أمستردام تعرض على السياح زواج متعة ليوم واحد

أطلقت هيئة السياحة الهولندية مبادرة جديدة تهدف إلى تقديم تجربة سياحية فريدة تقرب بين السياح والسكان الأصليين لأمستردام، عبر عقد قران ليوم واحد يحظى خلاله السائح بزيارة عدد من معالم المدينة في إطار شهر عسل وهمي.
أمستردام – أعلنت هيئة السياحة في العاصمة الهولندية أمستردام عن مبادرة غير مسبوقة، تتمثل في فتح الباب أمام السياح لـ”زواج رمزي ليوم واحد” من السكان المحليين، حتى يتجولوا معا في أرجاء المدينة.
وتهدف حفلات الزفاف الرمزية إلى تحسين العلاقات بين السكان والزوار وتشمل “شهر عسل” قصير لاستكشاف المعالم السياحية الأقل شعبية في المدينة.
وتتم إجراءات الزواج في غضون نصف ساعة، أين يتبادل المتزوجان الخواتم. لكنه يبقى رابطا رمزيا ولا يدرج في السجلات، ولا يشمل إقامة أي علاقة.
وإثر الزواج، يزور السائح “العريس” عددا من معالم المدينة، في إطار “شهر عسل رمزي”، قبل أن يعود إلى بلاده دون زوجته المؤقتة.
ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، قالت ديبورا نيكولاس-لي، أول سائحة عروس “ها أنا ذا أرتدي فستان زفاف مع طرحة طويلة وإلى جانبي عريسي جوليان دو بيرون بقبعته الطويلة وابتسامته، لكنني متوترة قليلا، وهذا أمر غير مفاجئ لأننا التقينا للتو”.
وأضافت أنها تحاول تجربة الزواج من أمستردامي ليوم واحد. وتندرج هذه الفكرة ضمن الأنشطة العديدة المقترحة في دليل “انتوريست تو أمستردام” وهو كتاب وموقع إلكتروني تم إطلاقهما هذا الأسبوع، محملان بالأفكار الخاصة الرامية لتقريب السياح من السكان المحليين، و”تشجيع الزوار على استكشاف الأجزاء الأقل شهرة في المدينة، وذلك في محاولة للحد من مشاكل السياحة المفرطة.. وتشمل الأنشطة الأخرى جولة بالقارب في المدينة”.
وأوضحت جونا رينز، صاحبة متجر صغير، وهي المسؤولة على تنظيم حفلات الزفاف الوهمية منذ سنة 2015، أن “الفكرة تكمن بالأساس في أن لا يكتفي السياح بمجرد المرور بالمدينة، بل يمكنهم التواصل على مستوى شخصي مع السكان المحليين الذين يعيشون هنا”.
وفي العام الماضي، زار حوالي 21 مليون شخص أمستردام، وانتشرت حملات لتخفف من آثار الزحمة ومن بينها حملة “استمتع واحترم”، والتي تفرض غرامات باهظة على كل من لا يحترم البلد الذي استقبله من خلال الضلوع في ممارسات مثل التبول في الأماكن العامة.
ويقترح هذا الكتاب نهجا إيجابيا مبتكرا. وتصف إيلينا سيمونز، وهي من مؤلفيه، تدفق السياح من جميع أنحاء العالم بأنه “فرصة مثيرة حقا”، قائلة “دعونا نوظف هذه الطاقة وكل هذا التنوع في ابتكار أفكار ممتعة”.
وهذه الخدمة متوفرة للزائرين ابتداء من يونيو الحالي إلى يناير المقبل. ويكلف الزواج 100 يورو على الأقل، ويتضمن فرصة لتجربة جانب شخصي من الحياة في أمستردام خلال شهر عسل يدوم يوما واحدا.
وقالت ديبورا “لن يجعلني زواجي من جوليان أرى أمستردام بشكل أفضل، لكن هذا الرابط الرمزي الذي يجمع بين شخص مقيم وسائح يحمل تأثيرا غريبا. يخلق الممر الأحمر الذي أسير فيه، والموسيقى، وتبادل الخواتم، مزاجا قويا. وتختتم مراسم الزواج بعناق، وليس قبلة مثل الزواج العادي”.
وتابعت “بعد ذلك، نتوجه إلى الخارج كزوجين.. ويخرج جوليان، الغيتارة ويغني لي إحدى أغاني إد شيران. ونظرا لأنه كاتب وموسيقي، فإنه يقترح أن نقوم معا بكتابة أغنية حب إلى المدينة.. نقفز على متن دراجات ونتوجه إلى منزله شرق أمستردام، قرب نهر أمستل، وبعيدا عن وجهة السياح الآخرين”.
وتقول سيمونز، التي ترى الهدف الأساسي لحفل الزفاف في تحسين العلاقات بين السياح والسكان المحليين، ونقلهم إلى مناطق أقل شعبية “من المؤسف أننا نعيش في عالمين منفصلين.. نحن نتجول في نفس المدينة، لكننا لا نتواصل أبدا”.
وأفاد نيكو مولدر من أمستردام “تتجاوز السياحة مجرد التقاط صورة شخصية في الأماكن الأكثر شعبية.. أنا لا أقول إن علينا التوقف عن زيارة متحف فان غوخ أو منزل آن فرانك. لكن رؤية السياح المواطنين منسجمين، بدلا من متعارضين، يبقى مشهدا أفضل”.