مواقع التواصل الاجتماعي تساعد كندا في البحث عن قاتل إسراء غريب

مونتريال- تحاول السلطات في كندا معرفة ما إذا كان المشتبه به في قتل أخته الشابة الفلسطينية إسراء غريب قد دخل كندا أم لا.
وكان المشتبه به، الذي يُدعى إيهاب غريب، وفقاً لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين نشروا صورته بكثافة مرفوقة بعبارة “العار” مكتوبة على جبينه، أحد الجناة في جريمة القتل التي تعرَّضت لها أخته إسراء غريب.
ومنذ أكثر من أسبوعين، تعجّ شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بدعوات موجَّهة إلى كندا، تطالبها باعتقال إيهاب غريب، أو تقديم معلوماتٍ عن مكان وجوده.
وقد حثَّت بعضُ الرسائل أولئك الذين قد يعرفون مكان وجود إيهاب غريب في كندا حالياً على الاتصال بخطوط هيئة الهجرة واللاجئين الكندية، المخصَّصة للإبلاغ عن الجرائم. فيما أرسِلت رسائل أخرى إلى حساب الهيئة على تويتر مباشرةً. ودعا الكثيرون كندا إلى فعل الشيء الصحيح، وعبَّروا عن اعتقادهم بأنَّ كندا -على عكس الدول العربية- ستُصدر عقوبة قاسية.
وتذكر العديد من التقارير أنَّ إيهاب غريب مواطنٌ كندي، مشيرةً إلى أنَّه عاد إلى كندا بعد الجريمة. وقالت شبكة “سي.بي.سي نيوز” الكندية، إن السلطات الكندية لم تعثر حتى الآن على أدلةٍ تفيد بأنَ القاتل دخل كندا من قبل، كي تبدأ بها عملية البحث.
وقال لؤي زريقات، المتحدث باسم شرطة السلطة الفلسطينية، للشبكة الكندية إنَّ إيهاب غريب ليس له صلات كندية، بل لديه صلاتٌ يونانية. وأصبحت إسراء غريب رمزًا جديدًا للحركات النسائية العربية. وانتشرت صورها وقصتها على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
واعتقلت السلطات الفلسطينية، التي كانت بطيئة في البداية في المشاركة في القضية، بعض أفراد أسرة غريب واستجوبتهم، وقالت الخميس إن نتائج تحقيقهم تشير إلى أنها تعرّضت إلى ضرب مبرح أدى إلى وفاتها.
يذكَر أنَّ إسراء غريب ماتت في 22 أغسطس الماضي، بعد تعنيفها من قبل أفراد أسرتها، الذين ذُكِر أنَّهم كانوا غاضبين من مقطع فيديو نشرته على سناب شات، يعرض لقائها مع خطيبها قبل الزواج. وليس واضحا ما إذا كان السلطات قد احتجزت إيهاب غريب، الذي ذكرت عدة تقارير أنَّه عاد إلى قريته بيت ساحور في الضفة الغربية المحتلة لقتل أخته.
وقال جيوم بيروب المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الكندية لشبكة “سي.بي.سي نيوز”، إنَّ الوزارة “تتابع القضية”. وأضاف “العنف القائم على النوع الاجتماعي أمرٌ بغيض، وحكومتنا تبذل جهدا محليا ودوليا لإنهائه إلى الأبد”.
فيما قال مسؤولٌ كندي فيدرالي آخر، رفض الكشف عن هويته، لشبكة “سي.بي.سي نيوز”، إنَّ وزارة الشؤون الخارجية طلبت من مكاتبها في رام الله وتل أبيب التحقيق في القضية، ومعرفة مكان وجود إيهاب غريب.
وتُجري هيئة الهجرة واللاجئين والجنسية في كندا فحصا على جوازات السفر، لمعرفة ما إذا كان غريب قد دخل البلاد مؤخراً. وذكرت الهيئة أنَها لم تصل إلى أي شيء حتى الآن.
ومع ذلك، تواصل بعض الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط تأكيد أنَ إيهاب لديه صلاتٌ كندية.
واجتاحت قصة إسراء غريب مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر أغسطس الماضي، عندما أُعلن عن مفارقتها للحياة، لكن حادثة الوفاة سبقتها تفاصيل مأساوية شابها الغموض، أبرزها دخول إسراء المستشفى من جراء حدوث كسر في عمودها الفقري.
وتحولت قصة إسراء إلى قضية رأي عام، وانتشر على مواقع التواصل بشكل كبير هاشتاغ #كلنا_إسراء_غريب، وأعرب كثير من العرب والمشاهير عن غضبهم مما حلّ بالفتاة، وأبدوا تعاطفا كبيراً معها، ودعوا إلى سنّ قوانين تحمي المرأة أكثر في المجتمعات العربية.