اتحاد الناشرين الأتراك يحذر من خطورة تبرئة المعتدين على الصحافيين

الاعتداء على الكاتب الصحافي صباح الدين أونكيبار يعد واحدا من ضمن اعتداءات كثيرة تطال الصحافيين المعارضين لحكومة العدالة والتنمية.
الخميس 2019/05/30
المعتدون على صباح الدين أونكيبار طلقاء بينما يواجه هذا الصحافي المحاكمة

أنقرة- أصدر اتحاد الناشرين الأتراك بيانا يحذر فيه من تبعات التضييق على الصحافة وحرية التعبير في البلاد، بعد إفراج السلطات التركية عن منفذي اعتداء ضد الكاتب الصحافي صباح الدين أونكيبار. ووصف اتحاد الناشرين الأمر بأنه “شديد الخطورة، ونخشى أن تكون حرية التعبير داخل تركيا في خطر”.

وأضاف “تردي أوضاع حرية التعبير يشعرنا بالقلق بسبب التهديدات والاعتداءات المتزايدة ضد الصحافيين والكُتاب”. وتابع “الكاتب والصحافي صباح الدين أونكيبار تعرض لاعتداء بالقرب من منزله في أنقرة، ليزداد عدد الصحافيين والكتاب الذين تعرضوا لاعتداءات في شهر مايو”.

ووفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية، جاء في البيان الذي صدر الثلاثاء “حرية التعبير لا غنى عنها بالنسبة للجميع، وهي حق يجب حمايته، كما أن عدم تطبيق العقوبة على من ينتهك هذا الحق من شأنه توليد حالة من العنف في المجتمع، لذا فإننا ندين الاعتداءات التي يتعرض لها كتاب تركيا، ونطالب بفرض العقوبات اللازمة على المعتدين”.

وكان صباح الدين أونكيبار قد تعرض لاعتداء جسدي بعد كتابته مقالا نشره موقع “odatv” في 19 مايو الجاري، أكد فيه أن مسؤولي حزب العدالة والتنمية التقوا قيادات دينية كردية، وطالبوهم بإقناع الناخبين الأكراد بالتصويت لصالح بن علي يلدريم، في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، المقرر إجراؤها يوم 23 يونيو المقبل.

وأطلقت محكمة تركية سراح المشتبه بهم الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم في إطار التحقيقات المتعلقة بالهجوم على أونكيبار، مع وضعهم تحت المراقبة. وتقدم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف- حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم- بشكوى جنائية ضد الصحافي المعارض، بحجة إهانة رئيس الحزب دولت بهتشلي في أحد مقالاته.

حزب الحركة القومية اليميني المتطرف تقدم بشكوى ضد الصحافي المعتدى عليه أونكيبار، بحجة إهانة رئيس الحزب

والاعتداء على أونكيبار هو واحد من ضمن اعتداءات كثيرة تطال الصحافيين المعارضين لحكومة العدالة والتنمية، فقد تعرض مؤسس صحيفة أجامان المعارضة، الصحافي هاكان دنيزلي الأسبوع الماضي إلى إصابة بجرح في القدم بعد تعرضه لهجوم مسلح خلال تواجده مع ابنته وحفيدته بمدينة أضنة.

ووقع الهجوم المسلح على دنيزلي البالغ من العمر 49 عاما، داخل سيارة يستقلها بصحبة ابنته وحفيدته في حي يشلي يورت في مقاطعة سيحان بمدينة أضنة، وأطلق منفذو الهجوم الذين لم يتم التوصل إلى هوياتهم حتى الآن، النار عليه من نافذة سيارة مسرعة، ليصاب في قدمه.

ومن المفارقات أن تتم تبرئة مهاجمي الصحافيين وإطلاق سراحهم، بينما يدين القضاء نفسه صحافيين آخرين بتهمة الإرهاب بسبب ممارستهم للعمل الصحافي. وصدرت أحكام بالسجن بحق سبعة صحافيين أتراك يعملون في صحيفة موالية للأكراد أغلقتها السلطات التركية، بعد إدانتهم بـ”الترويج للإرهاب”، الأسبوع الماضي.

وكان الصحافيون السبعة يعملون في صحيفة “أوزغور غوندم” التي أقفلت بموجب مرسوم صدر في 2016 بتهمة الترويج لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا مسلحا ضد السلطات التركية.

ويحاكم 24 صحافيا من “أوزغور غوندم” في إطار محاكمة بتهمة “الترويج للإرهاب”، حكم على سبعة منهم، بينهم رئيسا التحرير أرين كسكين وحسين أيكول، بعقوبات بالسجن تتراوح بين 15 و45 شهرا. وحكم على عدد من الصحافيين والكتاب الأتراك بالسجن مع النفاذ، ولا يزال غيرهم يحاكمون للمشاركة في حملة تضامن مع الصحيفة.

وتندد منظمات تعنى بالدفاع عن حرية الصحافة بانتظام بحملات الاعتقال التي تطال الصحافيين وبإقفال وسائل إعلام منذ الانقلاب الفاشل في 2016. وتحتل تركيا المرتبة الـ157 من أصل 180 في ترتيب حرية الصحافة لعام 2018 الذي وضعته منظمة “مراسلون بلا حدود” غير الحكومية.

18