باسيل يهمس لأرسلان: حزب الله خذلنا

بيروت – ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان في الساعات الماضية بمقطع فيديو مسرّب يظهر فيه رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان “يتهماسان” على حزب الله.
ويكشف الفيديو أن الحوار جرى أثناء الإعداد لمؤتمر صحافي عقب اجتماع لتكتل “لبنان القوي” كان حضره أرسلان، وبدا أن الطرفين غير مدركين أن الميكروفونات مفتوحة أمامهما.
وتوجّه أرسلان في الفيديو إلى باسيل هامسا “شفت إذا بينعمل الميغا سنتر بالانتخابات الجاية (المقبلة)، بتأخذ نص (نصف) نواب الشوف وعاليه (في محافظة جبل لبنان)”. فردّ باسيل قائلاً “إيه كيف لكان.. وقتها الحزب قليلة شو عمل الحزب فينا!”. ومعلوم أن المقصود في لبنان من الحزب هو حزب الله.
وبدا واضحا أن باسيل كان ينتقد موقف حزب الله الرافض “للميغاسنتر”، وهي مراكز مخصّصة لكي ينتخب اللبنانيون في أماكن سكنهم بدل أماكن تسجيلهم.
وكان حزب الله قد تحجّج في رفضه لإقامة تلك المراكز بضغط الوقت مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية آنذاك في مايو من العام الماضي.
ويظهر تصريح باسيل شعورا بالخذلان من حليفه حزب الله، الذي تصادم معه في عدة محطات، وإن كان الطرفان يبديان إصرارا على الحفاظ على التحالف الاستراتيجي القائم بينهما منذ العام 2006، في ظل حاجة كل منهما للآخر، فباسيل يعتقد أنه لا يمكن الوصول إلى قصر بعبدا دون دعم من الحزب، في المقابل فإنّ الأخير يرى أن التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون يوفرّان له غطاء سياسيّا مهمّا يخفّف عنه الضغوط الأميركية.
وأثار الفيديو موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ودعا البعض إلى إحالة “الميكروفونات” إلى المجلس العدلي في إشارة إلى حادثة قبرشمون، حينما تمسّك أرسلان وباسيل بإحالة المطلوبين إلى المجلس العدلي (هيئة قضائية تنظر في القضايا المتعلقة بالأمن القومي).
ولا يعتقد أنّ هذا الفيديو سيؤثر على طبيعة العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث أن باسيل سبق وقام بتصريحات أشدّ وأقسى غضّ حزب الله الطرف عنها.
ويقول محللون إنّ ردود الحزب تبقى خاضعة لاعتبارات أخرى من حيث المصلحة والتوقيت، وحاليا الحزب مضطر لتجاهل أيّ زلاّت من “الحليف العنيد”، خاصة مع توجّه الإدارة الأميركية لزيادة الضغوط عليه.