وفاة الروائية توني موريسون عن عمر يناهز 88 عاما

واشنطن- توفيت الروائية الأميركية من أصل أفريقي توني موريسون، الحائزة على جائزة نوبل، وصاحبة الرواية الشهيرة "بيلافد" (المحبوبة)، عن عمر يناهز 88 عاما.
فازت الروائية الراحلة بجائزة نوبل في الأدب عام 1993 عن مُجمل أعمالها، وجائزة بوليتزر عن روايتها محبوبة. من رواياتها الأخرى: أكثر العيون زرقة، نشيد سليمان، صولا، وطفل القطران. تُرجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم، ومن بينها العربية.
عشقت الأدب منذ سنوات الشباب الأولى، وبنهم وإعجاب. قرأت موريسون أعمال كبار الروائيين الكبار خصوصا تولتسوي، وجاين أوستن التي لا تزال من بين الكتاب المفضلين لديها.
وفي الجامعة أعدّت شهادة دكتوراه عن الانتحار من خلال أعمال ويليام فوكنر، وفيرجينيا وولف. كما أنها اهتمت في هذه الفترة من حياتها بأعمال الكاتب الزنجي ويليام بالدوين الذي جاء حسب رأيها بأسلوب جديد يجعل القارئ يتشبث به فلا يروم ترك عمله إلاّ بعد أن ينهي قراءته. كما قرأت توني موريسون للكتّاب الأفارقة.
لم تشرع توني موريسون في كتابة الرواية والقصة بصفة فعليّة إلاّ بعد أن تجاوزت سنّ الأربعين. وكان عليها أن تقضي خمسة أعوام لكي تنتهي من كتابة روايتها الأولى “صول” التي تتحدث عن امرأة تعيش في حيّ من أحياء مدينة أوهايو.
وبسبب رفضها للتقاليد المحافظة، تعرضت موريسون إلى هجمات عنيفة من الأوساط المتشبثة بتلك التقاليد. وبفضل هذه الرواية التي لاقت نجاحا واسعا، فرضت موريسون نفسها في المشهد الأدبي الأميركي والعالمي. رغم ذلك أحسّت بفراغ رهيب، وبدا لها أنها لن تتمكن من الإمساك بالقلم مجدّدا.
اهتمّت بالكتابة عن شخصيّات السود، استكشفت عوالمهم بلغة دقيقة غنيّة، عملت على شخصيّات منشطرة في بعض رواياتها، كشخصيّة الفتاة الصغيرة السوداء التي تعيش في أوهايو، في روايتها "أشدّ العيون زرقة"، إذ اعتقدت أنّ عينيها زرقاوان، وتخيّلت الكثير من الأحداث، واستعرضت الكثير من المواقف البائسة المريرة التي تعرّضت لها.
لموريسون طريقتها الخاصّة في التعامل مع شخصيّاتها الروائيّة، وقد اعترفت أنّها لا تستعمل أحداً تعرفه أبداً في بناء شخصيّاتها الروائيّة، وأنّها حذرة جدّاً في هذا المجال، فلم تؤسّس شخصيّاتها على أحد، ولا تفعل ما يفعله كثير من الكتّاب، ولا تجد من المناسب أن يصوغ المرء حياته من حياة الآخرين، لأنّ لذلك مضامين ومسؤوليّات أخلاقيّة.
تشعر في الرواية بأنّها في أفضل حالاتها ذكاءً واتّقاداً وإثارة عندما تكون كلّ شخصيّاتها مُخترعة، لأنّها لا تتنازل عن موقفها في أنّ تأسيس شخصيّة ما على حياة أناس آخرين، تمثّل انتهاكاً لحقوق النشر بالكامل، وأنّ ذلك الشخص يملك حياته، ولديه براءة بذلك، ولا ينبغي أن تكون حياته عرضة للاقتباس الروائيّ، وأكدت أنّها تقمع شخصيّاتها أحياناً، حين تكتشف أنّها قد احتلّت حيّزاً أكبر من المسموح به لها.