بكين تسترضي الإدارة الأميركية بتصفير النفط الإيراني

طهران تعلن توقف جميع الدول عن شراء إمداداتها النفطية.
الخميس 2019/05/30
يأس من عودة ناقلات النفط

فتحت الصين أبواب تصفير صادرات النفط الإيرانية بالتوقف عن الشراء، خاصة أنها أكبر المشترين والأقدر على تحدي العقوبات الأميركية. ويرى محللون أن تضحية بكين بإيران قد تكون رسالة تهدئة لواشنطن في إطار سعيها لتخفيف الحرب التجارية بين البلدين.

لندن - أكملت الصين خنق صادرات النفط الإيرانية باعتراف رسمي من طهران، التي أكدت أمس توقف جميع الدول الثماني، التي كانت تتمتع بإعفاءات من الولايات المتحدة حتى بداية الشهر الحالي، عن شراء نفطها.

وكان الخبراء يعتقدون أن الصين ستكون العقبة الأكبر أمام سعي واشنطن لتصفير صادرات النفط الإيراني، لكونها أكبر المشترين والأقدر على تحدي الإدارة الأميركية خاصة في ظل توتر العلاقات بين واشنطن وبكين.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الثلاثاء أن الصين توقفت عن استيراد النفط الإيراني في وقت سابق من الشهر الجاري. ونقلت عن رحيم زاري عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني قوله إن البلدان الثمانية الحاصلة على الإعفاءات توقفت عن استيراد النفط من إيران.

ودخل الحظر النفطي التام حيز التنفيذ في 2 مايو الجاري بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء إعفاءات شراء النفط الإيراني التي منحها في نوفمبر الماضي لكل من تركيا والصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.

وكنت اليونان وإيطاليا متوقفة بالفعل عن شراء النفط الإيراني، حيث لم تستخدم الإعفاء الأميركي على الإطلاق، في وقت سارعت فيه اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان إلى الالتزام فورا بسبب علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.

رحيم زاري: جميع البلدان الثمانية توقفت عن استيراد النفط من إيران
رحيم زاري: جميع البلدان الثمانية توقفت عن استيراد النفط من إيران

أما الهند فقد التزمت بصمت بالحظر الأميركي بسبب تفضيل شركاتها النفطية لمصالحها الكبيرة مع الولايات المتحدة على المصالح الضئيلة المحفوفة بالمخاطر مع إيران، خاصة بعد تعزيز علاقات نيودلهي النفطية مع السعودية.

وحاولت تركيا مشاكسة الإدارة الأميركية بالقول إنها لا تستطيع الابتعاد عن الإمدادات الإيرانية خلال وقت قصير، لكن البيانات تؤكد أنها توقفت عن الشراء، بعد أن أدركت خلال العام الماضي الثمن الباهظ للخلافات مع واشنطن.

ويمثل توقف الصين عن الشراء مفاجأة كبيرة بسبب تصريحاتها المعارضة للعقوبات الأميركية على إيران، خاصة خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بكين في الأسبوع الماضي.

وكانت الصين الوحيدة القادرة على تحدي واشنطن بسبب سلطتها المركزية على شركاتها النفطية الحكومية، وتفجر العلاقات مع الإدارة الأميركية، التي بلغت ذروة التصعيد بمضاعفة الرسوم الأميركية وحظر تعامل الشركات الأميركية مع شركة هواوي الصينية.

ويرى محللون أن بكين ربما تسعى من خلال التضحية بإيران إلى إرسال إشارة تهدئة إلى واشنطن بعد أن دخلت الحرب التجارية مرحلة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني.

ونقلت وول ستريت جورنال عن محللين قولهم إن “الصين لديها ما يكفي من المشاكل مع الولايات المتحدة وهي لا تريد أن تقدم لها سببا آخر للتصعيد”.

كما أن الشركات النفطية الحكومية الصينية لديها علاقات ومصالح تجارية واسعة مع الشركات الأميركية، أكثر أهمية من علاقاتها مع إيران، إضافة إلى الاتفاقات النفطية الكبيرة التي وقعتها مع السعودية.

وتشير البيانات إلى أن الصين وجهت بوصلتها إلى السعودية في الشهر الماضي حيث ارتفعت مشترياتها النفطية منها بنسبة 43 بالمئة، لتصل إلى 1.53 مليون برميل يوميا.

ويتوقع محللون ومؤسسات مالية عالية أن يدخل الاقتصاد الإيراني في انكماش خطير بعد إغلاق شريان الحياة الوحيد، وأن تتفاقم أزماتها بسرعة كبيرة بسبب عدم وجود أي ضوء في نهاية النفق.

 وأظهرت بيانات الشحن البحري أن صادرات إيران من الخام هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود لتصل في الشهر الحالي إلى نحو 400 ألف برميل يوميا فقط وفقا لبيانات من رفينيتيف أيكون، في ظل توقعات باستمرار انخفاضها بعد توقف جميع الدول عن الشراء.

ولا توجد معلومات قاطعة بشأن معدل التصدير خاصة أن طهران توقفت عن تقديم بيانات إنتاجها إلى منظمة أوبك، واعلانها عن اللجوء إلى كافة الوسائل لمواصلة تصدير النفط.

ويرى محللون إن تطور وسائل المراقبة لا تترك لها مجالا واسعا للتهرب من العقوبات.

10