الذكاء الاصطناعي يقدم مذاقات جديدة

واشنطن- يلجأ قطاع الصناعات الغذائية بصورة متزايدة إلى الذكاء الاصطناعي لفهم التفاعلات المختلفة بين المذاقات والروائح والعوامل الأخرى التي من شأنها أن تصنع منتجا غذائيا ناجحا.
وفي وقت سابق من هذه السنة، فاجأت شركة “آي.بي.أم” التكنولوجية متابعيها بدخولها قطاع إنتاج الطعام معلنة، شراكة مع صانع التوابل “ماكورميك” من أجل “الغوص في مجال المذاقات بطريقة أسرع وأكثر فعالية عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لتعلم توقع خلطات جديدة على مستوى المذاقات”، من خلال البيانات المجمعة من ملايين المصادر.
وتسلط هذه الشراكة الضوء على كيفية استخدام التكنولوجيا في الصناعات الغذائية للمساعدة على تطوير منتجات جديدة. وقال برنار لاووس، أحد مؤسسي شركة “فودبيرينغ” الناشئة مع مكاتب في بلجيكا ونيويورك، إن شركته “لديها أوسع قاعدة مذاقات في العالم” تسمح بطرح توقعات غذائية أفضل بالاستناد إلى أذواق الناس وتحليل البيانات.
وأكد “بدلا من اللجوء إلى لجنة خبراء أو لجنة مستهلكين نضع برامج حسابية يمكنها أن تترجم رأي المستهلكين في هذا المنتج أو ذاك”. وتستخدم شركة “أناليتيكال فليفور سيستيمز” التي مقرها في نيويورك الذكاء الاصطناعي لطرح نموذج عن الطعم والرائحة والملمس لتوقع أذواق المستهلك على صعيد المنتجات الغذائية والمشروبات.
وتهدف هذه المنصة إلى مساعدة شركات على “صنع منتجات لمستهلكيها أفضل وصحية أكثر”، بحسب مؤسسها جايسن كوهين. وأفادت بريتا روزنهايم -وهي محللة تكنولوجيا في مجال الغذاء والمستثمرة في شركة “أناليتيكال فليفور سيستيمز”- بأن “عملية تطوير منتجات غذائية تستغرق وقتا طويلا، وثمة نقائص كثيرة على صعيد طريقة تفاعل السوق، لذا فإن هذه التكنولوجيا قد تساعد (على تلافي بعض النقائص)”.
الذكاء الاصطناعي يمنحنا القدرة على استخدام مجموعات واسعة من البيانات المتعلقة بالزراعة لتحسين محاصيلنا في وقت وجيز جدا
وتوفر “فودبيرينغ” خارطة “ذكاء المذاقات” التي تستند إلى التحليل الجزئي وتتضمن وصفا للمذاقات. وقال لاووس إن من بين التوصيات المقترحة الجمع بين المحار والكيوي الذي بات طبقا مرجعيا خاصا في أحد المطاعم البلجيكية المعروفة.
وأضاف أن “فودبيرينغ” “تجري مسحا لكل عمليات الجمع المحتمل إلا أن الطعام يبقى مسألة ثقافية وشخصية. لذا نعتمد أيضا على تصرف المستهلك لزيادة صوابية اقتراحات الجمع بين مواد غذائية عندما نعمل مع شركات إنتاج السلع الغذائية”.
وبيّن باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم.آي.تي) كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مفيدا في تحديد ظروف النمو المثالية من أجل إنبات حبق بطعم قوي جدا ويأملون في تطبيق ذلك على منتجات أخرى.
وأشار جون دي لا بارا، المسؤول عن مبادرة “أوبن اغريكالتشر إنيشياتيف” في معهد ماساتشوستس، إلى أن “الذكاء الاصطناعي يمنحنا القدرة على استخدام مجموعات واسعة من البيانات المتعلقة بالزراعة لتحسين محاصيلنا في وقت وجيز جدا”.