محنة مريم: حلم لاجئة قاصر تلتهمه نيران الحرب في ليبيا

قصة مريم هي واحدة من قصص المهاجرين غير الشرعيين الذين حطت مراكبهم في ليبيا، التي تحولت من محطة عبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، إلى زنزانة كبيرة قبرت أحلامهم.
الخميس 2019/07/25
مريم هربت من قريتها الصغيرة في كوت ديفوار لتجد نفسها "جارية" في ليبيا

باريس- مريم، اسم مستعار لفتاة قاصر من الكوت ديفوار تبلغ من العمر 16 عاما، باعها أحد المهربين إلى رجل ليبي قام باغتصابها والاعتداء عليها بشكل يومي.

قصة مريم هي واحدة من قصص عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين الذين حطت مراكبهم في ليبيا، التي تحولت من محطة عبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، إلى زنزانة كبيرة قبرت أحلامهم.

يسلط الضوء على قصة مريم، فيلم وثائقي يحمل عنوان “محنة مريم في ليبيا: قاصر تقع ضحية العبودية الجنسية”، من إعداد ليسلي كاريتيرو وشارلوت بواسيو وإخراج عادل قسطل وأمارة مخول. وبني الفيلم الذي تبلغ مدته 9 دقائق وأنتجته قناة فرانس 24 بالتعاون مع موقع مهاجر نيوز، على شهادة حية وواقعية.

ويقدم برنامج “هي الحدث” حلقة خاصة، بالتعاون مع قسم مهاجر نيوز، بعنوان “حلم لاجئة قاصر تلتهمه نيران الحرب في ليبيا”، يتخللها عرض الفيلم القصير الذي يجسد بتقنية الرسم الإخباري (من تنفيذ الصحافي عادل قسطل) محنة مريم والمأساة التي عاشتها منذ “بيعها” في طرابلس الليبية وحتى هروبها إلى بلد آخر. وخلال الحلقة، يجيب كبير المراسلين في فرانس 24 عادل قسطل على أسئلة الصحافية ميسلون نصار حول صعوبة وأهمية توثيق مثل هذه القصص بالصور بهدف إنصاف الضحايا ومحاولة الحد من هذه الجرائم.

مريم تحدثت عن تجربة العبودية الجنسية التي وجدت نفسها تعيش فيها لعدة أشهر، مع شخص لا تعرف حتى اسمه، وتناديه بالسيد

يوم 13 فبراير 2019 تلقى قسم مهاجر نيوز في مجموعة “إعلام فرنسا العالمي” رسالة استغاثة من فتاة، قالت إنها تعيش حبيسة في منزل بطرابلس. تواصلت معها الصحافيتان ليسلي كاريتيرو وشارلوت بواسيو عبر تطبيق واتساب. وكانت مريم تحتفظ بهاتف، وتخبئه بشكل جيد حتى لا يكتشفه “السيد” الذي يمنعها من الخروج أو التواصل مع أي كان. وحكت مريم عن معاناتها اليومية وعن تعرضها للاغتصاب بشكل متكرر وحملها وخوفها من ردة فعل سجّانها عندما يعلم بحملها، وهو الذي كان يرغب في بيعها وشراء أخرى.

انقطع الاتصال بمريم يوم 18 مارس 2019 لتعود وترسل مؤخرا رسالة جديدة تخبر فيها أنها نجحت في عبور البحر نحو أوروبا. وكانت هذه الرسائل بداية الرحلة التوثيقية لمأساة مريم والتي تمت تغطيتها ضمن الفيلم الوثائق الذي اطلعت “العرب” على النسخة الأولية منه، وفيه تتحدث مريم، التي تبلع قريبا السابعة عشرة من عمرها، عن تجربة العبودية الجنسية التي وجدت نفسها تعيش فيها لعدة أشهر، مع شخص لا تعرف حتى اسمه، وتناديه بالسيد، وهي التي هربت، مع شقيقتها ذات الستة الأعوام، من وضع مأسوي في قريتها الصغيرة في كوت ديفوار متطلعة إلى مستقبل أفضل في أوروبا.

وتقول مريم في شهادتها إنه كانت هناك فتاة أخرى تعيش وضعا مشابها لوضعها في نفس البيت، حيث تتعرض للاغتصاب من قبل صديق لـ”السيد”. نجحت مريم في الهرب من سجنها ووجدت مأوى لدى شخص ليبي ساعدها في تأمين رحلة إلى أوروبا عبر أحد قوارب الهجرة غير الشرعية، ولتنجدها وهي في عرض البحر، ومعها أختها الصغيرة، ومجموعة من المهاجرين، سفينة أوروبية.

6