مارديني تطل من هوليوود بعد صراع الأمواج

السباحة يسرى مارديني تحاول تحسين أدائها خلال مشاركتها في بطولة العالم للسباحة ضمن فريق اللاجئين الذي اختارته اللجنة الأولمبية للمنافسة تحت رايتها، عوضا عن الاكتفاء بالمشاركة الشرفية.
الاثنين 2019/07/22
لا سقف للطموح

تواصل السباحة السورية يسرى مارديني صراعها داخل أحواض البطولات والمسابقات العالمية، مقترنا بصراع جديد بعد أن وجدت قصتها طريقها الى شاشات السينما الهوليوودية.

غوانغجو (كوريا الجنوبية)- بعد أربعة أعوام على هروبها من القذائف التي دمرت بلدها الأم سوريا وصراعها مع أمواج البحر المتوسط، تواصل السباحة السورية يسرى مارديني صراعا من نوع آخر في أحواض البطولات والمسابقات العالمية، وهذه المرة في كوريا الجنوبية التي تستضيف النسخة 18 من بطولة العالم للسباحة.

إن قصة مارديني التي ستجد طريقها إلى شاشات السينما بإنتاج هوليوودي، تصدرت العناوين من حول العالم في صيف 2015 حين غادرت وشقيقتها السباحة أيضا سارة دمشق، منضمتين إلى موجة جديدة من السوريين الذين فقدوا الأمل في رؤية نهاية قريبة للصراع الدائر في بلدهم، فسافرتا إلى لبنان ثم تركيا حيث دفعتا المال للمهرّبين من أجل إيصالهما إلى اليونان.

وفي المحاولة الأولى للهرب، تمكّن خفر السواحل التركي من إيقاف القارب وإعادته. وفي محاولتهما الثانية كاد القارب المطاطي الصغير أن يودي بحياتهما ومن معهما، إذ أنه، وفي غضون نصف ساعة فقط، كانت المياه تتدفق داخله بسبب عدم تحمّله عدد راكبيه الذين لا يجيد معظمهم السباحة.

تمسّكت الشقيقتان بالحبال المتدلية من جوانب القارب لثلاث ساعات، حتى وصلتا إلى شاطئ جزيرة لسبوس اليونانية. وما إن وطأت أقدامهما بر الأمان حتى اتصلتا بوالدهما عزت المتواجد في الأردن “بابا، لقد نجحنا! نحن في اليونان!” التي “وصلت إليها بسروال جينز وقميص فقط”. وبعد رحلة برية طويلة دامت أسابيع أوصلتهما إلى النمسا ومرورا بالمجر، وصلت الشقيقتان إلى برلين وانضمتا بعد فترة وجيزة إلى أحد أندية السباحة القريبة من مخيّم اللاجئين بفضل المترجم المصري في المخيّم والذي عرّفهما على المدرب سفين سبانيكربس.

الآن وبعد أربعة أعوام ومشاركة أولمبية تاريخية في ألعاب ريو 2016 كأحد أعضاء فريق اللاجئين الذي اختارته اللجنة الأولمبية الدولية للمنافسة تحت رايتها، تحاول مارديني التي أصبحت في الحادية والعشرين من عمرها العمل على تحسين أدائها عوضا عن الاكتفاء بالمشاركة الشرفية.

لكن اختبارها الأول في غوانغجو الكورية الجنوبية لم يرتق الى مستوى طموحاتها، إذ اكتفت بتسجيل 1:8.79 دقيقة في تصفيات سباق 100 متر فراشة وفشلت في تحسين رقمها الشخصي، منهية محاولتها في المركز السابع والأربعين بفارق 12 ثانية عن بطلة العالم السويدية سارا سيوستروم. وأقرّت السباحة السورية “أني لست حقا راضية. عانيت من مشاكل في كتفي لكني عدت إلى التمارين. ما زال أمامي سباق 100 م حرة وأتطلع لخوضه”.

وتطرّقت مارديني في حديثها إلى مشاركتها في ألعاب ريو 2016، مشيرة إلى أنه “في البداية، رفضت أن أكون ضمن فريق لاجئين لأني كنت خائفة من أن يعتقد الناس بأني حصلت على هذه الفرصة بسبب قصتي. أردت أن أستحقها (فرصة المشاركة). لكني أدركت بعدها أني أمام فرصة كبيرة لتمثيل هؤلاء الناس (اللاجئون)، فاغتنمت الفرصة ولم أندم عليها يوما”.

وتابعت “ريو كانت رائعة. كنت متحمسة حقا لرؤية رد فعل الناس. الآن أنا أمثّل الملايين من النازحين حول العالم وهو ما يجعلني أشعر بالفخر حقا”. إن مارديني بعيدة الآن كل البعد عن الحياة في سوريا، حيث غالبا ما “كانت النوافذ المحيطة بالمسبح تتكسر في بعض الأحيان جرّاء القذائف. كنّا خائفين طوال الوقت”.

24