناك من “لور آم ماين” فوق سبعة جبال. وقد اعتاد عدد قليل من الناس في المنطقة، العمل في مجال التعدين، وكانوا يرتدون أردية ذات قبعات، لتحميهم من الصخور المتساقطة.
أما بالنسبة إلى التابوت الزجاجي والنعال الحديدية، فإنه من المعتاد في المنطقة منذ قديم الزمان، صناعة الأعمال الزجاجية، بالإضافة إلى تجارة الحديد. أما بالنسبة للتفاح، فهناك أيضا العديد من بساتين التفاح الموجودة على طول الطريق الجبلي هناك.
وبناء على نظرية بارتلز، فإن “لور آم ماين” قد أعادت تقديم نفسها بأنها مسقط رأس سنو وايت، وبدأت في استخدام القصة للتسويق لنفسها للسياح.
وكان الأخوان غريم يعيشان على بعد 70 كيلومترا فقط، في نفس الفترة التي كانت تعيش فيها ماريا صوفيا تقريبا.