غضب في العراق من طلب تدريب الجيش في إيران

بغداد - أثار طلب تقدّم به الجيش العراقي لإيران لإجراء دورات تدريبية لقوّاته داخل الأراضي الإيرانية وعلى يد الجيش الإيراني، سخط نخب سياسية وعسكرية عراقية بينها ضباط قدامى ومتقاعدون من القوات العراقية، رأوا في ذلك الطلب، وفق تعبير ضابط عراقي متقاعد، إهانة لـ”الجيش العراقي العريق وتسليما بتفوّق الجيش الإيراني عليه، ومحاولة لتكريس فكرة هزيمة العراق خلال حرب الثماني سنوات ضدّ إيران والتي لا تزال طهران تعمل على ترسيخها رغم مضي أكثر من ثلاثة عقود على نهاية الحرب”.
وقالت وكالة “إرنا” الإيرانية إن “مدير التدريب العسكري في الجيش العراقي طارق عباس البلداوي طلب من قائد القوة البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري إجراء تدريبات عسكرية للجيش داخل إيران، كما دعا إلى إجراء مناورات مشتركة بين جيشي البلدين”.
وذكرت أنّ تقديم الطلب جاء خلال استقبال حيدري، الاثنين، لعبّاس مدير التدريب العسكري في الجيش العراقي.
ورأى سياسيون عراقيون مناهضون للنفوذ الإيراني ببلدهم أنّ تدريب الجيش العراقي في إيران على يد جيشها يعني المساس بعقيدته وربطه بالأهداف والمخططات الإيرانية، دون استبعاد إمكانية تكريس النوازع الطائفية داخله، على اعتبار عقيدة الجيش الإيراني لا تنفصل عن التشيّع الذي يشكّل أساسا من أسس الدولة الإيرانية تحت حكم نظام المرشد.
وكثيرا ما يطالب عراقيون بفكّ ارتباط القرار العسكري والأمني بإيران، وهي ظاهرة يقول المعترضون عليها إنّها تكرّست بشكل لافت خلال الحرب ضدّ تنظيم داعش وإنشاء ما يشبه الجيش الرديف في العراق متمثّلا بالحشد الشعبي المكوّن من العشرات من الميليشيات الشيعية التي يقودها صقور الموالاة لطهران.
ويرى خبراء الشؤون العسكرية أنّ من أكبر نقاط ضعف القوات المسلّحة العراقية تسرّب الولاءات والاصطفافات غير الوطنية إلى صفوفها، حيث كثيرا ما تصنّف قوات الشرطة الاتحادية والجيش ضمن دائرة التأثير الإيراني، بينما يصنّف جهاز مكافحة الإرهاب وعدد من ألوية القوات الخاصة ضمن “أصدقاء الولايات المتحدة”.